نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
طفل الإرادة الحديدية.. عبدالله مصاب بشلل نصفى ويغسل كلى فى سن السادسة.. ينزل للشارع بكرسى متحرك ليشاهد أصدقائه يلعبون الكرة ويهزمهم فى “البلاى ستيشن”.. كسب حب معلميه بالمدرسة ويعشق النادى الأهلى.. صور - بوابة فكرة وي, اليوم الأربعاء 11 ديسمبر 2024 11:18 مساءً
“بحب اتفرج على صحابى وهم بيلعبوا الكرة ولكن برجع للبيت تعبان من جلسات الغسيل الكلوى”.. بهذه الكلمات تحدث الطفل عبد الله محمود كامل، عن رحلة معاناة وتحدى لآلام المرض التى يعيشها منذ ولادته حتى وصل لسن الـ12 وهو يحاول التعايش مع مرضه الفشل الكلوى وإصابته بالشلل النصفى ونقص المناعة والكالسيوم فى الجسم.
عبد الله طفل من مدينة أسوان يحب الحياة ويحاول هزيمة المرض فيتحرك هنا وهناك ويجلس مع أصدقائه فى الشارع يتبادلون الحديث ويشاركهم فرحتهم فى اللعب ويشجعهم أثناء ممارستهم لعبة كرة القدم، إلا أنه يهزم أصدقائه ويكتسحهم جميعهم فى ألعاب “البلاى ستيشن”.
الطفل عبد الله، فتح قلبه لـ”اليوم السابع” بالحديث عن معاناته مع المرض ورحلة علاجه التى خاضها أسرته ومستمرين فيها بين مستشفيات وأطباء الصحة فى أسوان ومحافظات مصر، وعن أمنياته التى يسعى لتحقيقها فى المستقبل.
قال الطفل المصاب، إنه يحب النادى الأهلى وحريص على مشاهدة جميع مبارياته ويفرح عندما يكسب فريقه ويحزن عندما يخسرون، وكان حريصاً على تحية اللاعبين ومقابلتهم عندما زاروا أسوان مؤخراً فى إحدى المنافسات الكروية، وتقابل معهم وسلموا عليه واحتفلوا معه بعيد ميلاده وأهدوه تيشرت النادى الأهلى بعد أن أحضروا له تورتة وهدايا.
وتابع الطفل الصغير، أنه يحب مدرسته فى الأزهر الشريف وحريص على الذهاب إليها باستمرار لمراجعة دروسه والمعلمين يحبونه وزملائه يبادلونه الود، موضحاً أنه معظم الوقت يجلس وحيداً فى المنزل ويأتى والديه وإخوته يلعبون معه ويسلونه بالألعاب وتبادل الحكى، معرباً عن أمانيه بعودته للحياة ومشاركة أصدقائه لعب الكرة فى الشارع والمشي على قدميه.
وعلق عبد الله قائلاً: “كنت أجلس مرة عند جيرانى ووقعت على حجرى حمامة فجأة فتعلقت بها وربيتها فى المنزل وكنت أطعمها وكانت رفيقتى، إلا أننى حزنت جداً عليها عندما ماتت”.
فى المقابل، أوضح محمود كامل، والد الطفل عبد الله، أنه عقب ولادة ابنه بيومين وقعت سرته من بطنه وأعادها الطبيب له مرة أخرى، ولكن بعد فترة صغيرة أخذ الطفل فى الصراخ ليل نهار للدرجة التى لا يستطيع النوم فيها.
وتابع الأب حديثه قائلاً: “دوخنا بعبد الله بين الأطباء والمستشفيات فى أسوان وخارجها وسافرنا به إلى أسيوط، حتى أكد أحد الأطباء أن منذ ولادته على مدار 3 شهور و10 أيام لم يدخل الغذاء إلى معدته بسبب مرضه، ثم بدأ يتم علاجه من هذه المشكلة وبدأ الطفل يهدأ وينام ويأخذ وضعه الطبيعى فى النمو كطفل عادى.
أكمل والد عبد الله، حديثه قائلاً: ثم بدأ الطفل يكبر ويمشى على رجليه حتى وصل سن السادسة من عمره، وهنا توقفت الحياة مرة أخرى أمام الطفل الصغير بعد أن تفاجأ الجميع بجلوس الطفل فى مكانه وتوقفه عن المشى وعودته لـ”الحبو” مرة أخرى كطفل حديث الولادة.
وأضاف، أن حالة ابنه استدعت الغسيل الكلوى، ثم سافرت الأسرة به إلى القاهرة لاستكمال العلاج مرة أخرى، بعد فرحة لم تدوم على استقرار حالته الصحية، خاصة بعد إصابته بشلل نصفى نتيجة لين شديد فى العظام ونقص كالسيوم ونقص مناعة أيضاً، وأرجع الأطباء ذلك نتيجة المضادات الحيوية الكثيرة التى كان يأخذها عبد الله فى طفولته الأولى، لافتاً إلى أن أسرته لم تكتفِ بذلك وسافروا به إلى مدينتى المنصورة والإسكندرية لاستكمال رحلة العلاج وتعويض الأساسيات التى يحتاجها الطفل أولاً، من نقص الكالسيوم ولين العظام والشلل النصفى وغير ذلك.
وقال الأب: قبل حصولنا على الكرسى المتحرك، كنتُ أتعب معه فى حمله حيثما أراد وكنتُ حريص على خروج ابنى من محبسه فى المنزل والنزول به إلى الشارع، ليشارك أصدقائه ويشاهدهم وهم يلعبون الكرة، مشيراً إلى استمراره فى رحلة علاج ابنه الذى يبلغ من العمر حالياً 12 سنة، رغم ظروفهم المعيشية الصعبة وارتفاع تكاليف العلاج على أسرته ومشقة السفر من حين لآخر بين أطباء ومستشفيات القاهرة والمحافظات.
0 تعليق