حذر أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، من أن قطاع غزة يعيش واحدة من أسوأ المراحل الإنسانية في تاريخه، مؤكدًا أن الوضع تجاوز مرحلة الخطورة وبات يهدد حياة ملايين المدنيين.

وأوضح الشوا، خلال رسالة على الهواء، أن نحو 40% من سكان غزة لا يحصلون على وجبة طعام واحدة يوميًا، مشيرًا إلى أن أكثر من 100 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، فيما تتزايد حالات الإصابة المرتبطة بنقص الغذاء وسوء الظروف الصحية بشكل يومي.

وأكد الشوا، أن أزمة الوقود تهدد ما تبقى من المنظومة الصحية، وأن ما يتوفر حاليًا من المحروقات لا يكفي سوى ليوم أو يومين، ما ينذر بكارثة إنسانية في المستشفيات التي تعتمد على مولدات الكهرباء لتشغيل أجهزة التنفس ورعاية الجرحى والمرضى، مضيفا أن الانهيار يطال أيضًا قطاع المياه والاتصالات والدفاع المدني، في وقتٍ تعاني فيه مناطق النزوح من اكتظاظ يفوق الطاقة الاستيعابية، حيث يعيش أكثر من مليوني نسمة على أقل من 15% من مساحة القطاع.

وتابع الشوا، أن الوضع الإنساني بات أكثر تعقيدًا مع انتشار الأوبئة وتراكم النفايات، فضلًا عن نفاد الأدوية الأساسية لمرضى الحالات المزمنة، محذرًا من أن استمرار تجاهل المجتمع الدولي لهذه الكارثة سيفضي إلى فقدان المزيد من الأرواح، منددا بلجوء الاحتلال إلى ما وصفه بـ كمائن الموت، مثل ما يُعرف بـ مؤسسة غزة الإنسانية، التي تُستخدم حسب قوله كأداة للتضليل وتصفية الفلسطينيين تحت غطاء المساعدات.

وفي حال تم التوصل إلى هدنة أو وقف إطلاق نار، أكد الشوا أن الأولوية ستكون لبدء تدخل إنساني واسع النطاق، من خلال إدخال ما لا يقل عن ألف شاحنة يوميًا محملة بالغذاء والدواء والمياه ومستلزمات الإيواء، مشددا على ضرورة إعادة تأهيل المنظومة الصحية بشكل عاجل، وتحويل أكثر من 14 ألف مريض للعلاج خارج القطاع، إلى جانب العمل على تأمين سكن مؤقت وآمن للنازحين الذين دُمرت منازلهم خلال العدوان الإسرائيلي.

اقرأ أيضاً
أمجد الشوا: إسرائيل تستغل العجز الدولي في تضييق الخناق على سكان قطاع غزة

استشهاد 17 فلسطينيا وإصابة آخرين جراء قصف الاحتلال أنحاء متفرقة في قطاع غزة