نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. منصات «التفاصل» الاجتماعي - بوابة فكرة وي, اليوم الاثنين 11 نوفمبر 2024 12:12 صباحاً
نشر في الشروق يوم 10 - 11 - 2024
قضت إحدى المحاكم التونسية بأحكام سجنية متفاوتة في حق عدد من "صناع" و"صانعات" المحتوى بتهم مختلفة تدور في فلك التجاهر بما ينافي الحياء ومضايقة الغير عبر شبكات التواصل الاجتماعي ولفت النظر علنا إلى وجود فرصة لارتكاب فجور والاعتداء على الأخلاق بتحريض الشبّان القاصرين على الفجور وأعانتهم عليه وغيرها من التهم .
قرار المحكمة سبقه بلاغ من وزارة العدل يقضي باتخاذ إجراءات قانونية تهدف إلى التصدّي إلى الترويج للفجور ، وشدد البلاغ على أن هذه الإجراءات جاءت بسبب انتشار ظاهرة تعمد بعض الأفراد استخدام شبكات التواصل الاجتماعي لعرض محتويات تتعارض مع الآداب العامة أو استعمال عبارات أو لظهور بوضعيات مخلة بالأخلاق الحميدة أو منافية للقيم المجتمعية من شأنها التأثير سلبا على سلوكيات الشباب الذين يتفاعلون مع المنصات الإلكترونية .
المحكوم عليهم استأنفوا الأحكام، والقانون يكفل لهم حق الاستئناف في هذه الأحكام التي وصفها البعض بالقاسية والثقيلة في حين وصفها الآخر بالرادعة في تهم لها مساس بالأخلاق الحميدة التي أتت عليها بعض صفحات التواصل الاجتماعي على أحسن وجه ..
ما يبثه البعض ممن يدعي انه صانع أو صانعة محتوى لا يرتقي إلى صناعة المحتوى بالمرة ، فبعض الصفحات تحوّلت إلى مواخير افتراضية الهدف منها الربح المادي على حساب القيم والأخلاق ، وهو ربح لا يعادل الخسائر القيمية والأخلاقية والإنسانية مقارنة بالتأثير السلبي على نفسية الشباب والدفع به إلى عالم الانحراف والجريمة الأخلاقية.
مجتمعاتنا العربية الإسلامية مستهدفة ، وتتعرّض باستمرار من الداخل والخارج إلى محاولة لزعزعة قيمها السمحاء الثابتة، وبعض "صناع " المحتوى من هؤلاء انخرطوا دون وعي منهم في هذا التوجه ، ومستوى بعضهم الثقافي والتعليمي يكشف حقيقة جهلهم بما يصنعه محتواهم في نفسية الشبان والجانحين الذين يتأثرون بما ينشر من بطولات واهية ووضعيات مخلة بالحياء ولباس كاشف وعري هدفه الإثارة لا غير للربح المادي على حساب القيم والأخلاق وسمعة المجتمع والوطن.
لن نتوقف بالتفصيل عن محتوى بعض صفحات "التفاصل الاجتماعي " هذه، فقد سبق وأن توقفنا عندها في افتتاحية سابقة ونبهنا إلى خطورة بعض هذه المحتويات التافهة الفارغة والتي نتنزه على الوقوف عند بعضها أو ذكر أسماء " نجومها " ..
صفحات أخرى لا تقل تفاهة عن هذه الصفحات ، هي تلك التي احترف بعضها نشر الأخبار الزائفة والتشهير بالناس وهتك أعراضهم وإثارة الفتنة وبث الكراهية ..بعض هذه الصفحات نصب أصحابها أنفسهم قضاة ومصلحين اجتماعيين ودارسين للنفس والأديان والفلسفة والتاريخ، بل وعلوم الذرة والجينات ، بعضهم ينصب الفاعل ويرفع المفعول به، وله خصومات دائمة ومتواصلة مع "الضاء" و"الظاد"، ومع ذلك يجدون متسعا من الوقت لكتابة تدوينات وملاحظات يستحي القراء منها ..
هؤلاء وغيرهم ، لا بدّ من تكميم أفواههم ، وتهشيم أقلامهم وهواتفهم التي ما صنعت إلا الفتنة والكراهية ، فكتباتهم البائسة لا تليق بوطن يفتخر بعلمائه وأدبائه ومؤرخيه وأطبائه ومهندسيه ..فقليلا من الحياء يرحمكم الله ..
راشد شعور
.
0 تعليق