عمَّ شعور تكرار ما حدث في العام 2016، في وول ستريت الأسبوع الماضي، حيث أعطى فوز دونالد ترامب في الانتخابات سوق الأسهم صدمة مماثلة لما حدث بعد فوزه قبل ثماني سنوات، ارتفعت الأسهم الصغيرة، وقفزت البنوك وحقق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أفضل يوم انتخابي في التاريخ وأقوى أسبوع في 12 شهراً.
ومع ذلك، فإن التحدي هو أننا في العام 2024، وليس 2016، فقد تغيرت الأمور كثيراً منذ ذلك الحين.
يقول مات مالي، كبير استراتيجيي السوق في شركة «ميلر تاباك آند كو»، لـ«بلومبيرغ»: «كما قال مارك توين ذات مرة، التاريخ لا يعيد نفسه، لكنه غالباً ما يتشابه، لذا يجب على المستثمرين أن يتذكروا الكتاب القديم، لكن لا ينبغي لهم حفظه».
عندما ترشح ترامب للرئاسة في أوائل عام 2016، كانت الأسهم الأمريكية على قدم مهتزة، حيث سجلت أسوأ بداية لها منذ الأزمة المالية بانخفاض يزيد عن 5% في يناير ذلك العام، وبحلول وقت تنصيبه، كان مؤشر ستاندرد آند بورز 500 قد حقق مكاسب بنسبة 9.5% في عام 2016 بعد أن أنهى عام 2015 باللون الأحمر.
كان المؤشر يتداول عند 17 ضعف الأرباح المتوقعة، كان العائد على سندات الخزانة لمدة 10 سنوات حوالي 2.5%، وسعر الفائدة على الأموال الفيدرالية عند 0.75%.
اليوم، وبعد ثماني سنوات، المشهد مختلف تماماً، فقد ارتفعت تقييمات الأسهم. ووصل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى أعلى مستوى له على الإطلاق وتجاوز 6000 نقطة لأول مرة بعد ارتفاعه بنسبة 56% في العامين الماضيين.
كذلك، وصل مؤشر ناسداك 100 الذي يعتمد على التكنولوجيا إلى مستوى قياسي بعد أن تضاعف تقريباً منذ بداية عام 2023.
ويتداول مؤشر ستاندرد آند بورز عند 23 ضعفاً فقط من الأرباح المتوقعة، أي حوالي 40% أعلى من متوسطه منذ عام 2000، ويبلغ العائد على سندات الخزانة لمدة 10 سنوات 4.3%، ويبلغ سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية 4.75%.
الذروة؟
بعبارة أخرى، كان سوق الأسهم مهيأً بشكل جيد للانطلاق في بداية الولاية الأولى لترامب في منصبه. ولكن هذه المرة، يبدو أن الأسهم بلغت ذروتها أو تقترب منها، وقد لا يكون هناك مجال أكبر للانطلاق.
وتنقل «بلومبيرغ» عن ديفيد ميلر، المؤسس المشارك والمدير الاستثماري في Catalyst Funds، قوله: «ليس الأمر كما تعتقد عادةً -أن الأسعار ترتفع بشكل كبير، وأن سوق الأسهم ترتفع بشكل كبير مع ارتفاع الأسعار- ما لم يرتفع التضخم معها، وهذا ما أعتقد أنه يحدث».
السياسات التضخمية
الفرضية وراء رد فعل المتداولين على فوز ترامب هي أن وعوده بخفض الضرائب وإلغاء القيود التنظيمية ستستمر في دفع الأسهم إلى ارتفاعات جديدة، ومع ذلك فإن الجانب الآخر هو أن موقف الرئيس المنتخب التجاري الحمائي وخططه للترحيل الجماعي للعمال غير المسجلين يُنظر إليهما على أنهما «تضخميان» ويشكلان تهديداً محتملاً للنمو.
كتب استراتيجيو «تي دي» للأوراق المالية بما في ذلك أوسكار مونوز وجينادي جولدبرج في مذكرة للعملاء يوم الجمعة: «من المرجح أن يفرض فوز ترامب ضغوطاً تصاعدية على التضخم بسبب سياسة التعريفات والهجرة».
هذا يفسر سبب قيام المتنبئين في وول ستريت بتقليص توقعاتهم بشأن مقدار خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بعد أن خفض البنك المركزي الأمريكي تكاليف الاقتراض بمقدار ربع نقطة مئوية يوم الخميس.
الفائدة
تتوقع «تي دي» للأوراق المالية أن يوقف بنك الاحتياطي الفيدرالي تخفيضات أسعار الفائدة في النصف الأول من عام 2025 حتى يتمكن من تقييم تأثير الخطط الاقتصادية لترامب، كانت مجموعة جولدمان ساكس تتوقع خفض أسعار الفائدة في مايو/ أيار ويونيو/ حزيران، لكنها الآن تتوقعها في يونيو وسبتمبر/ أيلول، مما يشير إلى وتيرة أبطأ، وكان خبراء الاقتصاد في «باركليز» يتوقعون أن يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة ثلاث مرات في عام 2025، لكنهم قلصوا ذلك إلى مرتين.
سوق السندات
وقالت كارول شليف، كبير مسؤولي الاستثمار في مكتب «بي إم أو» العائلي: «سوف تحدد سوق السندات ما إذا كان يمكن سن سياساته أم لا».
في سوق الأسهم، كانت الاختلافات بين عامي 2016 و2024 واضحة بالفعل قبل الانتخابات، تفوقت الأسهم الأمريكية على نظيراتها الدولية في أكتوبر/ تشرين الأول، وهو أمر نادر في عام الانتخابات، وفقًا لجينا مارتن آدامز، كبير استراتيجيي الأسهم في «بلومبيرغ إنتليجنس».
والآن بعد انتهاء التصويت، لم يكن الميل نحو القيمة قوياً كما كان في عام 2016، عندما كان مؤشر النمو في «راسل 1000» ثابتاً تقريباً في ثلاث جلسات بعد يوم الانتخابات بينما قفز مؤشر القيمة في «راسل 1000»، هذه المرة، كان الأمر عكس ذلك، حيث تجاوز مؤشر النمو مؤشر القيمة بسهولة.
النمو ينضم إلى الحفل
على مستوى القطاع، لم تشهد أي مجموعة انخفاضاً منذ الانتخابات، في عام 2016، انخفضت خمسة من القطاعات الـ11 بين الأربعاء 9 نوفمبر وعطلة نهاية الأسبوع.
ارتفعت مجموعة الطاقة بنسبة 3.6%، مما أضاف إلى المكاسب التي جعلتها القطاع الأفضل أداءً خلال فترة الرئيس جو بايدن، حيث حققت مكاسب بلغت 120% تقريباً منذ تنصيبه، وكان القطاع مستقراً بشكل أساسي في الأيام التي أعقبت انتخابات عام 2016، وانخفض بنسبة 40% في ولاية ترامب الأولى.
في حين أن الاختلافات بين عامي 2016 و2024 صارخة، إلا أن هناك شيئاً واحداً يظل كما هو: «مستثمرو سوق الأوراق المالية متحمسون».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق