مرصد مينا

شهدت سوريا يوماً تاريخياً اليوم الجمعة، حيث انطلقت مظاهرات احتفالية واسعة في مختلف مدن بلاد بما في ذلك العاصمة دمشق، احتفالًا بسقوط نظام بشار الأسد وهروب الرئيس المخلوع إلى روسيا.

ويمثل هذا الحدث نهاية حكم عائلة الأسد الذي دام أكثر من نصف قرن، وانتهاء عهد استمر 61 عاماً تحت هيمنة حزب البعث.

واكتظت الشوارع والميادين الرئيسية في مدن مثل دمشق، درعا، حماة، حمص، السويداء، اللاذقية، دير الزور، وحلب، بعشرات الآلاف من السوريين الذين خرجوا للتعبير عن فرحتهم بما وصفوه بـ”النصر العظيم”، وذلك في أول يوم جمعة بعد سقوط النظام.

كما عمت المظاهرات عشرات المدن والبلدات في مختلف مناطق البلاد.

وأظهرت المشاهد المصورة المئات يحتشدون في الجامع الأموي بدمشق لأداء أول صلاة جمعة بعد سقوط النظام، حيث انطلقت بعدها مسيرات ضخمة نحو ساحة الأمويين، التي غدت رمزاً للاحتفال بهذا اليوم التاريخي.

كما وثّقت تسجيلات أخرى مظاهرات كبيرة في ساحات بارزة مثل ساحة المسجد العمري في مدينة درعا (التي خرجت منه أول مظاهرة ضد النظام بتاريخ 18 مارس 2018 وسقط بالقرب منها أول قتيلين في الثورة السورية برصاص قوات النظام) وساحة العاصي في حماة، ميدان الساعة في حمص، ساحة الكرامة في السويداء، أما في دمشق فكانت ساحة الأمويين المركز الأبرز للاحتفالات.

وفي وقت سابق اليوم، دعا قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا، أحمد الشرع، الشعب السوري إلى النزول للميادين للتعبير عن فرحتهم بانتصار الثورة.

وجاءت هذه الدعوة بعد دخول فصائل المعارضة السورية إلى دمشق فجر الأحد 8 الماضي، حيث بسطت سيطرتها على العاصمة مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات والشوارع.

المعارك الحاسمة كانت قد بدأت في 27 نوفمبر الماضي، عندما سيطرت فصائل المعارضة على مدينة حلب ومحافظة إدلب، ثم واصلت تقدمها إلى مدن حماة، حمص وفي الجنوب بدرعا والسويداء والقنيطرة وصولاً إلى العاصمة دمشق، ليعلن فجر 8 ديسمبر 2024 سقوط نظام “بشار الأسد”

وعلى إثر سقوط النظام، تم تكليف المهندس محمد البشير، رئيس حكومة الإنقاذ السابقة، بتشكيل حكومة لإدارة المرحلة الانتقالية، التي من المقرر أن تستمر حتى الأول من مارس المقبل.

ويأمل الكثيرون أن تدخل سوريا مرحلة جديدة من تاريخها، وسط تطلعات شعبية لمستقبل أفضل بعد عقود من الظلم والقمع والتهجير.

فيديوهات من عدة مدن سورية تظهر الاحتفالات بسقوط النظام