في أجواء إحياء العاشر من محرم، أقيمت مراسم جماهيرية حاشدة في العاصمة الإيرانية طهران تكريمًا لقائد عمليات الوعد الصادق الشهيد القائد حسين سلامي الذي استشهد خلال العدوان الأخير. المراسم التي احتضنتها حسينية السيدة الزهراء (ع)، شهدت حضورًا رسميًا وعسكريًا بارزًا، وجاءت تأكيدًا على وحدة الشعب ووفائه لتضحيات الشهداء.

الكلمات التي ألقيت خلال المناسبة ركزت على مكانة الشهيد في مسار الدفاع عن السيادة الوطنية، وأشارت إلى أن ما وُصف بـ”البرنامج النووي” لم يكن سوى ذريعة لاستهداف النظام، وأن المخطط الفعلي كان يهدف لإسقاط الدولة خلال أيام، ثم تقسيمها. إلا أن الردّ الشعبي الموحد، الذي تجاوز الخلافات الداخلية وعبّر عن تمسكه بالثوابت، أربك هذا المخطط وأجبر الجهات المعادية على التراجع.

وتطرقت المواقف إلى ما بعد العدوان، كاشفة أن الجمهورية الإسلامية كانت قد وضعت خطة استراتيجية لإحداث تحول جذري في المعركة ضد الكيان الصهيوني، لكنّ وقف إطلاق النار حال دون تنفيذها، مع التأكيد على أن هذه الخطة ما تزال جاهزة للتنفيذ في حال تكررت الاعتداءات.

المشاركون في المراسم شددوا على أن الشعب الإيراني جسّد رؤية الشهيد في صموده وتلاحمه، إذ شكّل الحاضنة الأقوى في وجه العدوان، وأسقط المراهنات على الداخل الإيراني. ولفتوا إلى أن سر قوة الجمهورية لا يكمن فقط في العتاد، بل في الشعب نفسه الذي لم يتخلّ عن خياراته منذ انتصار الثورة، ولا يزال يتقدم الصفوف بثبات وبصيرة.

كما تم التطرق إلى الهجمات السيبرانية التي حاولت استهداف مؤسسات الدولة خلال العدوان، والتي جرى إحباطها بفعل الجهوزية التقنية والتنسيق المؤسسي، مؤكدين أن هذا النجاح تحقق بفضل صبر الشعب ودعمه.

وفي الختام، جدّد المشاركون عهدهم بمواصلة الطريق الذي رسمه الشهداء، وعلى رأسهم القادة الذين ضحّوا بأرواحهم في سبيل كرامة الأمة، مؤكدين أن الحزن على هؤلاء الشهداء لا يضعف الإرادة، بل يعمّق الالتزام، وأن إيران، المستلهمة من نهج الإمام الحسين (ع)، ستبقى عصية على الانكسار.

المصدر: موقع المنار