تُعد مرحلة ما بعد الشهادة الإعدادية اليوم نقطة فاصلة وحاسمة في حياة الطلاب وأسرهم، حيث لم يعد الخيار مقتصرًا على المسار الثانوي العام فقط، بل بات التعليم الفني يتصدر أولويات التوجهات الوطنية. 

يأتي ذلك في ظل جهود الدولة، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتحقيق نهضة صناعية واقتصادية شاملة تعتمد بشكل أساسي على الكفاءات المدربة والمهارات العملية، ما يجعل التعليم الفني حجر الزاوية في بناء مستقبل واعد للشباب والمجتمع.

علي عبد اللطيف الشرقاوي يشدد على أهمية التوجيه السليم نحو المدارس الفنية المتخصصة

في ذات السياق، صرح الإعلامي علي عبد اللطيف الشرقاوي، مذيع ومُقدِّم البرامج التعليمية بالإذاعة المصرية، أن مستقبل مصر الصناعي يعتمد بشكل مباشر على دعم منظومة التعليم الفني.
وقال الشرقاوي خلال تصريحات له إن على أولياء الأمور أن يُعيدوا النظر في المفاهيم القديمة التي تُقلل من قيمة التعليم الفني
مشيرًا إلى أن المدارس الفنية الآن تُوفر للطالب فرصًا تعليمية متطورة، وربطًا مباشرًا بسوق العمل بعد التخرج.

المدارس المتخصصة تحت مظلة وزارة التعليم.. طريق إلى التوظيف الفوري

جدير بالذكر أن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني أطلقت خلال السنوات الأخيرة سلسلة من المدارس المتخصصة التي تعمل بنظام الشراكة مع القطاع الخاص، أبرزها:

مدارس التكنولوجيا التطبيقية

مدارس الإنتاج الحربي

مدارس المتفوقين الفنية في الصناعات المتقدمة

مدارس الفندقة والسياحة والتكنولوجيا الزراعية

وأكدت الوزارة أن هذه المدارس تمنح الطلاب شهادة معتمدة محليًا ودوليًا، بالإضافة إلى التدريب العملي داخل المصانع أو المؤسسات المهنية الشريكة.

الدولة تنفذ اختبارات قبول بمعايير دقيقة للالتحاق بالمدارس الفنية اليوم

في ذات السياق، تجري اليوم اختبارات القبول للطلاب الراغبين في الالتحاق بمدارس التكنولوجيا التطبيقية، وتشمل هذه الاختبارات قياس المهارات الشخصية، والقدرات العلمية، والمقابلات السلوكية، وذلك وفقًا لتوجيهات الوزارة باختيار الطلاب الأنسب والأكثر قدرة على تمثيل النموذج التعليمي الحديث.

وقد صرّح الدكتور محمد مجاهد، نائب وزير التربية والتعليم لشؤون التعليم الفني، أن هذه الاختبارات تضمن تحقيق العدالة والشفافية في القبول، وتُسهم في رفع كفاءة الطالب قبل بدء الدراسة.

القوات المسلحة شريك وطني فاعل في تطوير التعليم الفني..

جدير بالذكر أن القوات المسلحة المصرية شاركت بقوة في تطوير التعليم الفني، من خلال إنشاء مدارس تكنولوجية تطبيقية بمواصفات عالمية، ومن أبرزها:

مدرسة WE للتكنولوجيا

مدرسة الإنتاج الحربي للتكنولوجيا التطبيقية

وأكد اللواء ياسر مصطفى، مستشار وزارة الإنتاج الحربي، أن هذه المدارس لا تُعِد طلابًا للتوظيف فحسب، بل تُخرج كوادر وطنية قادرة على تطوير الصناعات المصرية بوعي انضباطي وتقني فائق.

خبراء يوضحون... التعليم الفني قاطرة مصر للريادة في الصناعة والاقتصاد

في ذات السياق، قال الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج وخبير التعليم الفني، إن التعليم الفني هو الضامن الحقيقي لتحقيق الاكتفاء الذاتي الصناعي، وتوطين التكنولوجيا، وتحقيق فائض إنتاجي للتصدير.

وأشار إلى أن مصر تسير على خُطى ألمانيا والنمسا، وهما من أكثر الدول تقدمًا في التعليم الفني المزدوج.

كما أكد الدكتور محمود عبد الحميد، مدير وحدة تطوير التعليم الفني، أن الدولة تنفذ خطة شاملة لتحويل التعليم الفني من "خيار محدود" إلى "نظام استراتيجي قومي"، يُعزز الاقتصاد الوطني، ويوفر فرص عمل كريمة.

النهضة التعليمية الفنية تصنع مصر المستقبل

جدير بالذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أشار في أكثر من مناسبة إلى أن "العمالة الفنية الماهرة" هي الضمان الحقيقي لتحقيق نهضة صناعية شاملة، ما يُبرز أهمية رفع كفاءة منظومة التعليم الفني لتواكب احتياجات التنمية المستدامة.

وقد شدد الرئيس في منتدى شباب العالم سابقًا على ضرورة ربط التعليم بسوق العمل، وتغيير نظرة المجتمع للتعليم الفني، باعتباره مسارًا محترمًا ومهمًا للمستقبل.

التعليم الفني لم يعد رفاهية.. بل هو خيار وطني ومسؤولية مجتمعية

في ضوء ما سبق، يتضح أن التعليم الفني لم يعد مجرد مسار بديل، بل أصبح مسارًا أساسيًا في خطة الدولة لبناء اقتصاد قائم على المعرفة، والتكنولوجيا، والإنتاج المحلي.

فمع كل مدرسة فنية جديدة، ومع كل طالب يختار هذا المسار بثقة، تقترب مصر أكثر من تحقيق حلمها الوطني في بناء دولة صناعية متقدمة، قوية بعقول وسواعد أبنائها.

فالاختيار الذكي بعد الشهادة الإعدادية اليوم، يصنع مستقبلًا مشرقًا غدًا... ومصر تُراهن على أبنائها.