كشف تقرير حديث، أن المحللين أعادوا النظر في توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية في العام المقبل.

وبحسب التقرير، الذي نشرته صحيفة ذا ستريت الأمريكية، إذا كنت تبحث عن شراء منزل جديد أو سيارة، أو تنظر في رصيد بطاقتك الائتمانية متسائلاً عن سبب نموه بشكل أسرع من سداده، فإن السبب المحتمل هو أسعار الفائدة المرتفعة للغاية.

خاض بنك الاحتياطي الفيدرالي معركة شرسة مع التضخم منذ عام 2022. والخبر السار هو أنه ربما يفوز في المعركة. أما الخبر السيئ فهو أنه على الرغم من التحول الأخير إلى خفض أسعار الفائدة لمنع الاقتصاد من الركود، فإن أسعار الفائدة لم تتحرك كثيرًا.

وذكر التقرير: إن المخاطر عالية بالنسبة للمستهلكين الذين يعانون من ضائقة مالية، مما يجعل ما سيحدث لأسعار الفائدة في المرحلة التالية أمرا بالغ الأهمية.

يجد بنك الاحتياطي الفيدرالي نفسه محاصرًا بتفويض مزدوج.

وبنك الاحتياطي الفيدرالي هو البنك المركزي في الولايات المتحدة، وقد تم تصميمه بموجب قانون صادر عن الكونجرس في عام 1913. وكانت المسؤولية الرئيسية للبنك المركزي، عند إنشائه، هي تعزيز استقرار النظام المصرفي الأمريكي.

وفي الآونة الأخيرة، قام قانون الاحتياطي الفيدرالي لعام 1977 بتعديل مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي.

خلال سبعينيات القرن العشرين، عانى الاقتصاد من مشكلتين رئيسيتين: ارتفاع التضخم وضعف النمو الاقتصادي.

دفع هذا الركود التضخمي الكونجرس إلى إعادة صياغة أهداف بنك الاحتياطي الفيدرالي بشكل صريح، والتي تتمثل في مزيج من "أقصى قدر من التشغيل، واستقرار الأسعار، وأسعار فائدة معتدلة طويلة الأجل".

يعد هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي المتمثل في التشغيل الكامل واستقرار الأسعار يُعرف عمومًا باسم تفويضه المزدوج. فاعتمادًا على حالة الاقتصاد، قد يركز بنك الاحتياطي الفيدرالي أحيانًا على هدف واحد على حساب الآخر.

وحدث ذلك على مدى السنوات الأربع الماضية.

في فترة ما بعد كوفيد، ارتفع التضخم في عامي 2021 و2022، ووصل إلى مستويات لم نشهدها منذ عقود. ونتيجة لهذا، رفع البنك المركزي أسعار الفائدة القصيرة الأجل إلى 5.50% في عام 2023. وترك أسعار الفائدة عند هذا المستوى لأكثر من عام لكسب الثقة في أن التضخم قد تم ترويضه حقًا.

بعد الانخفاض الكبير في التضخم في سبتمبر/أيلول الماضي، بدأت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة دورة جديدة من خفض أسعار الفائدة عندما خفضت أسعار الفائدة قصيرة الأجل بمقدار خمسين نقطة أساس أو نصف واحد في المائة.

وكانت هذه خطوة غير عادية، لأن دورات خفض أسعار الفائدة لا تبدأ عادة بخفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية إلا إذا كان الاقتصاد يتعامل مع أزمة مالية كبرى.

وفقاً لبحث نيد ديفيس، "لم تكن هناك سوى دورة تخفيف غير ركودية واحدة منذ عام 1970 والتي بدأت بـ 50 نقطة أساس - في عام 1984".

وأوضح مسؤولون في بنك الاحتياطي الفيدرالي أن خفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية (على النقيض من ربع نقطة مئوية) كان ضروريا لأن بنك الاحتياطي الفيدرالي نجح إلى حد كبير في تحقيق الجزء المتعلق بالتضخم من تفويضه المزدوج. والآن يحول انتباهه إلى معالجة ضعف سوق العمل وبذل قصارى جهده لدعم الاقتصاد وتحقيق "هبوط هادئ".

وقد أعقب بنك الاحتياطي الفيدرالي خفضه الأولي لسعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية بخفض آخر لسعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني 2024. وبالتالي، فإن سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية، الذي بلغ ذروته عند 5.50%، يقف الآن عند 4.75%.

كان من المفترض أن تؤدي هذه الخطوة الكبيرة إلى انخفاض أسعار الفائدة والقروض المرتبطة بها، مثل أسعار الرهن العقاري. ولكن بدلاً من ذلك، ارتفعت إلى أعلى مستوياتها منذ الصيف، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي عالقاً بين المطرقة والسندان فيما يتصل بسياسة أسعار الفائدة.

ما هو التالي لأسعار الفائدة في عام 2025؟

مع اقتراب موعد تغيير التقويم في الحادي والثلاثين من ديسمبر/كانون الأول، هناك بعض الأسئلة الكبرى التي لم تتم الإجابة عليها بعد حول ما يمكن أن نتوقعه من بنك الاحتياطي الفيدرالي العام المقبل، بما في ذلك:

ما هو معدل الفائدة المستهدف النهائي لبنك الاحتياطي الفيدرالي؟

كم عدد تخفيضات أسعار الفائدة التي يجب على المستثمرين توقعها في عام 2024؟

ما هي المدة التي سيخفض فيها البنك المركزي أسعار الفائدة في العام المقبل، والأهم من ذلك،

ما هي العوامل الأكثر ترجيحا للتأثير على سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في العام المقبل؟

وبحسب أداة التابعة لمجموعة CME، والتي تظهر ما يعتقده المتداولون بشأن آفاق أسعار الفائدة قصيرة الأجل، هناك حالياً فرصة بنسبة 86% لخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية (من 4.75% إلى 4.50%) في اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي المقبل في 18 ديسمبر/كانون الأول.

وتشير الأداة أيضًا إلى أن هناك فرصة بنسبة 30% (أعلى احتمال من بين كل النتائج) بأن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة مرتين أخريين إلى 4.00% بحلول نهاية عام 2025.

قد يبدو هذا جيدا، لكن المستثمرين كانوا يتوقعون أربع تخفيضات في أسعار الفائدة في عام 2025، منذ فترة ليست طويلة.

ماذا يقول بنك الاحتياطي الفيدرالي عن أسعار الفائدة في عام 2025؟

في كل اجتماع آخر، يصدر مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي ما يسمى بتقرير ملخص التوقعات الاقتصادية (المعروف باسم تقرير SEP في الأسواق المالية)، والذي يُطلق عليه عادةً اسم مخطط النقاط.

وأبرز أحدث تقرير صادر في سبتمبر/أيلول أن مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي يتوقعون حاليا أن تنتهي أسعار الفائدة قصيرة الأجل هذا العام في نطاق يتراوح بين 4.40% و4.60% وتنتهي العام المقبل في نطاق يتراوح بين 3.10% و3.60%.

للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا

تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام

ترشيحات

 الاقتصاد الروسي يظهر نموًا قويًا رغم العقوبات الغربية

مستثمر بريطاني شهير يتجنب أسهم إنفيديا للمبالغة في الذكاء الاصطناعي

 الصين تبدأ تسويق سندات دولارية لأول مرة منذ 3 سنوات

انخفاض الأسهم الآسيوية مع تباطؤ وول ستريت