حكاية «ميس أماني».. فقدت ابنيها ليلة عيد ميلادهما فعاشت ترعى القطط - بوابة فكرة وي

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حكاية «ميس أماني».. فقدت ابنيها ليلة عيد ميلادهما فعاشت ترعى القطط - بوابة فكرة وي, اليوم الأربعاء 27 نوفمبر 2024 05:51 مساءً

قبل 10 أعوام من اليوم، كانت «ميس أماني» تعيش حياة هادئة رفقة ولديها «أحمد» و«نورهان»، إذ كانت تعتبرهما هبة الله لها، بعدما عاشت حياة قاسية مع زوجها، لتستحيل بينهما العِشرة وتنفصل عنه، وهي شابة صغيرة، لديها طفلان، لم تجد مأوى لهما سوى «حضنها»، ولم يجدا أمانًا في الدنيا عقب أب تخلى عنهما صغارًا سوى والدتهما، قبل أن يتدخل القدر، ويحرم الأم من أبنائها في ليلة عيد ميلادهما. 

811789b24b.jpg

abd0932a7e.jpg

«أماني» تفقد «أحمد» و«نورهان» ليلة عيد ميلادهما

تحكي السيدة أماني عدلي، صاحبة الـ65 عامًا، أنها كانت فتاة مُدللة، وحيدة والديها، درست في مدارس فرنساوي، وأتقنت اللغة وعملت بها، قبل أن تلتقي زوجها السابق وتتزوج منه، إلا أن الزيجة لم تستمر طويلًا: «كان للأسف اختيار خاطئ، مكانش فيه تفاهم أبدًا، وكنت فاكرة وجود الأولاد هيفرق، وتعبت جدًا عشان أقدر أخلف، لكن للأسف الوضع ازداد سوءا، ووصلنا للانفصال، أو تقريبًا طردني أنا والأطفال». 

لحظات صعبة كادت تخرج فيها روح «أماني» من جسدها، وهي تلد أبناءها، فالأولى نورهان وُلدت بعد 9 أشهر ما زاد على الأم صعوبة، بينما أحمد أُصيب في حمله بورم جعل أشهر الحمل والولادة أكثر صعوبة، لكن شاء الله أن يرزقها بالطفلين، ليكونا عونًا لها بعد الطلاق، وفقًا لحديثها لـ«الوطن».

حياة هنيئة عاشتها السيدة مع أولادها، حتى التحق الثنائي بكلية الحقوق، شعبة اللغة الإنجليزية، فانقسم يومهما بين التمارين والتدريبات، والدراسة والعمل، كل منها يجد له شخصًا قريبا منه سوى الآخر، فارتبطا ببعضهما ارتباطًا كبيرًا، قبل أن تُبتلى بفقدانهما سويًا. 

في لحظة لم تفارق عقل السيدة أماني، رغم مرور 10 أعوام عليها، فقدت ابنيها مرة واحدة في الوقت الذي كانت تُعد لهما حفلة عيد ميلادهما: «في نوفمبر 2014، كان عيد ميلادهم، نورهان هتتم 23 وأحمد 19 سنة، حضرت حفلة في النادي، وكانوا مع صحابهم وجايين، اتصلت بيهم، صوت غريب معرفوش قالي أصحاب الرقم عملوا حادثة».

جنَّ جنون الأم المكلومة، باتت تركض وتهرول إلى المستشفى الذي استقبل جثامين أولادها، ومن الاستقبال للمشرحة والثلاجات، تتعرف على ملامحهما، تلمس وجوههما، تأمل لو أن ما تعيشه يكون كابوسًا، أو أن الجثامين ليست لابنيها اللذين فازت بهما من الدنيا، لكن القدر كان أقوى من أمنياتها. 

59a067d92b.jpg

d7747a1c17.jpg

fbfacb8e02.jpg

ميس أماني.. تجتاز حزنها بالعمرة وحلقات الذكر ومراعاة القطط

انتهت أيام العزاء، وباتت السيدة المكلومة وحيدة في منزلها، عجز عقلها على نسيان ما حدث لها، فلم تجد ملجأ سوى الله تعالى: «روحت كذا عمرة، كانت هدايا ربانية، تقربت جدًا ولاقيت الراحة والصبر في قراية القرآن، وحلقات الذكر».

10 قطط تركهما ابني أماني، كأنهما إرثًا يلازمها، فظلت تعيش مع القطط لمدة 8 سنوات مضت، حتى ماتت جميعًا بفيروس: «حطيت كل مشاعري في القطط اللي ولادي سابوهم، أكلهم وأرعاهم، وأداويهم، بقوا ماليين عليا البيت لمدة 8 سنين، لحد ما جالهم فيروس وراحوا لصحابهم».

a68e50adbb.jpg

7bfb08949c.jpg

وفاة القطط، كان سببًا للسيدة لشراء غيرها، تتقاسم معها يومها، وتستأنس بها: «جبت غيرهم وعايشة معاهم دلوقتي، براعاهم وبيونسوني بدل ما أنا بقيت لوحدي». 

ولم تترك «أماني» مهنة تدريس اللغة الإنجليزية حتى اليوم، فتجد في التعامل مع الطلاب ابنيها اللذين حرمها القدر منهما: «كل الطلبة بشوفهم ولادي أحمد ونورهان، وده يمكن اللي مصبرني».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق