نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الجيش واليونيفيل هدفان جديدان لاسرائيل؟ - بوابة فكرة وي, اليوم الجمعة 13 ديسمبر 2024 06:40 صباحاً
بعد جهد جهيد، بدأ الجيش اللبناني عملياً مرحلة انتشار في الجنوب بمؤازرة القوات الدوليّة في لبنان "اليونيفيل"، فيما بدأت اسرائيل تسحب بعض آلياتها وجنودها من مناطق لبنانية، كل ذلك تنفيذاً لاتفاق وقف الاعمال العسكرية الذي تم التوصل اليه، وتحت انظار "الشقيق الاكبر" اي الولايات المتحدة الاميركية.
مفارقات كثيرة يمكن التطرق اليها في ضوء هذا الحدث المهم، منها مثلاً سحب اي ذريعة لحزب الله لخرق الاتفاق بعد ان كان هدد بنفاد صبره في حال استمرت اسرائيل في خروقاتها وعدم تنفيذها لبنود الاتفاق، في حين ان مصادر عليمة اوضحت ان هذا التهديد ليس جدياً، وان هدفه شد عصب الحزبيين والمؤيدين، في حين ان الحزب منهمك بأمور اخرى تبدأ بكيفية ارضاء بيئته باعادة الاعمار ولا تنتهي بايجاد الطرق الكفيلة باستمرار وصول الدعم اليه بعد اغلاق المنفذ السوري في وجهه بشكل شبه تام.
امر آخر يجدر التوقف عنده وهو ليس بالايجابي، ويتعلق بتسليم مصير لبنان والدول المجاورة للاجارة الاميركية فقط، اذ ليس امام لبنان اي وسيلة للتحرك ضد اسرائيل الا الشكوى لواشنطن، فيما "خدعته" الاخيرة اكثر من مرة وعلى سيبيل المثال لا الحصر ما حصل مع المبعوث الرئاسي آموس هوكشتاين حين وعد لبنان بالغاز والنفط من الاردن والعراق مروراً بسوريا اذا ما وقّع على اتفاق ترسيم الحدود البحرية، ولم يتحقق شيء من الوعود، كما تم وعده (وللسخرية من قبل هوكشتاين نفسه) بأن تكون اسرائيل "عاقلة" في التعاطي مع اتفاق الهدنة/وقف الاعمال القتالية، وشاهد الجميع كم كانت "عاقلة" بالفعل.
السؤال الذي يُطرح اليوم: هل بات الجيش واليونيفيل بديل حزب الله كهدف لاسرائيل؟ لا جواب على هذا السؤال سوى الثقة بالولايات المتحدة، فلو قرّرت اسرائيل استهداف الجيش والقوات الدولية، فمن سيمنعها؟ واثبتت التجارب ان احداً لم يقف في وجهها، فلا سلاح لدى الجيش يمكّنه من مواجهة الطائرات، ولا قدرة لليونيفيل على الوقوف في وجه القوات الاسرائيلية براً وبحراً وجواً، فيما لم يعد حزب الله قادراً على فرض توازن الرعب الذي كان قائماً قبل الحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان في ايلول الفائت. من هنا، بات لزاماً على لبنان ودول المنطقة ككل أخذ الرضى الاميركي كي تلجم اسرائيل، كونها الوحيدة القادرة على ذلك، وهي التي "فرعنتها" ونصّبتها زعيمة على المنطقة، وضمنت بما لا يقبل الشك نزع اي تهديد عسكري لها في لبنان او سوريا.
المفارقة في وجوب محض اميركا ثقتنا، هي انها لم توفّر الاسباب اللازمة كي يتحوّل هذا الامر الى حقيقة واقعية، فالخداع الاميركي للبنان ولباقي الدول لم يتوقف منذ عقود من الزمن، والسياسة الاميركية انقلبت على حلفاء لها في دول عربية وافريقية عديدة تاركة اياهم وبلدانهم في وضع سيء جداً. تطلب منا واشنطن ان نثق بها لمنع اسرائيل من ارتكاب الانتهاكات، ولكن بعد ان نفخت الاسرائيليين الى حد الانفجار، اصبح من الصعب التصديق بأن "الانتفاضة" الاسرائيلية على الادارة الاميركية بعيدة او مستحيلة، وقد شكّل الخلاف بادئ الامر بين الرئيس الاميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو "بروفة" كافية لاثارة القلق في نفوس شعوب المنطقة التي حُرمت من ايّ امكانية للدفاع عن نفسها والاعتماد فقط على "رأفة" اميركا.
من هنا، ليس امام اللبنانيين الا الدعاء لله كي يحمي الجيش اللبناني من الهمجيّة الاسرائيلية، وان يبقي الوعي عند الادارة الاميركية في ايّ وقت كان، لدعم الجيش ومساندته والدفاع عنه امام أطماع الاسرائيليين الكثيرة.
0 تعليق