اللافت في تجربة راكان ليس تعدد أدواته فحسب، بل اختياره الواعي للهوية الموسيقية التي يريد التعبير من خلالها. فهو لا ينجرف مع التيار السائد، ولا يستنسخ تجارب الآخرين، بل يعيد وصل ما انقطع من التراث الموسيقي، ويقدّمه بصوت العصر، دون أن يتنازل عن الدقة أو الجمال أو الاحترام لروح اللحن والكلمة.
ظهوره في منصات ثقافية وموسيقية مرموقة محلياً وعالمياً، لم يكن مجرّد تمثيل رمزي، بل أداء حيّ يؤكد حضوره كفنان سعودي يتحدث لغة عالمية دون أن يتخلى عن نبرة محليّة أصيلة. كما أن فوزه بجائزة «جوي أووردز» عن فئة الفنان المفضل الجديد، ومشاركته في مسابقات ومؤتمرات كبرى، لم تكن سوى نتائج طبيعية لموهبة تعمل على تطوير ذاتها بصمت واجتهاد.
راكان، لا يُقدّم نفسه كفنان من أجل الغناء فقط، بل كصوت يريد أن يقول شيئاً جديداً ومختلفاً عن السائد، ويُراكم تجربة موسيقية تنمو بثبات. توقيعه أخيراً مع «روتانا» يأتي كخطوة ضمن هذا المسار، لا غاية بحد ذاتها، تُمهّد لمرحلة أكثر نضجاً، تنتظر منها أعمال تعكس ملامح مشروعه وتُضيف للمشهد السعودي صوتاً آخر يُعتد به.
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق