في قلب مدينة الإسماعيلية، وأمام فيلا ديلسبس في شارع محمد علي يستخدم المواطنون كوبري حديدي معلق للعبور أعلى ترعة الإسماعيلية مر على إنشائه أكثر من 150 عام، إلا أنه لازال شاهداً أثرياً على تاريخ المدينة وإنشائها مع حفر قناة السويس في ستينيات القرن قبل الماضي.

بحسب الأوراق التاريخية ووثائق هيئة قناة السويس فإن كوبري «سالا» يعد من أول الكباري المعلقة التي أنشئت في يناير 1864 للربط بين حي التمساح وحي الإفرنج.

سبب تسمية الكوبري بكوبري سالا

وقال عبد الله محمد أحد أبناء مدينة الإسماعيلية والمهتم بتاريخ الإسماعيلية ونشأة المدينة: إن كوبري «سالا» تم تسميته بهذا الاسم نسبة إلى القديس فرانسوا دي سالا والذى شيد أول كنيسة بالإسماعيلية وارتبط بعلاقات قوية بـ فردينان ديليسبس أثناء حفر قناة السويس.

وأضاف عبد الله في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، «الشارع أطلق عليه شارع سالا في هذه الفترة وحتى الآن الكنيسة موجودة في نهاية الشارع  والمعروفة  باسم الكنيسة الفرنساوي والتي شهدت أول قداس عام 1862 وشهدت عقد قران فريدياند ديلسبس الثاني».

كوبري سالا شاهد علي التاريخ

وبعد مرور أكثر من 70 عاما كان كوبري سالا شاهداً على أحد أهم العمليات الفدائية ضد قوات الاحتلال البريطاني بمدينة الإسماعيلية والتي استهدفت الجنود البريطانيين المسؤولين عن تأمين منطقة الجمرك القريبة من الكوبري.

وقال عبد الله محمد في حديثه: "كانت هناك عملية شهيرة وقعت أمام كوبري سالا  وهي عملية عربة البرتقال والتي استخدمها الفدائيين بعد تفخيخها للوصول إلى أقرب منطقة منهم بهدف بيع البرتقال وفور تجمع الجنود حولها انفجرت بهم وتسببت في خسائر فادحة».

وتابع: «والدي كان أحد المشاركين في هذه العملية، وكانت مهمته افتعال مشاجرة مع أحد الفدائيين قرب العربة ليتمكن البائع من الانسحاب للمشاركة في فض المشاجرة ويتم تفجير العربة في الجنود».

قناة السويس تحافظ علي الكوبري

ورغم مرور عشرات السنين إلا أن هيئة قناة السويس لازالت حتى الآن تحافظ على كوبري سالا وتجري له الصيانات اللازمة بشكل دوري للحفاظ عليه كممر هام يربط بين منطقة الجمرك ومحور أم كلثوم بشارع محمد علي.

وبحسب البيانات الرسمية لهيئة قناة السويس فإنه تم إجراء آخر صيانة للكوبري قبل عام تقريباً تمكنت فيه من إحلال الحلقات المتهالكة واستبدالها بحلقات جديدة ورصف الكوبري في الاتجاهين وإعادة دهانه بالكامل لحمايته من الصدأ والتآكل.