أكد المستشار العقاري سلطان النفيعي أن تخطيط المسكن قبل البدء في البناء يُعد من الخطوات الجوهرية التي يجب أن يضعها كل من ينوي تشييد بيت العمر في مقدمة أولوياته، حيث إن هذه المرحلة لا تقتصر فقط على رسم المخططات بل تمتد لتشمل فهمًا عميقًا لاحتياجات الأسرة المستقبلية، والتوازن بين التصميم الجمالي والوظيفي، وتحقيق أقصى استفادة من المساحة والميزانية، ومن الأخطاء الشائعة التي يقع فيها كثير من الناس هو البدء في التنفيذ دون دراسة تخطيطية شاملة أو اختيار مقاول بناء بناءً على السعر فقط دون التحقق من كفاءته وخبرته وسجله المهني، وفي هذا السياق، شدد النفيعي على أهمية البدء بدراسة دقيقة للموقع، ومراعاة اتجاهات الرياح والشمس، وتوزيع الغرف بطريقة ذكية تضمن الخصوصية والراحة، وأضاف أن مرحلة التخطيط يجب أن تكون بالتعاون مع مكتب هندسي معتمد لضمان سلامة التصميم من الناحية الإنشائية وتوافقه مع كود البناء السعودي، وأشار إلى أن اختيار المقاول يُعد عنصرًا محوريًا في نجاح المشروع، حيث إن المقاول الخبير يُحدث فرقًا كبيرًا في جودة التنفيذ وسرعة الإنجاز وتقليل نسبة الأخطاء، مشددًا على ضرورة طلب عروض أسعار مفصلة، وعينات من مشاريع سابقة، والتأكد من وجود فريق عمل متكامل لديه القدرة على تنفيذ الأعمال وفقًا للمواصفات، وحذر من الانجراف وراء الأسعار المنخفضة لأنها قد تعني تقليل جودة المواد أو ضعف الإشراف الفني، وأوصى بأن يتضمن العقد البنائي جميع التفاصيل الدقيقة مثل مدة التنفيذ وجدول الدفعات والمواصفات الفنية والضمانات والصيانة ما بعد التسليم، كما نصح بالإشراف الهندسي طوال مدة التنفيذ لضمان سير العمل وفق المخططات المتفق عليها، وختم النفيعي تصريحه قائلاً: بيت العمر لا يُبنى كل يوم، لذا من الحكمة أن يُخطط له بتأنٍ، وأن يتم اختياره بعناية بدءًا من الموقع، ومرورًا بالتصميم، وانتهاءً باختيار المقاول المناسب، فالتسرع في هذه المراحل قد يكلف الكثير لاحقًا سواء من حيث المال أو الراحة النفسية، ومن الضروري أن يكون صاحب المسكن حاضرًا ومتابعًا بشكل مستمر ومطلعًا على كافة تفاصيل المشروع لضمان تحقيق رؤيته وتنفيذها بأعلى جودة ممكنة، فالتخطيط الجيد واختيار المقاول الخبير هما مفتاح النجاح في بناء منزل يليق بتطلعات صاحبه.