توجت فيكتوريا كير ثيلفيغ بلقب ملكة جمال الكون لعام 2024 في المكسيك في 16 نوفمبر، محققة إنجازاً غير مسبوق لدولة الدنمارك، حيث كانت أول امرأة دنماركية تفوز بهذا اللقب الرفيع، في هذه المسابقة، التي شاركت فيها أكثر من 120 متسابقة من جميع أنحاء العالم.

تميزت فيكتوريا كير ثيلفيغ بشخصيتها القوية وكاريزما لا مثيل لها، مما جعلها تستحق اللقب، ومع ذلك، لم تمر فترة ما بعد التتويج دون إثارة الجدل، حيث تعرضت لانتقادات واسعة بسبب نشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، مما جعل اسمها يتصدر العناوين في مختلف أنحاء العالم.

فيديو الجدل: هل كانت ثيلفيغ تتعرض لحملة إعلامية؟

بعد فوزها بلقب ملكة جمال الكون، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي فيديو لثيلفيغ، وهي تتنقل في مدينة نيويورك، وتحديداً على قمة مبنى إمباير ستيت، وهي تغني مع أغنية "Empire State of Mind" الشهيرة لجيه زي.

المشكلة تكمن في أن الأغنية تحتوي على كلمة عنصرية تُستخدم في الثقافة الأمريكية، وهي كلمة "N-word" التي غالباً ما تكون محظورة في المجتمعات الغربية؛ بسبب تاريخها المأساوي واستخدامها كإهانة، خاصة بأصحاب البشرة السمراء وما تعرضوا له من اضطهاد.

الانتقادات التي طالت فيكتوريا ثيلفيغ كانت حادة، حيث اعتبر البعض أن ترديدها للكلمة، حتى وإن كانت بطريقة "الميم" أو الإشارة، يُعد تصرفاً غير لائق من شخص يحمل لقب ملكة جمال الكون، كما كانت هناك مطالبات على منصات التواصل الاجتماعي بضرورة سحب اللقب منها، معتبرين أن ما فعلته يتنافى مع القيم التي يفترض أن يمثلها هذا اللقب الرفيع.

شاهدوا غناء ملكة جمال الكون لأغنية عنصرية:

ردود الفعل المتباينة على وسائل التواصل

تباينت ردود الأفعال بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي. من جهة، كان هناك العديد من الأشخاص الذين عبروا عن استيائهم الشديد من تصرف ثيلفيغ، واعتبروا أن تصرفها يتسم بالعنصرية، رغم أنه لم يظهر أنها قد نطقت بالكلمة بشكل واضح. هؤلاء طالبوا بحسابها وتقديم اعتذار علني، بل وذهب البعض إلى حد المطالبة بسحب اللقب منها.

من جهة أخرى، كان هناك عدد من المدافعين عن ثيلفيغ، الذين اعتبروا أن الحملة ضدها هي جزء من ما يُعرف بـ"حروب الثقافة"، حيث اعتبروا أنها أصبحت ضحية لهذا الاتجاه الذي يبالغ في البحث عن الأخطاء في كل تصرف. وأشار البعض إلى أن ثيلفيغ لم تقصد الإساءة، بل كانت تكشف عن شعورها بالمتعة لمشاركة أغنية مع جمهورها، خاصة أن الكلمة العنصرية كانت جزءاً من الأغنية الأصلية لجيه زي.

موقف منظمة ملكة جمال الكون

حتى الآن، لم تصدر أي تصريحات رسمية من قبل منظمة ملكة جمال الكون، أو من قبل فيكتوريا كير ثيلفيغ نفسها بشأن الحادثة. هذا الصمت من قبل المنظمة أثار تساؤلات حول موقفها من هذه القضية. فالمعروف عن رئيسة المنظمة آن جاكابونغ جاكراجوتاتيب أنها سبق وأثارت الجدل لدى فئة من المتابعين، بتصريحاتها حول قضايا التنوع والشمولية، مما جعل البعض يتكهن بأن المنظمة قد تتجاهل هذه الواقعة تماماً.

تجدر الإشارة إلى أن جاكراجوتاتيب كانت قد صرحت في وقت سابق أن النساء المتحولات جنسياً يمكنهن المشاركة في المسابقة، لكنهن "لا يمكنهن الفوز"، مما أثار ردود فعل متباينة من قبل المنتقدين.

العودة إلى المعايير التقليدية في مسابقة ملكة جمال الكون

العام 2024 شهد عودة بعض المعايير التقليدية لمسابقة ملكة جمال الكون، حيث فازت ثيلفيغ بلقب ملكة جمال الكون في وقت يتسم بعودة للمعايير الغربية التقليدية للجمال، وهو ما أثار ردود فعل متباينة، حيث كان البعض سعيداً بتلك العودة إلى ما اعتبروه "الطبيعية" في الجمال، بينما اعتبر آخرون أن هذه العودة تمثل تراجعاً عن الجهود التي بذلتها المسابقات السابقة لدمج التنوع والشمولية في عالم الجمال.

فيما اعتبر البعض أن فوز فيكتوريا ثيلفيغ كان بمثابة انتصار لفكرة "الأنثى البيولوجية"، وهو ما أطلق عليه البعض "العودة للنظام الطبيعي"، بعد مشاركة العديد من المتسابقات المتحولات جنسياً والمتحولات في السنوات الماضية.

هذا التحول في المسابقة ألهم بعض النشطاء السياسيين في الولايات المتحدة الأمريكية، الذين أشاروا إلى أن فوز فيكتوريا ثيلفيغ يُعد بمثابة "نهاية موجة الاستيقاظ"، في إشارة إلى رفضهم لما اعتبروه تغييرات غير ضرورية في المسابقات الجمالية.

الجولة العالمية بعد التتويج

بعد فوزها باللقب، انطلقت فيكتوريا كيار ثيلفيغ في جولة حول العالم، بداية من نيويورك، حيث أضاءت مبنى إمباير ستيت بألوان العلم الدنماركي في احتفال رائع. كما قامت بزيارة بعض المعالم السياحية والثقافية في نيويورك، متخذة من منصتها كملكة جمال الكون وسيلة للتواصل مع الجمهور العالمي.

كما قامت ثيلفيغ بزيارة دولة تايلاند، حيث التقت مع رئيسة منظمة ملكة جمال الكون آن جاكابونغ في جولة ترويجية. هذه الجولة كانت بمثابة فرصة لفيكتوريا لتوثيق العلاقة بين دور ملكة الجمال والقيم التي تريد نشرها في العالم، بما في ذلك إلهام الشباب والفتيات حول العالم لتحقيق أحلامهم، بغض النظر عن خلفياتهم.