إيمان الهاشمي
ثمة سرطان من نوع آخر يصيب الروح، غير مرئي بالرغم من شدة نزف الجروح، يتمتع بجميع الصفات السرطانية الخبيثة من ناحية التضخم والانتشار، كما يهاجم بنفس الشراسة المعروفة في المنشار، ولربما كان أشد ضراوة وأكثر قسوة، وتتراوح قوة الفتك من «روحٍ» إلى أخرى، والغريب أن البعض يتجاهل كل آلامه الطاعنة، التي تنبهه بتدهور روحه الواهنة، وكأنه لا يسمع استغاثتها المنبعثة منه شخصياً، مع أن الأمر لا يحتاج علماً أو مجالاً تخصصياً! فجميع أنواع الأمراض النفسية يكمن شفاؤها أو علاجها، أو على الأقل تصحيح انحرافها أو تحسين اعوجاجها، حالياً لا أستطيع أن أكمل الكتابة فصوت روحي عالياً بسبب احتجاجها، وبالتالي لا بأس بالاستماع إلى موسيقى وألحان نصير الأمة، ونصير البسمة، ونصير القمة، الملحن البغدادي العظيم (نصير شمة)!
وُلد في أرض العراق، بين شعبٍ طيب الأعراق، درس الموسيقى على الأوراق، فقرأ «النوتة» في العشي والإشراق، وغاص فيها بحراً يأبى الإغراق، ثم أقسم أن لن يمسهما الفراق، رغم الأزمات والكوارث والاحتراق، والآلام والمرار والاختناق، فتشبَّث بالعود سلاحاً لدرجة الاعتناق، وأطلق النغم سلاماً كلما تبادلا العناق، لتجتمع الأرواح وتتحَّد الأعناق، إلى أن تسكن السماء الأعماق، ويقرّ الدمع في الآماق، ومن غير الفنان (نصير شَمّة)، أحب الفن حباًّ جمّاً، وعشق عُودَه من أول ضمّة، فعَمل بجِدٍّ وبهِمَّة، وكدَّ بضميرٍ وبذمَّة، إلى أن احتلَّ أعلى قِمَّة، فأصبح وحده نجم الأُمَّة، المعروف بالذكاء والحِكمة، والشهير بالتسامح والرحمة، والمحبوب بمؤلفاته المُلهِمة، وبأعماله المُهِمة، المتوَّجة بالخجل والحشمة، وبأفكاره النيرة والمتقدمة، ضد تيار القيود والأنظمة، حيث بدّد الظُلم والظلمة، وذلّل الكوابيس المُظلمة، وعالج الأهداف المُسمَّمة، بأطماع النفوس الجشعة والنَّهِمة، وشر الأحقاد المُتَّهِمَة، كما حارب الأفعال الآثمة، دون أن يرد الهجمة، فقد رسم البهجة والبسمة، في وجه أطفال النّكبة والأزمة، لتكون فرحتهم أهم الأوسمة، هكذا اهتّم النصير (نصير) بإثراء الألحان الشرقية، وبالروائع العربية الشِّعرية، وكذلك القصصية والروائية، كما اعتنى بالموسيقى التصويرية، والتلفزيونية والإذاعية والمسرحية، وبعض الأفلام الوثائقية، وشتى الفنون التشكيلية، بالإضافة إلى أنه احتضن الفرق الموسيقية، وشارك في الأنشطة الإنسانية والوطنية، سواء المحلية أو العالمية، فحصد الجوائز التقديرية، والشهادات التكريمية، والجدير بالذكر أنه أول من عزف مع أول ملحنة إماراتية وآمن بموهبتها، فهل تعرفون مَن هي؟ هيا.. ابحثوا عنها!
الاسم: نصير شمة
النشاط:موسيقي
الجنسية: عراقي
من أعماله: إشراق
التاريخ: 1963 – لا يزال حياً - 61 سنة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق