دمشق-سانا

في إطار خطط الحكومة السورية لتحديث البنية الإدارية في مؤسسات الدولة والانتقال نحو نموذج إداري أكثر كفاءة ومرونة، نظمت مديرية التنمية الإدارية في وزارة النقل اليوم ورشة عمل تخصصية بعنوان //إعادة هندسة العمليات الإدارية (BPR) ودورها في إعادة بناء الهيكل التنظيمي//، وذلك في مبنى المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية بدمشق.

وتهدف الورشة إلى تعزيز ثقافة التطوير المؤسسي من خلال تسليط الضوء على أهمية إعادة تصميم العمليات الإدارية وفق منهجيات “الهندرة”، التي تمثل أحد أبرز أساليب الإدارة الحديثة، وتعتمد على التفكير الجذري وإعادة تصميم شامل للعمليات، بهدف تحقيق تحسينات نوعية في مؤشرات الأداء المؤسسي، كالسرعة والكفاءة وتقليل التكاليف وزيادة رضا المواطنين.

وتناولت الورشة عدداً من المحاور الأساسية، أبرزها تحليل الواقع الإداري وتحديد نقاط الاختناق وضعف الكفاءة، واعتماد منهجية ترتكز على تطوير العمليات بدلاً من التركيز على الأفراد أو الهياكل التنظيمية التقليدية، واستخدام أدوات وتقنيات حديثة لإعادة تصميم الإجراءات، والعمل على دمج الوظائف المتشابهة والتخلص من المهام غير الضرورية، إضافة إلى تشكيل فرق عمل متعددة التخصصات لإطلاق عملية إعادة بناء الهيكل التنظيمي، وتطبيق مبادئ إدارة التكاليف الاستراتيجية لرفع كفاءة الأداء.

وتضمنت الورشة جلسات عمل تفاعلية تم خلالها استعراض أبرز التحديات التي تواجه المؤسسات في هياكلها الإدارية الحالية، مع تقديم حلول عملية مبنية على دراسات حالة واقعية، وتحليل العمليات التشغيلية القائمة، وإعادة تصميمها بما ينسجم مع الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة.

وفي تصريح لمراسلة سانا، أكد المشاركون في الورشة أن الهندرة الإدارية لا تقتصر على تحسينات تدريجية، بل تُعد تحولاً جذرياً في فلسفة الإدارة العامة، إذ تنطلق من مساءلة الحاجة لكل عملية إدارية، وتنتهي بتصميم هيكل تنظيمي جديد قادر على الاستجابة للتحديات وتحقيق التميز المؤسسي.

وشدد المشاركون على الدور المحوري لدائرة الإحصاء في دعم دائرة التخطيط من خلال توفير بيانات دقيقة وموثوقة، ما يعكس علاقة تكاملية بين الجهتين تُسهم في دعم صناعة القرار المؤسسي.

وتعد إعادة هندسة العمليات الإدارية من أبرز المفاهيم الإدارية الحديثة التي ظهرت في تسعينيات القرن الماضي، وتقوم على مبدأ إعادة التفكير الجذري في كيفية أداء الأعمال داخل المؤسسة، بهدف تحقيق تحسينات كبيرة في معايير الأداء، وتُعد الهندرة أداة فعالة للانتقال من الأساليب البيروقراطية التقليدية إلى نماذج أكثر مرونة تستند إلى التكنولوجيا، وتمنح المؤسسات الحكومية القدرة على تقديم خدمات أفضل بأقل تكلفة، وضمن أطر زمنية أقصر.

شارك في الورشة عدد من خبراء تحليل الأعمال وموظفي التنظيم المؤسساتي وقياس الأداء من الوزارة والمؤسسات التابعة لها، ومنها المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية والمؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي.