جليلة المازني.. رائدة الأعمال التونسية التي أبهرت العالم - بوابة فكرة وي

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جليلة المازني.. رائدة الأعمال التونسية التي أبهرت العالم - بوابة فكرة وي, اليوم الخميس 14 نوفمبر 2024 05:23 مساءً

جليلة المازني.. رائدة الأعمال التونسية التي أبهرت العالم

نشر في الشروق يوم 14 - 11 - 2024

2333611
في عالم الأعمال في تونس، لا يمكن المرور دون التوقف عند اسم جليلة المازني، إحدى الشخصيات التي باتت رمزًا للتأثير والإلهام في المشهد الإقتصادي. بفضل رؤيتها الثاقبة وعزيمتها الراسخة، حققت إنجازات استثنائية في بيئة تعج بالتحديات والمنافسة الحادة.
تتجاوز مسيرتها المهنية حدود النجاح الفردي لتصبح نموذجًا يحتذى به، يجسد الطموح والرؤية المستقبلية الجريئة. يمثل هذا المسار الاستثنائي قصة نجاح ملهمة تلهم الجيل الصاعد من رواد الأعمال في تونس وخارجها، وتثبت أن النجاح هو حصيلة الإصرار والابتكار.
تأسيس "Lilas" والتحول الكبير
بعد حصولها على تعليم متخصص في الإدارة والأعمال، بدأت جليلة المازني مشوارها المهني في القطاع البنكي. عملت في البنك الوطني الفلاحي، حيث اكتسبت خبرات مهمة في مجالات الإدارة والتحليل المالي. وأصبحت هذه الخبرات فيما بعد حجر الأساس لانطلاقها في عالم ريادة الأعمال.
في عام 1994، اتخذت رائدة الأعمال الشابة جليلة المازني خطوة جريئة بمغادرة المجال البنكي لتأسيس شركة المواد الصحية بمعية السيد منير الجايز. وكان هدفها إنتاج وتوزيع منتجات صحية محلية تلبي احتياجات النساء، وهو قطاع كان خاضعًا لسيطرة شركات كبيرة وأجنبية آنذاك. بفضل التميز في الجودة والابتكار، استطاعت جليلة المازني أن تُرسخ اسم "Lilas" كعلامة رائدة في السوق التونسي.
في شهر جانفي 2014، سجلت شركة المواد الصحية Lilas تونس بدخولها إلى بورصة تونس، مما مثل خطوة مهمة في تطويرها. وقد تم الاحتفال بهذا الحدث الذي وقع في 8 جانفي 2014 بحضور العديد من الفاعلين في السوق المالية، مما أتاح للشركة أن تصبح رقم 69 المدرجة في السوق الرئيسية.
وقد أتاح الإدراج جمع مبلغ إجمالي قدره 130 مليون دينار وأثار هذا الإجراء اهتمامًا كبيرًا، حيث كانت الطلبات تمثل 21.4 مرة الكمية المعروضة من الأسهم.
لم يعزز هذا الإدراج فقط موقع Lilas تونس في السوق، بل جذب أيضًا أكثر من 9,000 مساهم جديد، مما عزز قاعدة مستثمريها وقيمتها السوقية إلى حوالي 285 مليون دينار.
توفيق بين ريادة الأعمال والمسؤولية الاجتماعية
لم يكن طريق النجاح الذي سلكته جليلة خاليًا من التحديات؛ فقد واجهت منافسة شرسة من شركات راسخة في السوق وصعوبات في تأمين التمويل اللازم لدفع عجلة النمو والتوسع. ومع ذلك، تمكنت من التغلب على هذه العقبات بفضل تصميمها وشغفها، معتمدةً على تطوير منتجات مبتكرة وبناء شراكات استراتيجية أتاحتها الوصول إلى موارد إضافية دعمت مسيرتها.
لم تقتصر إنجازات جليلة على الجانب الاقتصادي فحسب، بل امتدت لتشمل مساهمات مؤثرة في مجال المسؤولية الاجتماعية. فقد عملت على تأسيس مواقع إنتاج في مناطق نائية بهدف دعم التنمية المحلية وخلق فرص عمل، كما أطلقت مشاريع تعليمية من خلال تأسيس مؤسسات خاصة تهدف إلى الارتقاء بمستوى التعليم في تونس، مما جعلها قدوة في الدمج بين النجاح المهني والمسؤولية المجتمعية. لم تقتصر إنجازات جليلة على الجانب الاقتصادي فقط؛ بل أولت اهتمامًا كبيرًا للمسؤولية الاجتماعية.
اعتراف دولي بمكانتها
لم يمر نجاح جليلة دون تقدير دولي. في سنة في المرتبة 35 ضمن تصنيف فوربس الشرق الأوسط من بين 50 امرأة الأكثر تأثيرا في الشرق الأوسط لسنة 2021. وفي 2022، صنّفتها نفس المجلة في المرتبة 92 ضمن قائمة أفضل 100 رئيس تنفيذي في الشرق الأوسط مما يجعلها المرأة الوحيدة من تونس التي دخلت هذا التصنيف. هذا الإنجاز يعكس جهودها الدؤوبة ورؤيتها التي تجاوزت الحدود الوطنية نحو التألق الإقليمي والدولي.
تستمر جليلة المازني في قيادة "Lilas" نحو آفاق جديدة، حيث تركز على الابتكار المستدام والتوسع في الأسواق الدولية، مما يرسخ مكانتها كرمز للتفوق النسائي في ريادة الأعمال وكمصدر إلهام للنساء والشباب الطموحين في تونس والعالم العربي. إن قصة جليلة المازني ليست مجرد قصة نجاح فردي، بل هي تجسيد للطموح والإرادة التي يمكن أن تحرك المجتمعات نحو التقدم والازدهار.

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق