بعد أشهر من المحاكمة المثيرة للجدل، والتي شغلت الرأي العام، حصل الفنان شون كومز Sean Combs "ديدي" على البراءة من تهمة الاتجار الجنسي. جاء ذلك بعد صدور الحكم من محكمة مانهاتن الجنائية ومداولات استمرت 13 ساعة على مدار 3 أيام.

براءة شون كومز من أخطر التهم الموجهة إليه

أعلنت هيئة المحلفين في محكمة مانهاتن، المكونة من 12 عضواً، إدانة اثنين من الكومبارس بتهم جنائية يُعاقب عليها بالسجن مدة تصل إلى 10 سنوات لكل منهما، وبراءة شون كومز من التهم الموجهة إليه.

قدم فريق الدفاع حججاً قوية إلى المحكمة لنفي الاتهامات التي وُجهت إلى شون كومز، ما أدى إلى حصوله على البراءة رسمياً من المحكمة بعد جلسات استمرت عدة أسابيع.

ولفت ديدي في بيان رسمي بعد صدور الحكم إلى شعوره بالراحة، مؤكداً أنه سيواصل مسيرته الفنية بالإضافة إلى الأعمال الخيرية التي كرّس جهوده لها من قبل.

ووفقاً لتقرير نشرته مجلة TMZ، أخبر ديدي عائلته أنه عائد إلى المنزل وذلك قبل أن يغادروا قاعة المحكمة، حيث قال: "أنا عائد إلى المنزل، حبيبتي"، وهو يلتفت إلى عائلته بعد إعلان الحكم الذي برّأه من أخطر التهم الموجهة إليه.

تفاصيل النطق بالحكم

بدا التأثر واضحاً على شون كومز خلال النطق بالحكم، حيث كانت قدماه ترتجفان طوال الوقت، وفقاً للتقارير الصحفية. ولوّح بقبضته بعد صدور قرار براءته من تهمة التآمر على الابتزاز، وسمعت بعض شهقات الدهشة من الحضور في المحكمة.

ووضع شون كومز يده على جبهته أثناء قراءة باقي الأحكام، وعلت الصيحات داخل المحكمة بصدور قرار براءته من تهمة الاتجار الجنسي أيضاً، بينما التزمت عائلته الهدوء أثناء إعلان الأحكام، حيث انحنى ابنه جاستن ووضع رأسه بين يديه، بينما زرفت دانا تران، والدة أصغر أبنائه، الدموع.

وعندما أكد كل محلف أن الحكم المعلن يعكس قراره، أومأ كومز برأسه شكرًا وحرّك شفتيه قائلًا: "شكرًا". وحين غادرت هيئة المحلفين القاعة، ضم كومز يديه أمام صدره وكرر عبارة "شكرًا" بصمت، ثم جثا على ركبتيه للصلاة.

وواصل كومز الحديث مع عائلته بعد مغادرته قاعة المحكمة واستمر في الصياح: "أحبكم، سأكون في البيت قريبًا".

ومن جهتها، قالت والدته جانيس كومر لشبكة ABC News بعد مغادرتها القاعة إن قلبها كان "يخفق بشدة" عندما تم إعلان الحكم. أما ابنه كريستيان فقال خارج المحكمة: "نحن نحب كل من كان يشاهد. نحن سعداء للغاية، والدي راجع البيت. الله يحفظه."

تفاصيل قضية شون كومز

جاءت تلك المحاكمة بعد أن واجه مطرب الراب شون كومز اتهامات بأنه يترأس تشكيلًا عصابيًا منذ عقود لارتكاب العديد من الجرائم، من بينها توزيع المواد المخدرة والعمل القسري والرشوة والتلاعب.

وفي المقابل، أصر ديدي على مدار أسابيع على نفي التهم الموجهة إليه، مؤكدًا أن علاقته بالمذكورات كانت بالتراضي، إلا أنه أقر في الوقت ذاته بممارسة العنف الجسدي، حيث تم توثيق هذا الأمر من خلال تسجيلات ظهر فيها اعتداؤه على إحدى الفتيات، وهي المغنية كاساندرا فينتورا.

وذكرت المدعية مورين كومي، خلال المرافعة، أن الفنان شون كومز كان يعتقد أنه لن يُمس، وأنه لا يمكن للنساء اللواتي تعرضن لتلك الإساءة على مدار سنوات أن يتحلين بالشجاعة الكافية للحديث علنًا عما تعرضن له.

وحتى الآن لا يزال شون كومز قيد الاحتجاز، وبعد صدور الحكم رفض القاضي الفيدرالي الإفراج عنه بكفالة بانتظار الجلسة النهائية للحكم، حيث ما زالت هناك تهمتان من أصل خمس تهم أُدين فيها.

ومن جهته، قال أنجيفيلو، محامي فنان الراب: "لم نكسب المعركة بعد بالكامل. اليوم كان خطوة كبيرة جدًا في الاتجاه الصحيح، لكننا سنواصل القتال وسننتصر، ولن نتوقف حتى يخرج من السجن رجلًا حرًا ليعود إلى عائلته."