دون التفكير في ابنائهم وما سيتركونه لهم من آلام، لجأ ثلاثة آباء في محافظة الأقصر، إلى أنهاء حياتهم خلال أقل من أسبوع، عن طريق شنق أنفسهم، واستخدم حبة الغلة السامة.

أرشيفية

وبدأت الوقائع الثلاثة فى يوم الأربعاء الماضي الموافق 30 اكتوبر، حينما تلقت غرفة النجدة إخطارا من الأهالي يفيد باقدام أب لثلاث أبناء على التخلص من حياته، داخل منزله فى الحبيل التابعة لمركز ومدينة البياضية، عقب استخدامه غلة حبوب سامة، عقب مروره بضائقة مالية، بعد احتراق محله وتعرضه لأزمات عديدة، وتم على الفور حينها نقله إلى مستشفى الكرنك الدولي لسرعة إنقاذ حياته، ولكنه فور وصوله المستشفى تبين أنه فارق الحياة قبل وصوله اليها، وتم على الفور نقل جثته إلى مشرحة المستشفى لانتداب الطبيب الشرعي ومن ثم استخراج تصريح.

وفى يوم الجمعة الماضية الموافق 1 نوفمبر عثر أهالي قرية باويل التابعة لمركز ومدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، على مزارع يدعى السيد حسانين علي حسين البالغ من العمر 37 عام، مشنوقا بحبل داخل حوش مواشي خاص به، عقب اقدامه على الانتحار فى تمام الساعة الثالثة فجرا، بعد ربط نفسه بحبل وربطه فى الفلق النخيل، تاركا خلفه 4 أبناء، إثر مروره بأزمة نفسية، حيث تبين معالجته الفترة الأخيرة من المرض النفسي، وتم نقل جثته إلى مشرحة مستشفى طيبة التخصصي لانتداب الطبيب الشرعي ومن ثم استخراج تصريح بالدفن وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

وفى ظهر اليوم الثلاثاء الموافق 5 نوفمبر شهدت وسط مدينة الأقصر اقدام أب يدعى ‘ ا.ع.خ’ 36 عام على التخلص من حياته شنقا من خلال وضعه حبل فى مروحة السقف وانهاء حياته، داخل أحد المخازن بشارع التلفزيون بالأقصر، نتيجة مروره بضائقة مالية، تاركا خلفه طفلين، وتم على الفور نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى الكرنك الدولي لانتداب الطبيب الشرعي ومن ثم استخراج تصريح بالدفن، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

وقال محمد جابر أحد أهالي الأقصر: لم نعهد بمثل هذه الوقائع فى أسبوع واحد قبل ذلك، ثلاث آباء ينهون حياتهم فى أيام متتالية، مما

جعل الأمر أصبح مخيفا للغاية بالنسبة لنا، خوفا على أبنائنا من التقليد لما يشاهدونه على السوشيال ميديا، لافتا إلى أنه يعتقد من وجهة نظره أن غياب الوازع الديني هو السبب فى كثرة حالات الانتحار التي شهدتها المحافظة خلال هذه الأيام، مناشدا أئمة الأوقاف بعمل ندوات دينية توعية فى كافة ربوع المحافظة، لتوعية الأهالي عن جريمة قتل النفس وكونها من الكبائر وعقوبة فاعلها فى الآخرة وتقديم النصح والإرشاد للصغار والكبار عن مزايا التحلي بالصبر على الابتلاء الذي يصيب العبد فى الدنيا .

واوضح علماء الدين أن قتل النفس عمدا محرم شرعا بأدلة قطعية منها قوله تعالى فى القرآن الكريم « ولا تقتلوا أنفسكم» فجاء نص القرآن صريح بالنهي عن قتل النفس، وفى السنة روي عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن رسول الله_ صلى الله عليه وسلم _قال:«من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة» رواه البخاري ومسلم.

وأكد العلماء أن النفس ملك لله تعالى، والحياة هبة وهبها الله تعالى للإنسان، وليس من حقه استعجال الموت بازهاق الروح؛ لكون ذلك تدخل فيما لا يملك، حيث أن الدنيا هي فترة اختبار أى دار بلاء وامتحان وعليه يحث الاسلام المسلمين على الصبر وعدم الجزع وتسليم الأمر لله وحده.