تعد العدادات مسبقة الدفع إحدى الحلول التي تستخدمها شركات الكهرباء لضمان دقة تحصيل الفواتير وتحقيق العدالة في استهلاك الطاقة. ومع ذلك، يظهر بعض الأفراد استعدادًا للتحايل على هذا النظام، مما يؤدي إلى سرقة التيار الكهربائي بطرق غير قانونية. ورغم محاولات السلطات لمكافحة هذه الظاهرة، إلا أن المتلاعبين يستمرون في ابتكار أساليب جديدة لتحقيق مصالحهم على حساب الآخرين.

أساليب التلاعب بالعدادات مسبقة الدفع

التلاعب بمكونات العداد:
من أبرز أساليب التحايل هو فتح العداد والتلاعب بمكوناته الداخلية. يقوم بعض الأفراد بتعطيل الدوائر المسؤولة عن تسجيل استهلاك الكهرباء، مما يؤدي إلى تسجيل قراءة أقل من الاستهلاك الفعلي، وبالتالي تخفيض الفاتورة.

تركيب مقاومات كهربائية داخل العداد:
تلجأ بعض الأطراف إلى تركيب مقاومات كهربائية داخل العداد، بهدف تقليل كمية الكهرباء التي يتم تسجيلها. هذه المقاومة تعمل على تقليل القدرة المستهلكة التي يتم حسابها، مما يؤدي إلى تسجيل قيمة أقل على الفاتورة.

إتلاف المكونات الإلكترونية للعداد:
يستخدم البعض طريقة إتلاف مكونات «البوردة» الإلكترونية داخل العداد، مما يعطل نظام حساب استهلاك الكهرباء بشكل كامل. ونتيجة لذلك، يظل العداد غير قادر على تسجيل استهلاك الكهرباء، ما يؤدي إلى توقف الحسابات.

استخدام جهاز تحكم عن بعد (الريموت كنترول):
واحدة من الأساليب الحديثة التي ظهرت مؤخرًا هي استخدام جهاز تحكم عن بعد لتعطيل العداد. من خلال هذا الجهاز، يستطيع المتلاعبون إيقاف العداد عن العمل أو إعادة توصيل التيار الكهربائي دون أن يتم تسجيل الاستهلاك الفعلي.

تركيب «سكينة كهربائية» مخفية:
تعد هذه الطريقة من الأساليب المتقدمة في التحايل، حيث يقوم الشخص بتركيب جهاز يسمى «سكينة كهربائية» خارج العداد، بحيث يسمح له بالتحكم في تغيير مصدر التيار الكهربائي، مما يمنع تسجيل الاستهلاك الحقيقي للتيار الكهربائي.

خطر هذه الأساليب على المجتمع

تعتبر هذه الأساليب غير القانونية ليس فقط سرقة للتيار الكهربائي، بل تضر أيضًا بجميع المشتركين الذين يدفعون الفواتير بشكل قانوني. فإلى جانب الأضرار المالية التي تسببها هذه التحايلات، فإنها تؤثر سلبًا على نظام توزيع الطاقة في البلاد، مما يؤدي إلى اضطرابات قد تتسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة.

من أجل مكافحة هذه الأساليب، تعمل شركات الكهرباء والجهات المعنية على تحسين وسائل الرقابة وتكثيف الحملات التفتيشية للكشف عن التلاعب في العدادات. كما تم تطوير تقنيات حديثة لزيادة دقة قراءة العدادات ومتابعة استهلاك الكهرباء عن كثب، لتقليل فرص التلاعب.

ويجب على الجميع أن يتحملوا مسؤوليتهم في دفع فواتير الكهرباء بانتظام، والابتعاد عن أي محاولات للتحايل، حفاظًا على مصلحة المجتمع والنظام العام.