أعلن مصدر في الكرملين أن قادة المعارضة السورية المسلحة قدموا ضمانات رسمية لحماية القواعد العسكرية والبعثات الدبلوماسية الروسية داخل الأراضي السورية. تأتي هذه الخطوة في إطار محاولة المعارضة طمأنة الجانب الروسي وتعزيز الاستقرار خلال المرحلة الانتقالية.

تواصل مباشر بين المعارضة وروسيا

أكد مصدر في الكرملين لوكالة تاس الروسية أن المسؤولين الروس أجروا محادثات مباشرة مع ممثلين عن المعارضة السورية المسلحة. وأوضح المصدر:

"قادة المعارضة المسلحة قدموا ضمانات واضحة لحماية القواعد العسكرية والبعثات الدبلوماسية الروسية على الأراضي السورية".

ويُنظر إلى هذه الضمانات كخطوة استراتيجية تهدف إلى ضمان استمرار العلاقات الروسية السورية، رغم التغيرات الجذرية التي تشهدها البلاد.

سقوط المدن الكبرى وانهيار النظام

شهدت سوريا خلال الأسابيع الماضية تغيرات كبيرة، حيث تمكنت وحدات المعارضة المسلحة من السيطرة على مدن رئيسية مثل حلب، حماة، دير الزور، حمص، ودرعا بعد هجوم واسع النطاق بدأ في 27 نوفمبر.

وبحلول 7 ديسمبر، دخلت المعارضة العاصمة دمشق، مما دفع القوات الحكومية إلى الانسحاب الكامل من المدينة. وفي ظل هذه التطورات، أعلن الرئيس السوري السابق بشار الأسد تخليه عن السلطة وهروبه من البلاد.
 

روسيا بين الحفاظ على مصالحها والتعامل مع المعارضة

مع سقوط نظام الأسد، تسعى روسيا إلى ضمان استمرار نفوذها في سوريا، خاصةً مع وجود قواعدها العسكرية الاستراتيجية، مثل قاعدة حميميم الجوية وقاعدة طرطوس البحرية. وتأتي المحادثات مع المعارضة ضمن هذا السياق، حيث تؤكد موسكو رغبتها في الحفاظ على استقرار الأوضاع الأمنية وحماية مصالحها.

وأشار مراقبون إلى أن روسيا ترى في هذه الضمانات فرصة للتكيف مع المشهد السياسي الجديد في سوريا، مع الحفاظ على مكانتها كقوة فاعلة في المنطقة.

دور المعارضة في المرحلة الانتقالية

تسعى المعارضة السورية إلى تقديم نفسها كشريك دولي قادر على ضمان الاستقرار والحفاظ على سيادة البلاد. وتعد الضمانات المقدمة لروسيا رسالة بأن المرحلة الانتقالية لن تكون معادية للمصالح الروسية، بل ستركز على بناء علاقات متوازنة مع القوى الدولية.

مستقبل العلاقات السورية الروسية

بينما يتطلع السوريون إلى بداية جديدة بعيدًا عن نظام الأسد، تشير التطورات إلى أن روسيا ستظل لاعبًا رئيسيًا في المشهد السوري. ويعتمد مستقبل العلاقات بين البلدين على قدرة المعارضة على تحقيق الاستقرار واحترام الالتزامات الدولية.