نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. مخطّط التقسيم والتفتيت يعود إلى سوريا - بوابة فكرة وي, اليوم الاثنين 2 ديسمبر 2024 10:45 مساءً
نشر في الشروق يوم 02 - 12 - 2024
ماذا يحدث في سوريا؟ سؤال ملح يطرح أكثر من إجابة، بعد الأحداث المتسارعة التي شهدتها البلاد الممزّقة أصلا نتيجة الحرب الكونية عليها سنة 2011، ممّا تركها في وضع سياسي وخاصة أمني هش جدّا.
منذ 2011 وسوريا تتعرّض لمخطّط تقسيم وتفتيت، ورغم فشله خلال سنوات إلا أنه عاد للواجهة مجدّدا تحت مسمّيات جديدة، وخاصة ظروف اقليمية ودولية جديدة قد يعاد رسم الخرائط فيها وفق أهواء المستعمرين والمحتلّين.
وقد تمّ اختيار الوقت المناسب لإعادة احياء هذا المخطّط، حيث تعيش سوريا على وقع وضع اقتصادي خانق أثّر على الدولة وعلى الشعب وعلى توفير الأمان، بالإضافة الى حصار سياسي مع المتغيّرات الاقليمية بدء بحرب غزة ثم لبنان وصولا الى وصول دونالد ترامب الى السلطة مجددّا.
وكالعادة تلعب تركيا دور رأس الحربة في هذا المخطّط القديم الجديد، وهي وكيل القوى الاستعمارية التي تريد تقسيم سوريا وإسقاط النظام فيها انطلاقا من مصالحها الخاصة المتعلّقة بعديد الأمور السياسية والأمنية والأطماع العثمانية.
كان واضحا منذ سنوات أنّه لا يمكن اطلاق رصاصة واحدة في الشمال السوري، دون موافقة النظام التركي ومخابراته الراعية الرسمية للتنظيمات الارهابية المسلّحة، التي على رأسها "جبهة النصرة" (القاعدة سابقا) وإن جمّلتها أنقرة تحت مسمّى "المعارضة السورية" و"الجيش الوطني الحر".
أردوغان الذي فشل في تركيع سوريا عسكريا سابقا ومؤخرا سياسيا برفض الأسد لقاءه، حرّك أداته الارهابية مجدّدا لنيل ما فشل فيه سابقا، خدمة لأجندته أولا ومن ثمّ الاجندة الامريكية والاسرائيلية.
وأطماع تركيا العثمانية في ضمّ حلب لا تخفى على أحد، وهي تسعى الآن لإخراجها من تحت الحكم السوري تمهيدا إما للتفاوض عليها لاحقا من أجل أخذ كل ما تطلبه من الأسد أو ابقاءها ضمن مخطّط التقسيم الذي يتحدّث عن دولة سنيّة موالية لتركيا في الشمال السوري.
وفق مخطّط التقسيم هذا تريد تركيا أمرين، الأول هو اعادة كل اللاجئين السوريين إليها وهو أمر سياسي أرّق النظام التركي في صراعه السياسي مع معارضيه ومع رغبة الشعب التركي عموما.
أمّا الأمر الثاني فهو القضاء أوّلا على النفوذ الإيراني هناك، اضافة الى اجهاض الاحلام الكردية تماما في انشاء كيان ذاتي حدودي بين تركيا وسوريا والعراق، وهو أمر تتّفق فيه تقريبا مع ايران وربّما سوريا.
طبعا النصيب الأكبر من هذا المخطّط الذي تقوم به تركيا يذهب لأمريكا والكيان الصهيوني بدرجة أولى، فبالنسبة لأمريكا يمثّل اسقاط النظام الحالي أولوية قصوى، وهو أمر تشاركه مع الاحتلال الذي يريد دولة محاذية مقسمّة وضعيفة ولا تقوى حتى على حماية نفسها، طبعا مع القضاء على النفوذ الإيراني وايقاف تزويد حزب الله في لبنان بالسلاح.
لا ندري حقيقة الموقف الروسي من كل ما حدث وإن أعلنت موسكو تمسّكها بدعم الرئيس السوري بشار الأسد، وهي الغارقة في حرب طويلة في أوكرانيا لا يزال صعبا توقّع نهايتها ولمصلحة من.
الأكيد الآن ومع حديث عن استعداد الجيش السوري للقيام بهجوم مضاد بدعم روسي ايراني وعراقي انّنا أمام خيارين، الأوّل هو هجوم سوري مضاد ساحق قد يفضي الى واقع جديد تماما ويفضي الى صفقة سياسية حقيقية.
أما الخيار الثاني فهو صفقة سياسية قد يكون الخاسر الأكبر فيها هو النظام السوري، الذي قد يضطر الى الحوار مع ما يسمّى بالمعارضة السورية اضافة الى تنازلات أخرى اقليمية في علاقة برغبات أمريكا والكيان الصهيوني.
بدرالدّين السّيّاري
.
0 تعليق