للمملكة تجربة ثرية في معالجة قضايا المياه إقليميًّا ودوليًّا، وقد ظهرت ملامحها على هامش استضافتها قمة المياه الواحدة برئاسة مشتركة من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الفرنسي، والرئيس الكازاخستاني، ورئيس البنك الدولي.

وتؤمن السعودية بأن التعامل مع قضايا المياه يتطلب في المقام الأول التحالف والشراكة الدولية؛ وهو ما يُفسِّر استضافتها هذه القمة الهادفة إلى جمع قادة الدول والمنظمات والمؤسسات المالية والقطاع الخاص؛ لعقد مناقشات دولية حيال الحلول الممكنة؛ لمواجهة التحديات في قطاع المياه، وتمويلها في سياق تغيُّر المناخ.

وقد نجحت السعودية في القيام بدور قيادي دوليًّا، عبر المساهمة في وضع قضايا المياه على رأس الأجندة الدولية، ومن ذلك تقديمها تمويلات تجاوزت 6 مليارات دولار لدول في 4 قارات حول العالم، شملت مشاريع لتوفير مياه الشرب النظيفة، والصرف الصحي، والري، والتنمية الريفية، والسدود (الزراعية والكهرومائية)، وحفر الآبار.

وتدرك السعودية أن أزمة المياه العالمية تزداد بسبب عوامل تغيُّر المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، والتلوث. كما تهدف القمة إلى أن تكون حاضنة للحلول الملموسة لمواجهة تحديات قطاع المياه استعدادًا لمؤتمر الأمم المتحدة للمياه في عام 2026م.

وتتجاوز رؤية السعودية في معالجة قضايا المياه الحدود التقليدية للمياه المشتركة والعابرة للحدود؛ إذ تسعى إلى ترسيخ مفهوم الإدارة المتكاملة للمياه، من خلال تبادُل الخبرات، وتعزيز القدرات على مواجهة التحديات البيئية المشتركة.

وترى السعودية أن قضايا المياه تُمثِّل حجر الزاوية لعالَم آمن ومزدهر؛ وتجسَّد ذلك في إنشاء المنظمة العالمية للمياه، التي تهدف إلى توحيد الجهود العالمية من خلال التعاون البنَّاء المستدام، وتعزيز الابتكار في مجال التمويل، إضافة إلى مساهمة السعودية في إدراج موضوع المياه على جدول أعمال مجموعة العشرين؛ إذ تستمر في الدفع نحو تحقيق الأهداف الطموحة مع الدول الكبرى اقتصاديًّا، والتشديد على أهمية التعاون العابر للحدود في مجال الموارد المائية؛ لتحقيق التنمية المستدامة والتكامل الإقليمي.

وتُعَدُّ قمة المياه الواحدة أحد مخرجات "تحالف الكوكب الواحد"، الذي تم إطلاقه كأبرز مخرجات "قمة الكوكب الواحد"؛ إذ يهدف التحالف إلى حشد الدعم المالي والسياسي لقضايا البيئة والتغيُّر المناخي. كما انبثقت من هذا التحالف قممٌ أخرى مشابهة لقمة المياه الواحدة.