نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بري vs اميركا: كباش الرئاسة الحاسم - بوابة فكرة وي, اليوم الاثنين 16 ديسمبر 2024 02:11 مساءً
على الرغم من تسليمنا بأن الانتخابات الرئاسية في لبنان تحمَّل دائماً اكثر من طاقتها، ويتم تصويرها -عن غير حق- على انها النقطة الحاسمة في مصير لبنان، الا ان هذه المرة يختلف طعم الانتخابات عن سابقاتها، بفعل التغييرات التي شهدتها المنطقة عموماً ولبنان بشكل خاص. لن نعدد الاحداث التي عشناها جميعاً، والتي باتت معروفة بأدق تفاصيلها، انما ما يجدر التوقف عنده هي المواقف الجديدة التي ضربت الساحة الرئاسية، والاهم ان هناك شبه معركة قائمة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والادارة الاميركية. وما القول بأن الامر "شبه معركة" سوى لأن المسألة تتعلق بالوقت، فقد اسقط بري شروط الثنائي الشيعي التي كانت قائمة حتى الامس القريب، وابرزها: اشتراط الحوار، التمسك برئيس تيار المردة سليمان فرنجية كمرشح لا بديل عنه للحزب، التريث في تحديد موعد جلسة لانتخاب الرئيس على ان تكون مثمرة وتنتهي بالاعلان عن هوية الرئيس العتيد.
هذا الاستعجال المفاجئ، مرده كما تقول مصادر سياسية متابعة، الى محاولة بري تفادي ارجاء الانتخاب الى ما بعد تنصيب الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب في 20 من الشهر المقبل، لان تولي الرئيس الجمهوري مقاليد الحكم بشكل رسمي سيعني فرض الشخصية التي يريدها من دون التوقف عند اي اعتبار، وما يحصل حالياً من باب التشاور والتواصل سيتحول لاحقاً الى فرض بقوّة التهديد. وغني عن القول ان ما عاشه لبنان والمنطقة كفيل بأخذ ايّ تهديد اميركي على محمل الجد، فيما لن يكون من مصلحة بري او حزب الله او اي حليف لهما ان يظهر كمعرقل لأي حل يتم طرحه، واتفاق وقف الاعمال العسكرية مع اسرائيل خير دليل على ذلك.
النقطة الاخرى التي لا يمكن تخطيها، هي كثرة الاسماء التي غزت ساحة الانتخابات الرئاسية، وبعد ان كانت المسألة محصورة باسمين او ثلاثة على الاكثر، غصّت بورصة الرئاسة بأسماء من كل ميل وصوب، فيما بات الترقب حول ما اذا كان رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع سيترشح فعلاً ام لا. وعلى الرغم من ان المصادر تقلّل من نسبة صحة هذا الترشيح واعلانه، فإنّ مجرد التلويح به يعطي فكرة واضحة عن الدور الذي تضطلع به القوات اللبنانية، ووجود اهتمام اقليمي ودولي بعدم السماح لها بالشعور أنّها وحيدة او غير مسموعة، ما يعني انه يجب: إما ارضاءها لرفع الفيتو عن المرشّحين الذين قد يشكلوا نقطة التقاء مع الطرف الثاني، وإما الاقتناع بمن تدعمه ومحاولة تأمين الاصوات الكافية له، او السير بمرشح مقبول من الطرفين بحيث لا يكون محسوباً بشكل مباشر على اي منهما.
وفي حين لا يزال الحديث مستمراً عن حظوظ قائد الجيش العماد جوزاف عون، تلاشت حظوظ فرنجية بشكل كبير، ويدور الحديث حالياً عن امكانية التلاقي على مرشح مقبول من الجميع، وهو ما يقلل فرص عدد كبير من الاسماء المطروحة، ويقصي حكماً اسماء اخرى من اللائحة التي تم التداول بها في وسائل الاعلام.
يستعجل بري لانتخاب رئيس، ويقبل بحلّ وسطي لم يكن وارداً من قبل القبول به، كونه يعلم ان البديل سيكون حلاً مفروضاً بالقوة، لن يعجب بالطبع لا رئيس البرلمان ولا حزب الله او من يشاركهما رؤيتهما السياسية ومواقفهما المعروفة. صحيح انه لم يتم القضاء على حزب الله كما كانت ترغب اسرائيل، ولكن اضعافه كان ناجحاً، لذلك سيجهد لاثبات نفسه على الساحة السياسية بعد ان عمد الى المواجهة على الساحة العسكرية في الجنوب، وستكون الانتخابات الرئاسية المحطة الاولى لهذه الجهود، فإذا وصل رئيس لا يرغب به الثنائي، فستكون اولى مؤشرات التراجع السياسي لهما، ودخولهما في فترة من السبات والعمل الدؤوب لاستعادة الحضور، قدر الامكان. اما في حال كان الرئيس المقبل مقبولاً منهما، فهذا يعني ان الامور تتجه في المسار الصحيح لهما.
يبقى ان نعرف ما اذا ان بري سينجح حتماً في امتحان 9 كانون الثاني المقبل الذي حدّده، ام انه سيضطر الى القبول بما ستفرضه عليه الادارة الاميركية المقبلة، وعلى اللبنانيين جميعاً.
0 تعليق