انطلقت في دبي اليوم (الثلاثاء) أعمال "الاجتماع التشاوري لخطوط مساندة الطفل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2024" بالتعاون مع الشبكة الدولية لخطوط مساندة الطفل، حيث تستمر فعاليات الاجتماع حتى الرابع عشر من الشهر الحالي.
وأعلنت مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال أن الاجتماع يُعقد بمشاركة أكثر من 50 ممثلاً عن خطوط مساندة الأطفال بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى جانب عدد من المنظمات المحلية والدولية ومؤسسات المجتمع المدني، ومسؤولين حكوميين من مختلف الدول بهدف مناقشة التحديات التي يواجهها الأطفال في ظل الأزمات المتزايدة، وسبل تطوير استراتيجيات مبتكرة لحمايتهم.
ويأتي انعقاد هذا الاجتماع في وقت تواجه فيه حقوق الأطفال حول العالم تهديدات متعددة، نتيجة أزمات مترابطة تشمل انعدام الأمن الغذائي، والأزمات الصحية المتزايدة، والتغيرات المناخية، والنزاعات المسلحة مما أدى إلى خلق ما يُعرف بـ"الأزمات المتعددة" التي تتفاقم في تأثيراتها على الأطفال وتزيد من مستويات العنف الموجه ضدهم، فضلًا عن تدني مؤشرات الصحة النفسية لهم. ويأتي الاجتماع في الوقت الذي تسعى فيه مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال إلى تقديم حلول جديدة تعزز قدرتها وقدرة المؤسسات الشريكة على مواجهة هذه التحديات من خلال تفعيل الابتكارات التكنولوجية في دعم حقوق الأطفال.
ويركز "الاجتماع التشاوري" على عنوان (لكل طفل صوت) لتعزيز وتوسيع نطاق ممارسات خطوط مساندة الأطفال"، حيث يتناول ثلاثة محاور رئيسية: تطبيقات الذكاء الاصطناعي ودورها في حماية الأطفال، ومنظومة إدارة الحالات الطارئة الواردة إلى خطوط المساندة، بالإضافة إلى تبادل أفضل الممارسات في جمع البيانات وإدارة الخطوط الساخنة.
ويشارك في الاجتماع خبراء من خلفيات علمية متخصصة، يقدمون 20 ورقة بحثية تهدف إلى تفعيل الاستراتيجيات الرقمية في تعزيز استجابة خطوط المساندة لحماية الطفل، مع عرض أحدث الحلول في مواجهة التحديات المتعددة التي يتعرض لها الأطفال.
وفي هذه المناسبة، قالت سعادة شيخة سعيد المنصوري، مدير عام مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال بالإنابة، إن تنظيم الاجتماع التشاوري لخطوط مساندة الطفل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2024 يُعبّر عن التزام المؤسسة الدائم بدعم حقوق الأطفال وتوفير بيئة آمنة لهم كما يمثل خطوة مؤثرة نحو تعزيز التنسيق مع الجهات الدولية والإقليمية، بما يسهم في بناء منظومة شاملة ومستدامة تقدم للأطفال الحماية اللازمة في ظل التحديات الراهنة، وتستمع إلى أصواتهم لضمان تكامل الخدمات المقدمة.
وأضافت: "نسعى من خلال هذا الاجتماع إلى تمكين كل طفل من الحصول على حقوقه الكاملة، ومنحه الأمان في بيئة تدعمه وتصغي إليه، وذلك ضمن جهودنا المستمرة لتحسين خدمات خطوط المساندة وتطوير بنيتها التحتية، بالتوازي مع الابتكار في تقديم الخدمات."
وأوضحت شيخة المنصوري أن مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال تُعتبر أول دار إيواء مرخصة في الإمارات للنساء والأطفال ضحايا العنف والإساءة والاتجار بالبشر، حيث تُقدم خدمات مجانية ودعماً شاملاً عبر "الخط الساخن" على الرقم (800111)، والذي يُعدّ أحد خطوط الاستجابة الرئيسية لتلقي البلاغات وتقديم الاستشارات والدعم الطارئ. وتتوفر أيضًا خدمات المأوى الآمن، والدعم النفسي والاجتماعي، والاستشارات القانونية، إلى جانب توجيه الحالات في الإجراءات القنصلية والهجرة، مما يضمن تقديم حماية شاملة للأطفال ومساعدتهم على تجاوز الأزمات.
وقالت شيخة المنصوري: "تقدم المؤسسة برامج مبتكرة، منها برنامج "العلاج باللعب"، الذي يوفر بيئة علاجية مخصصة للأطفال ضحايا العنف لمساعدتهم في التعبير عن مشاعرهم بطريقة آمنة، وبرنامج "العلاج النفسي بمساعدة الحيوانات الأليفة"، الذي يُعدُّ نهجاً فريداً لدعم الأطفال والبالغين ضحايا العنف والاستغلال. وتسعى المؤسسة عبر هذه المبادرات إلى تقديم مسارات علاجية متعددة تُمكن الأطفال من التكيف مع تجاربهم الصعبة وتجاوزها بفاعلية.
وأشارت إلى الدور المحوري لدولة الإمارات في تعزيز حقوق الأطفال وحمايتهم من خلال التعاون الدولي، حيث تُعتبر الإمارات من الدول النشطة في الشراكات العالمية لحماية الأطفال وتقديم الدعم الفعلي لهم، بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة مثل "اليونيسف" التي تعمل على توفير الدعم للأطفال في المناطق التي تتعرض للنزاعات والكوارث الطبيعية، فضلا عن كون الإمارات عضو فعال في العديد من الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية الطفل، مما يساهم في تقوية حضورها في المشهد الدولي لحماية حقوق الأطفال.
وأضافت شيخة المنصوري: "نتطلع إلى أن يثمر هذا الاجتماع عن أفكار مبتكرة ومبادرات فاعلة ترتقي بخدمات حماية الطفل في منطقتنا. ونعمل بجهد لتحقيق رؤية قيادتنا في خلق بيئة آمنة ومستدامة للأطفال، حيث نؤمن أن مستقبلهم هو مستقبل الإمارات، ونلتزم بتوفير كل ما يلزم لدعمهم وتمكينهم من التعايش في بيئة تضمن لهم الرعاية والأمان".
وشارك في الاجتماع التشاوري لخطوط مساندة الطفل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2024 " ممثلون من عدة دول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يسهم هذا التنوع في إثراء النقاشات، ويتيح فرصة للمشاركين لاستعراض التحديات المشتركة والسياسات الوطنية الفعالة لحماية الأطفال، بما يدعم تبادل المعرفة والخبرات.
0 تعليق