نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جمعية "ميوزيم لاب" تنظم تظاهرة "موسم الهجرة إلى الشمال" للترويج للسياحة المستدامة في تونس - بوابة فكرة وي, اليوم الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 03:11 مساءً
نشر في باب نات يوم 05 - 11 - 2024
في إطار تعزيز السياحة المستدامة والتعريف بالتراث الثقافي والطبيعي الذي تزخر به تونس، تنظم جمعية "ميوزيم لاب" يومي 9 و10 نوفمبر الجاري، بمدينة تستور التابعة لولاية باجة، تظاهرة "موسم الهجرة إلى الشمال"، إذ سيتم تسليط الأضواء على ثراء مدن الشمال الغربي للبلاد التونسية عموما حيث المعالم التاريخية والثقافية التي تعكس الثراء التاريخي لتونس وتنوعها الحضاري والطبيعي.
تستور هذه المدينة الأندلسية التي تمثل جزءا من هذا الإرث، تعد واحدة من أبرز الوجهات السياحية في الشمال الغربي للبلاد، لا سيما بفضل ما يتميز به معمارها الذي يمزج بين التأثيرات الإسبانية-الموريسكية.
...
في إطار التحضير لهذه التظاهرة، نظمت جمعية "ميوزيم لاب" جولة ميدانية لفائدة عدد من الصحفيين، بهدف إطلاعهم على المسار الثقافي والطبيعي الذي يربط تونس العاصمة بمدينة تستور. يمتد هذا المسلك على طول ضفاف وادي مجردة، الذي يعرف أيضا باسم "باغرادا" في العصور القديمة، ويشمل معالم تاريخية عديدة تستحق الاستكشاف. وقد توقف الصحفيون في عدة نقاط على طول الوادي حيث اطلعوا على آثار وحضارات مرت على هذه الأرض، لا سيما من العهد الروماني والإسلامي.
ومن أبرز المعالم التي تم استكشافها "جسر البطّان" في ولاية منوبة، الذي يعود تاريخه إلى العصور القديمة، حيث أعيد بناؤه في عام 1690 تحت إشراف محمد باي المرادي. ويشتهر هذا الجسر بتسمية "البطّان"، التي تستمد من كلمة "باتان" التي تعني طاحونة تستخدم في صناعة النسيج، وخاصة في تليين الصوف لصناعة الشاشية. وقد كانت الطاقة المائية لوادي مجردة تشكل مصدرا رئيسيا لتشغيل هذه الطواحين في الماضي.
بالقرب من جسر البطّان، يتوقف الزوار عند كنيسة القديستين "فيليسيت" و"سانت بيربيتوا" في منطقة طبربة، والتي تحولت بعد الاستقلال إلى مكتبة عمومية مع الحفاظ على طابعها المعماري الأصلي. وتقول الأسطورة إن هاتين القديستين ثارتا ضد الحكم الروماني في مدينة قرطاج، فتمّ قتلهما. وأثناء استيلاء الاحتلال الفرنسي على الأراضي الزراعية في تونس وبهدف تشجيع الفرنسيين على الاستقرار في تونس تم تشييد كنيسة البطان وحملت اسم هاتين القديستين.
ومع الاتجاه إلى مجاز الباب (اسمها القديم ميمبريسا) في ولاية باجة، يكتشف الزوار جسرا آخر يعود تاريخه إلى العهد الروماني ومازال إلى اليوم قائما ويربط بين أحياء مدينة مجاز الباب التي يشقها الوادي. ويكتمل المشهد التاريخي باللوحة الرخامية التي تشير إلى ترميمه في سنة 1702. وبالقرب من هذه المدينة، توجد مقبرة عسكرية تحوي رفات حوالي ثلاثة آلاف جندي بريطاني، كانوا قد سقطوا في معركة مجاز الباب خلال الحرب العالمية الثانية. وقد دارت رحى المعركة بين القوات الألمانية من جهة، والقوات البريطانية المتمركزة في مجاز الباب من جهة ثانية واستمرت الحرب بينهما من نوفمبر 1942 إلى جوان 1943.
وتستقطب مدينة تستور التي تتمتع بموقع جغرافي مميز على ضفاف وادي مجردة، عديد الزوار بفضل معمارها الفريد الذي يجمع بين الأنماط الإسبانية-الموريسكية والعناصر الأوروبية التي أضيفت في فترة الاستعمار الفرنسي. وتعد مآذن المدينة ذات الطراز الأندلسي من أبرز معالمها السياحية خاصة صومعة الجامع القديم الحاملة لساعة تدور عقاربها عكس الاتجاه المعتاد.
وعلى بعد بضع كيلومترات من مدينة تستور، يوجد سد سيدي سالم أكبر السدود في تونس على وادي مجردة حيث يمكن للزوار ممارسة رياضة "الكاياك" والتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة حيث تعانق زرقة السماء مياه السد وتلتقي خضرة الأشجار.
وفي إطار التظاهرة، سيتم إطلاق تطبيقة "فيا باغرادا"، التي تهدف إلى تيسير الوصول إلى المعلومات المتعلقة بالمواقع الثقافية وأماكن الإقامة في المنطقة وتوفر للزوار كافة التفاصيل اللازمة لاستكشاف هذه الوجهات السياحية المميزة.
حاتم الدريسي، أحد أعضاء فريق العمل المنظم للتظاهرة، تحدث في زيارة الأمس عن جوانب عديدة لهذا المشروع الذي يرتكز على إبراز المواقع المحيطة بوادي مجردة وما تحتويه من ثروات طبيعية وثقافية، إضافة إلى دعم الشباب في مجال السياحة الثقافية عبر مشاريع مبتكرة تشمل سياحة الزيتون وسياحة الدراجات وتجارب سياحية أخرى متنوعة.
وأشار الدريسي إلى أن "فيا باغرادا" تعد جزءا من استراتيجية شاملة تهدف إلى دعم الاقتصاد المحلي والحفاظ على التراث، وتقديم عروض سياحية جديدة تساهم في الترويج للسياحة المستدامة في المنطقة. وأضاف أن البرنامج سيشمل عدة أنشطة متنوعة مثل رحلات منظمة إلى سد سيدي سالم حيث يمكن ممارسة رياضة "الكاياك"، بالإضافة إلى ندوات متخصصة حول السياحة المستدامة بمشاركة خبراء محليين ودوليين.
وتتضمن التظاهرة أيضا ورشات عمل تركز على المهارات التقليدية مثل صناعة الجبن والنسيج، فضلا عن تنظيم عرض موسيقي في فن "السطمبالي"، بالإضافة إلى تنظيم سوق لبيع المنتجات المحلية والحرفية.
تابعونا على ڤوڤل للأخبار
.
0 تعليق