مع الشروق .. العرب... في غرفة «التقسيم وإعادة التشكيل» - بوابة فكرة وي

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. العرب... في غرفة «التقسيم وإعادة التشكيل» - بوابة فكرة وي, اليوم الأربعاء 18 ديسمبر 2024 12:13 صباحاً

مع الشروق .. العرب... في غرفة «التقسيم وإعادة التشكيل»

نشر في الشروق يوم 17 - 12 - 2024

2337504
بعد زلزال سوريا بدأ الكثير من قادة الدول العربية في المشرق العربي يتحسسون الرؤوس والعروش والكراسي وهم يستشعرون أنها بدأت تهتز وقد تقذف بهم في لحظة مجنونة خارج السلطة، تماما كما حدث مع الرئيس السوري السابق بشار الأسد... نتيجة هذا الوضع بدأت تسود أجواء مشحونة ومتشنجة في عديد الدول تحسبّا لمرور قطار «التقسيم وإعادة التشكيل» بين ظهرانيها... فهل يجب أن نتفاجأ بما حدث وما سوف يحدث؟
في الواقع، الغرب والصهاينة كلهم عيوب وظلم وتآمر وكلهم حقد على العرب... بإيجاز قد تكون فيهم كل العيوب إلا عيب واحد وهو عيب الكذب فهم لا يفعلون ما لا يقولون بل عادة ما يصدقوننا القول فيقولون ويفعلون ما يقولون، هم يفكرون دائما بصوت مرتفع ويكلفون مطابخ السياسة والخبراء والمفكّرين والمخططين الاستراتيجيين بدراسة المستقبل ورسم الخطط والاستراتيجيات ويحدّدون أدوات ومراحل التنفيذ... وهذه كلها سياسات معلنة يتداول على تنفيذها الرؤساء والإدارات بصرف النظر عن لونها السياسي.
وبما أن منطقتنا العربية ومنذ سقوط امبراطوريتي فرنسا وبريطانيا قد وقعت بالكامل تحت تأثير وهيمنة التحالف الأمريكي الصهيوني فإن هذا الثنائي تكفّل برسم وبتحديد مستقبلنا... أمريكا تريد وضع يدها والسيطرة على الشرق الأوسط للسيطرة على العالم والكيان الصهيوني يريد تحقيق حلمه في قيام «إسرائيل الكبرى» الممتدة من النيل إلى الفرات...
ومن أهم السياسات والمخططات التي أعدوها لإنهاك منطقتنا والسيطرة على دولها لتحقيق أهدافهم المعلنة كان مخطط «التقسيم وإعادة التشكيل» أي تقسيم الدول القائمة إلى دويلات قزمية صغيرة تدور في فلك أمريكا وتصبح إسرائيل القوة المهيمنة عليها. ولتنفيذ هذا المخطط لم يخدعنا الأمريكيون بل أعلنوا أن ذلك سيتم بأياد «محلية»... هذه الأيادي هي التي ستزرع الخراب وتدمر الأوطان وتهيئ للتقسيم ليتدخل «السادة» في الأخير لقطف الثمار... «دمر نفسك بنفسك»، شكّل هذا الشعار المحوري رأس الحربة في تنفيذ مخطط التقسيم وإعادة التشكيل الذي وضعه برنارد لويس منذ عقود طويلة وحملته الإدارات الأمريكية والصهيونية ورعته تصيّدا للحظة التاريخية المناسبة لوضعه موضع التنفيذ... واللحظة التاريخية الكبرى أزفت مطلع القرن وتحديدا عام 2003 إثر غزو عراق الرئيس الشهيد صدام حسين وإسقاط الدولة العراقية وتفكيك الجيش العراقي... حيث استفزّت هذه اللحظة وزيرة خارجية أمريكا «كوندوليزا رايس» لتعلنها صراحة أن قطار التقسيم وإعادة التشكيل قد انطلق وأنه متجه إلى 7 دول عربية مبدئيا... ليتدحرج مشرط التقسيم من العراق إلى سوريا والسودان والصومال وليبيا والسعودية لتكون مصر الجائزة الكبرى.
وبالفعل تكرر سيناريو السقوط الكبير والمحيّر في العراق وسوريا فيما كان السقوط أكثر صخبا في حالتي ليبيا والسودان فيما لا يزال البقية يحبسون أنفاسهم وهم يتطلعون إلى كرة النار وهي تتدحرج.
فهل نستغرب ما يجري؟ وهل باغتنا ما يحدث؟ أم أننا نجني حصاد ما زرعنا؟
فالذين باعوا العراق هم العرب والذين حاربوا سوريا وأغرقوها بالارهابيين وأنهكوها بالحصار هم العرب والذين أشعلوا الحريق الكبير في ليبيا هم العرب، والذين يحرقون السودان هم العرب، وفي كل محطة سيجد قطار التقسيم وإعادة التشكيل متطوعين ونشطاء وعملاء من أبناء البلد يتولون مهمة «دمّر نفسك بنفسك».
ما العمل إذن؟ هل نكتفي بالانتظار وبتحسّس الرؤوس والكراسي وهي تتأرجح وتتساقط؟ أم هل نكف عن العبث ونعي بأن مستقبل الجميع على المحك وبأنه لا نجاة لأحد من مشرط التقسيم في نهاية المطاف عسانا ننقذ ما يمكن إنقاذه... مع أن زمن الإنقاذ قد يكون فات ونحن نهرول مع كل حريق لنلعب دور «حمّالة الحطب»؟!
عبد الحميد الرياحي

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق