خاض المسلمون مع بداية الإسلام والسعي إلى انتشاره في دول العالم الكثير من المعارك وتعتبر غزوة مؤتة أول غزوة عظيمة وتاريخية شهد لها التاريخ الإسلامي بأكمله حيث قامت بين المسلمين والروم وكانت أول غزوة يغزوها المسلمون خارج الجزيرة العربية، وانتهت تلك المعركة بانتصار المسلمين على العدو والحّق بهم الكثير من الخسائر، وتدور أحداث هذا المقال حول سؤال هام جدًا وهو لماذا سميت غزوة مؤتة بالغزوة.
لماذا سميت غزوة مؤتة بالغزوة
يدور في أذهان الأشخاص الكثير من التساؤلات حول الغزوات التي خاضها الصحابة والرسول صلى الله عليه وسلم وأسبابها ومواقعها التي حدثت فيها، ويرجع سبب تسمية غزوة مؤتة بالغزوة إلى ما يلي:
تمت تسمية غزوة مؤتة بالغزوة لأن جاءت بأمر من الرسول صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لما يخرج صلوات الله عليه فيها. سميت بغزوة مؤتة نسبة إلى المكان التي دارت فيها الحرب بين المسلمين والروم فكان يسمى مؤتة ويقع بالتحديد في مدينة الكرك إحدى مدن مملكة الأردن الموجودة في بلاد الشام. قام الرسول عليه الصلاة والسلام بالإشراف على هذه الغزوة وكانت تلك الغزوة بداية الفتوحات خاصةً في بلاد الشام كما سهلت الفتوحات بعدها. حدثت هذه الغزوة في السنة الثامنة لِهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم. اختار فيها الرسول صلى الله عليه وسلم عدد 3 قادة هم زيد بن حارثة، جعفر بن أبي طالب، عبدالله بن رواحة. كان عدد المقاتلين من جيش المسلمين 3000 مقاتل بينما كان عدد الروم 100000 وانضمت لهم 100000 من القبائل الأخرى. وصى الرسول عليه الصلاة والسلام جيش المسلمين بالرأفة بالأطفال والنساء والشيوخ وعدم رفع السلاح ضدهم وعدم إتلاف النبات. طلب من الجيش كذلك عرض الإسلام على الروم أولًا وتوفير الخسائر والأموال وحقن الدماء وفي حالة عدم الموافقة عليهم دفع الجزية، وتكون الحرب هي الخيار الأخير عليهم عند رفض دفع الجزية.شاهد أيضًا: ما هي نتائج غزوة أحد
سبب غزوة مؤتة
تدور جميع الغزوات والمعارك الإسلامية نتيجة بعض الأسباب التي تدعو إلى الحرب والقتال في سبيل الله حيث قد قام الرسول عليه الصلاة والسلام في بداية الرغبة لفتح بلاد الشام بإرسال الحارث بن عمير الأزدي إلى ملك مدينة بصره
يدعوه إلى الدخول في الإسلام ولكن قام شرحبيل بن عمرو الغساني بقتل الحارث بن عمير والذي كان سائد في ذلك الوقت أن الرسل لا تقتل، وهذا ما أغضب الرسول عليه الصلاة والسلام وقرر الحرب والغزو.
أحداث غزوة مؤتة
تنوعت وتعددت الخطط والأحداث التي حدثت في غزوة مؤتة باعتبارها الغزوة الأولى في بلاد الشام، ومنها الآتي:
وصل جيش المسلمين إلى مدينة معان الموجودة في بلاد الشام وذلك لملاقاة العدو والقيام بالغزو والحرب. كان في ذلك الوقت يقود الجيش الروم القائد هرقل، ولكن تفاجأ المسلمون بالحشد الكبير والعدد الضخم للعدو الذي ينتظرهم. كان عدد جيش الروم كبير جدًا مما أدى إلى تردد جيش المسلمين بشأن الحرب أم العودة واستشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن كان البقاء في مدينة معان ليلتين كاملتين للتفكير في إدارة المعركة وطريقة خوضها هو الأمر الذي استقرار عليه. قام الصحابي عبد الله بن رواحة بتشجيع المسلمين على خوض المعركة دون أي تردد فهم خارجون لنصرت الدين والدفاع عنه ونيل الشهادة ونشر الإسلام في ربوع البلاد. قام الفريقين بالالتقاء في منطقة مؤتة الموجودة في الأردن بالتحديد في محافظة الكرك وكان الفرق شاسع وكبير في العدد والعدة والعتاد. قام زيد بن حارثة برفع الراية والقتال بشجاعة وعزيمة وقوة وفخر ولكن رماح العدو أصابته واستشهد وكان أول شهيد في هذه المعركة. حمل الراية بعده الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب وبدأ القتال وإظهار المهارة والفروسية في هذه المعركة وكان قتاله ليس له نظير. أصيب جعفر بن أبي طالب فقطعت يمينه فقام بحمل الراية بيساره فقطعت يساره فقام باحتضانها بعضديه إلى أن أخذها وحملها عبد الله بن رواحة. بدأ عبد الله بن رواحة يقود الجيش وَيقاتل ببسالة وشجاعة إلى أن قتل هو الآخر واستشهد. حمل الراية بعد عبد الله بن رواحة ثابت بن أرقم بن ثعلبة بن الأنصاري وطلب من المسلمين اختيار قائد لحمل الراية. اختار المسلمين الصحابي ثابت بن أرقم بن ثعلبة الأنصاري لقيادتهم حمل الراية ولكن رفض هذا العرض ليس خوفًا ولكن كان يرى أن هناك أكفأ وأجدر منه بها. واختار ثابت بن أرقم بن ثعلبة الأنصاري خالد بن الوليد ليقود جيش المسلمين ويحمل الراية وذلك لأنه وجد فيه حكمة وحنكة في القتال أكثر منه. بدأ الصحابي خالد بن الوليد يحارب بكفاءة وضراوة حتى يقوم بإنقاذ المسلمين من هذا المأزق والموقف الصعب. قرر خالد بن الوليد الانسحاب بجيش المسلمين للحفاظ على ما تبقى منهم من عدد وعدة وعتاد وكان ذلك الانسحاب قائم على خطة منظمة ومحكمة. قام بتنظيم خطة معينة للهجوم على الروم وإلحاق بهم الخسائر الكثيرة وبالفعل قام بذلك. ألحق خالد بن الوليد بجيش الروم خسائر كثيرة فقام بقتل عدد كثير منهم وتشتيت جمعهم وهذا ما يدل على انتصار جيش المسلمين.شاهد أيضًا: نتائج غزوة بدر وسبب تسميتها واسبابها
أسماء شهداء غزوة مؤتة
استشهد 12 من الصحابة في غزوة مؤتة التي دارت بين المسلمين والروم في منطقة مؤته ببلاد الشام، والشهداء هم:
زيد بن حارثة. جعفر بن أبي طالب. عبد الله بن رواحة. مسعود بن الأسود. وهب بن سعد. عبادة بن قيس. عمرو بن سعد. الحارث بن النعمان بن إساف. سراقة بن عمرو. أبو كلاب بن أبي صعصعة. جابر بن أبي صعصعة. عامر بن سعد.نتيجة غزوة مؤتة
نتج عن قيام الحرب بين المسلمين والروم في غزوة مؤتة الكثير من النتائج، والتي تتمثل فيما يلي:
قتل الكثير من جيوش الروم. استشهاد القائد الأول للمعركة وهو زيد بن حارثة ثم تبعه القائد الثاني جعفر بن أبي طالب الذي استشهد هو الآخر ويليهم الصحابي عبد الله بن رواحة. اختيار خالد بن الوليد من قبل المسلمين ليكون القائد بعد استشهاد القواد الثلاثة السابقين لكفاءته حنكته القتالية. وصل العدد الإجمالي للشهداء المسلمين في غزوة مؤتة إلى 12 مقاتل.شاهد أيضًا: ما هي أسباب غزوة مؤتة
عدد قتلى المسلمين في غزوة مؤتة
سقط العديد من قتلى المشركين في غزوة مؤتة حيث أكدت المصادر أن عددهم وصل إلى 3350 قتيل.
وصلنا إلى ختام مقال لماذا سميت غزوة مؤتة بالغزوة الذي يعتبر من أشهر الاسئلة التي يرغب الكثير في معرفتها بالإضافة إلى الأسباب التي دعت إلى تلك الغزوة وعدد الشهداء المسلمين فيها
وكذلك عدد قتلى المسلمين، والأحداث الشيقة التي تدل على مهارة و براعة المسلمين في القتال والتي قامت عليها المعركة والحكمة التي يمتلكها خالد بن الوليد والتي استطاع من خلالها الانتصار في المعركة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة محيط ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من محيط ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق