نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
”دماء على جدار الوطن.. قصة نجاة فاطمة المسوري بعد مقتل زوجها الشيخ صالح حنتوس” - بوابة فكرة وي, اليوم الاثنين 7 يوليو 2025 09:48 مساءً
كشفت مصادر محلية عن مصير فاطمة غالب المسوري ، زوجة الشيخ والقيادي البارز في المقاومة الشعبية الشهيد صالح حنتوس ، الذي اغتالته مليشيا الحوثي قبل أيام في هجوم إرهابي استهدف منزله في منطقة بمحافظة ريمة شمال اليمن.
وبحسب المصادر، فإن فاطمة نجت من الحادث بجروح بالغة بعد أن تعرضت لإطلاق نار كثيف أثناء الهجوم، وتمكّنت لاحقًا من الوصول إلى مدينة تعز لتتلقى العلاج في أحد مستشفيات المدينة.
لحظات مرعبة تحت الحصار
تشير التفاصيل المتاحة إلى أن المليشيا الحوثية فرضت حصارًا مسلحًا على المنزل قبل أن تبدأ بإطلاق النار بكثافة باستخدام مختلف أنواع الأسلحة، ما أسفر عن إصابة الشهيد صالح حنتوس بجروح قاتلة أودت بحياته، كما أصيبت زوجته فاطمة ووالدتها خلال الاعتداء.
ويُروى أن فاطمة عاشت لحظات رعب حقيقية، إذ حاولت سحب جثمان زوجها من فوق السطح تحت وابل من النيران، وسط حصار شديد يمنع عنها الماء والغذاء والدواء.
وأفادت مصادر مقربة بأنها حاولت التواصل مع زوجها في اللحظات الأخيرة، لكنها لم تعد تسمع أي رد منه، مما يدل على أنه استشهد وهو يدافع عن نفسه وعن بيته حتى آخر لحظة.
هذه الصورة الإنسانية الباسلة تحولت إلى رمز للصمود والتحدي أمام آلة الإرهاب الحوثية التي لا تتوانى عن استهداف المدنيين والأسر تحت ستار الصراع السياسي.
الاغتيال ليس اعتداءً عشوائيًا.. بل رسالة سياسية
اغتيال الشيخ صالح حنتوس لم يكن مجرد عملية قتل عادية، بل كان ضربة موجهة لأحد أبرز الشخصيات الوطنية التي كانت تناضل من أجل استعادة الدولة ومواجهة الانقلاب.
وباستهداف زوجته ومحاصرة منزله، تحاول المليشيا الحوثية إيصال رسالة واضحة: أنها لا تتورع عن استخدام العنف ضد المدنيين، وأنها مستعدة لخرق كل الحدود الأخلاقية والدينية لتحقيق أهدافها السياسية.
لكن الواقع يثبت أن مثل هذه الجرائم لا تضعف الروح الوطنية، بل تزيدها تشبثًا بالحق والكرامة.
فاطمة المسوري.. معدن لا يصدأ
من بين الركام والدمار، ظهرت شخصية فاطمة المسوري كرمز للمرأة اليمنية الصابرة والشجاعة، التي لم تستسلم رغم خطورة إصابتها وشدة المعاناة.
وهي ليست زوجة الشهيد فقط، بل هي حفيدة العلماء ، كما وصفتها بعض المصادر، وقد أظهرت في لحظات المواجهة معدنًا لا يصدأ، وتصرفات تدل على مستوى عالٍ من الإيمان والمسؤولية الإنسانية.
ما قامت به من محاولة سحب جثمان زوجها من تحت النار يُعتبر فعلًا بطوليًا يتجاوز حدود الأنوثة إلى عالم البطولة والإنسانية، ويجعل منها رمزًا يحتذى به في التضحية والوفاء.
ردود الفعل.. غضب شعبي ونداءات للتحرك
لم تمضِ سوى ساعات على الحادثة حتى انتشرت أخبار مقتل الشيخ حنتوس وإصابة زوجته على مواقع التواصل الاجتماعي، مصحوبة برسائل غضب واستنكار من مواطنين ونشطاء ومثقفين يمنيين.
وطالبت أصوات متعددة بضرورة التحرك المحلي والدولي لوقف هذه الجرائم الوحشية التي تمارسها المليشيا الحوثية بحق المدنيين، وتقديم الجناة إلى العدالة.
وقد أبدى أقارب الشهيد استياءهم من الحصار الذي فُرض على المنزل ومن منع السلطات الحوثية دخول الإسعافات الطبية أو إخلاء الجرحى، في انتهاك واضح لكل المواثيق الإنسانية.
تحليل استراتيجي: الحرب النفسية الحوثية
الهجوم على بيت الشيخ حنتوس يندرج ضمن استراتيجية الحرب النفسية التي تنتهجها مليشيا الحوثي لإضعاف الخصوم وإحداث حالة من الرعب في صفوف المجتمعات المناوئة لها.
فالاستهداف المباشر للعائلات يُرسل رسائل مزدوجة: الأولى للمجتمع المحلي، مفادها أن لا أحد في مأمن؛ والثانية للخصوم، مفادها أن الثمن سيكون باهظًا إذا استمروا في المواجهة.
لكن التجربة تقول إن هذه السياسة قد تُحدث تأثيرًا عكسيًا، إذ تحول الضحية إلى رمز شعبي يستلهم منه الكثيرون الدروس في الصمود والتضحية.
وربما يكون مقتل حنتوس بداية لتصعيد جديد في مواجهة مليشيا الحوثي، خاصةً من جانب القوى المحلية التي ترى في هذه الجريمة دليلًا على عدم جدوى الحوار مع جماعة ترفض حتى القانون الدولي والإنساني.
خاتمة: الدم لن يذهب هدرًا
في ظل هذا الواقع المرير، تبقى دماء الشهداء وجرحى الوطن هي الوقود الحقيقي للانتصار. فـالشهيد صالح حنتوس لم يمت، بل استشهد وهو يدافع عن حق أبناء شعبه في الحياة الحرة الكريمة، وستبقى كلمته التي أطلقها في وجه الطغيان حية في قلوب المخلصين:
"ولن أركع."
وهذه الكلمة لم تكن فقط لصاحبها، بل كانت أيضًا لزوجته فاطمة ، التي اختارت أن تصمد تحت النار، وتنجو من بين الرصاص، لتكون شاهدًا حيًا على جريمة لا يمكن إلا أن تُسجل في سجل التاريخ الأسود لميليشيا الحوثي.
0 تعليق