مرصد مينا
قتل 49 شخصاً وأُصيب آخرون، ودُمر أكثر من 160 منزلاً، نتيجة قصف جوي نفذته طائرات الجيش السوداني على منطقة العامرية غرب أم درمان، والتي تسيطر عليها قوات “الدعم السريع”.
وفي الوقت ذاته، شهدت مدينة النهود بولاية غرب كردفان اشتباكات عنيفة بين قوات الشرطة من جهة وقوات الاحتياط التابعة للجيش والمساندين له من جهة أخرى، أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم ضابط شرطة واثنان من قادة قوات الاحتياط.
وأفادت “لجان المقاومة الشعبية” بأن الطيران الحربي ألقى 11 برميلاً متفجراً على منطقة العامرية مساء (أمس الأول) الأحد، مما أسفر عن مقتل 49 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة المئات بجراح، حيث لا يزال عشرات الضحايا تحت الأنقاض.
ولم يصدر الجيش أي تعليق على هذه الأحداث حتى الآن، بينما تداولت وسائل الإعلام الموالية لقوات “الدعم السريع” هذه الأخبار بشكل واسع، في حين ذكرت وسائل الإعلام المؤيدة للجيش أن القصف استهدف مواقع قوات “الدعم السريع”.
وأدانت “غرفة طوارئ أحياء العامرية ودار السلام” الغارة الجوية، معتبرة إياها “جريمة حرب” تعيد للأذهان حوادث القتل والإبادة الجماعية في مناطق سابقة من البلاد.
كما دعت الغرفة الجهات الإنسانية والطبية إلى تقديم الدعم العاجل للمصابين وطلبت من المجتمع الدولي فرض حظر طيران شامل لحماية المدنيين والضغط على الأطراف المتحاربة لوقف القتال.
في سياق متصل، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد مروعة لجثث متفحمة، وأكدت “مبادرة دارفور للعدالة” أن قصف الطيران استهدف المدنيين وألحق دماراً كبيراً بالمرافق الصحية والمدنية خلال أكتوبر الماضي.
وفي مدينة النهود، وقعت اشتباكات بين قوات الشرطة وقوات الاحتياط، بسبب نزاع حول سيارة تابعة لشرطة الجمارك، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أفراد.
وتشهد المدينة أوضاعاً مضطربة، وقد تم فرض حظر تجول بسبب تزايد التوترات، مما دفع العديد من السكان إلى النزوح إلى المناطق المجاورة، بما في ذلك مدينة غبيش التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
وتدور المواجهات منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو.
وقد وُجهت اتهامات للطرفين بارتكاب جرائم حرب، من ضمنها استهداف المدنيين وعرقلة وصول المساعدات، بالإضافة إلى استخدام أساليب التجويع ضد الملايين.
وخلفت هذه الحرب عشرات الآلاف من القتلى وأدت إلى تشريد أكثر من 11 مليون شخص، بينهم 3.1 مليون لاجئ خارج السودان، وفق تقارير المنظمة الدولية للهجرة والأمم المتحدة، التي صنفت الأزمة ضمن أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.
0 تعليق