عاجل

العقاب السوري… أول هوية بصرية في تاريخ سوريا الحضاري منذ 10 آلاف عام - بوابة فكرة وي

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العقاب السوري… أول هوية بصرية في تاريخ سوريا الحضاري منذ 10 آلاف عام - بوابة فكرة وي, اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025 04:27 مساءً

دمشق-سانا

في متحف دمشق الوطني، وضمن كنوز قاعة ما قبل التاريخ، تستقر قطعة بازلتية صغيرة لا يتجاوز عرضها 5 سنتيمترات، لكنها تحمل على سطحها حكاية تعود إلى أكثر من 10 آلاف عام، وتكشف عن واحدة من أقدم المحاولات البشرية للتعبير الرمزي والفني في منطقة الشرق الأدنى.

حكاية عقاب الجرف الأحمر

هذه القطعة التي تم اكتشافها في موقع تل الجرف الأحمر ويعود تاريخها إلى حوالي 8500 قبل الميلاد، تمثل شاهداً بالغ الأهمية على بدايات الفكر الرمزي لدى الإنسان في هذه المنطقة، حيث إن القطعة الأثرية، وعلى الرغم من كسرها في جزئها السفلي، تعرض مشهداً مركباً ومحفوراً بدقة لافتة لعقاب بالنظر إلى الأدوات الحجرية البسيطة التي كانت متاحة في ذلك العصر.

إن وجود الطائر الجارح في قمة التكوين الفني ليس على الأغلب مصادفةً، فالصقور والعقبان، بقوتها وقدرتها على التحليق عالياً، ارتبطت في حضارات الشرق الأدنى اللاحقة بمفاهيم القوة والسيادة والألوهية.

الدكتور عمار النهار: أول هوية بصرية في تاريخ سوريا 

يؤكد الدكتور الباحث عمار النهار أن العقاب السوري هو أول هوية بصرية في تاريخ سوريا الحضاري، وهو ذاته العقاب الذي عثر عليه الآثاريون في حلب وأوغاريت وعمريت ودمشق، وهو نفسه أيضاً الذي أصبح شعاراً للجمهورية العربية السورية، وقد قلدته دول العالم، لكنه يظل رمزاً سورياً عريقاً.

ويشير إلى أن العقاب كان أحد آلهة السوريين القدماء، وكرّس له معبد النسرين في حلب، ولا يزال الفلاح السوري حتى اليوم يسمّي الغيمة الماطرة “حدادة حلبية”، نسبةً إلى “حدد” إله البرق والرعد والصاعقة، ومن رموزه العقاب والرمانة.

وحول عقاب حلب، يوضح النهار أنه ارتبط بملحمة البعل، حيث صوّر ناشر الجناحين وله رأس أسد، تعبيراً عن الزئير والقوة، في مزيج بصري فريد من نوعه.

العقاب من تدمر إلى ألمانيا 

وحول جدارية العقاب في تدمر، يبين الدكتور النهار أن أجدادنا التدمريين نحتوا العقاب على جدران معابدهم قبل آلاف السنين، وقد اقتبس مستشرق ألماني هذا الرسم ونقله إلى ألمانيا، ثم انتشر في أوروبا ليُستخدم كرمز للقوة التجارية والمنافسة.

ويشير الدكتور النهار إلى أن حضارة تدمر بدأت تقريباً في نهاية القرن الثاني قبل الميلاد، بينما عمر بعض الشركات الألمانية التي تستخدم شعار العقاب السوري لا يتجاوز 100 عام فقط، وبالتالي لا يُمكن الطعن في أصالة الهوية البصرية السورية.

العقاب رمز السحابة الممطرة 

الباحث والمؤرخ عامر رشيد مبيض، في كتابه موسوعة آثار حلب عبر العصور، يُشير إلى أن العقاب ظهر ناشر الجناحين في عصور ما قبل التاريخ كرمز للسحابة الممطرة منذ الألف الثامنة قبل الميلاد، وإلى قرص الشمس كرمز ديني، حيث كان الإنسان السوري القديم يتخيّل أن للشمس جناحين.

الدكتورة منار حمادي: الهوية البصرية تحمل روح الحداثة

الدكتورة في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، قسم التصميم الغرافيكي والملتميديا، منار حمادي، تقدّم رأياً مختلفاً حول الهوية البصرية، تؤكد فيه أنها لوغو عصري يحمل طابع الحداثة، ومصمم بمنتهى الأناقة، والألوان مختارة بعناية فائقة، وشكله الفني جميل.

وأشارت حمادي إلى أن الاستخدامات الوظيفية المتعددة للشعار تحتاج إلى إيجاد علاقة بنيوية بين العقاب والنجوم فوقه، مثمنة الجهود الكبيرة التي بذلت من قبل فريق العمل لإظهاره بهذه الصورة الجميلة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق