انطلقت أمس (الجمعة)، أعمال الدورة الأولى من مؤتمر دبي الدولي للمكتبات 2024، إحدى أبرز الفعاليات المعنية بقطاع المكتبات والمعلومات على المستويين المحلي والدولي، تحت شعار «مكتباتنا: الماضي، الحاضر، والمستقبل»، بتنظيم «مكتبة محمد بن راشد» حتى 17 نوفمبر الجاري، بمشاركة أكثر من 70 متحدثاً من أرجاء العالم، وما يزيد على 27 دولة.
وقال رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، محمد أحمد المر: «يعكس انطلاق مؤتمر دبي الدولي للمكتبات جهودنا المستمرة في دولة الإمارات لتطوير قطاع المكتبات وتعزيز دورها كمراكز للمعرفة والثقافة، من خلال الخروج بتوصيات وحلول مشتركة لمواجهة التحديات ومواكبة المتغيرات العالمية في هذا المجال الحيوي، بما يسهم في تعزيز مكانة المكتبات كجسور تربط بين الثقافات وتدعم التنمية المستدامة».
حافظة للإرث الثقافي
وأضاف: «نؤمن أن المكتبات هي جسور تربط بين الثقافات، وحافظة للإرث الثقافي لدى المجتمعات، وحاضنة للعلوم الحديثة والمتجددة بما يدعم مسيرة العلم والمعرفة».
وتابع: «وجود هذه النخبة المعنية بقطاع المكتبات اليوم في دبي، يترجم التزامنا بتطوير القطاع والحرص المشترك على تعزيز رسالته المعرفية والحضارية، ولاشك أن هذه اللقاءات والمناقشات تشكّل فرصة لاستلهام أفكار جديدة، وتبادل التجارب المبتكرة، ووضع رؤى مشتركة تسهم في إحداث نقلة نوعية في عالم المكتبات».
شخصيات بارزة
ويشارك في مؤتمر دبي الدولي للمكتبات نخبة من الشخصيات البارزة والمؤثرة في مجال المكتبات والمعلومات، من بينهم المستشار الثقافي لرئيس الدولة والرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، الدكتور زكي أنور نسيبة، ومدير مكتبة الإسكندرية، الدكتور أحمد زايد، ورئيس جمعية الإمارات للمكتبات، فهد المعمري، ونائب الرئيس المساعد في جامعة خليفة، الدكتور عبدالله خليفة الحفيتي، وأستاذة مشاركة من جامعة زايد كريستين إن. ستيوارت.
كما يشهد المؤتمر مشاركة وحضور الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات، شارون ميمس، ورئيس جمعية المكتبات والمعلومات البريطانية، لويس كوافيه-جن، إلى جانب البروفيسور محسن الموسوي من جامعة كولومبيا، والممثل الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات «إفلا»، الدكتور سيف الجابري، ومدير الخدمات الرقمية في المكتبة العامة البريطانية في المملكة المتحدة، بن باري، إضافة إلى العديد من المسؤولين والقيادات والرموز الثقافية المعنية بقطاع المكتبات من حول العالم.
وبلغ إجمالي عدد المشاركين في الدورة الأولى من نوعها لمؤتمر دبي الدولي للمكتبات، قرابة 2000 شخص من بلدان عدة حول العالم، حيث تنوّعت خلفيتهم المعرفية والمهنية والثقافية بين العاملين والمختصين في مجال المكتبات والمعلومات والأكاديميين والعاملين في مجال الأرشيف، والمسؤولين الحكوميين وصانعي القرار في هذا القطاع الحيوي، لتبادل الأفكار والخبرات والتعرف إلى أحدث الممارسات في قطاع المكتبات والمعلومات.
ورش وندوات حوارية
ينظم مؤتمر دبي الدولي للمكتبات، أكثر من 66 ورشة عمل وندوة حوارية تناقش موضوعات كأنظمة المكتبات، والملكية الفكرية، والذكاء الاصطناعي، والمكتبات المستدامة، وحفظ وترميم الأرشيف، ودور العمل الخيري في ضمان الوصول إلى الكتب.
وتضمّن اليوم الأول من المؤتمر جلسات شهدت نقاشات ثرية حول أدوار المكتبات في عصر الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على الفرص الرقمية المستقبلية، إضافة إلى كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في المكتبات، واستكشاف المكتبات الأيقونية التي تحمل تراثاً ثقافياً غنياً، ودور المكتبات العامة في بناء جسور بين الثقافات وحماية التراث.
ويشهد اليوم الثاني، سلسلة من الجلسات التي تسلط الضوء على جاهزية المكتبات لمواجهة التحديات المستقبلية، واستعراض ملابسات وآثار الهجوم الإلكتروني على المكتبة البريطانية في لندن، والدروس المستفادة منه، إضافة إلى مناقشة قضايا الوصول المفتوح إلى المعلومات، ودور المكتبات الأكاديمية في تعزيز الابتكار، فضلاً عن استعراض التراث الثقافي لأوزبكستان وتطوره. كما ستتضمن نقاشات ثاني أيام المؤتمر موضوع تعزيز التفاهم الثقافي بين الدول من خلال المكتبات، ودور المكتبات في دعم اللغة العربية، ومكافحة تهريب الآثار ودور المكتبات في الحفاظ على المقتنيات الثقافية، والعديد من الموضوعات حول مستقبل المكتبات العامة.
وتدور جلسات اليوم الثالث، حول استكشاف تحديات الذكاء الاصطناعي في قطاع المكتبات والنموذج الإماراتي في هذا القطاع الرائد، إلى جانب تطوّر صناعة النشر في دولة الإمارات، ودور اتحاد المكتبات الأكاديمية الإماراتية في تعزيز التعاون بين الجامعات. كما تشمل الجلسات ورش عمل حول الحفظ والترميم، واستخدام الذكاء الاصطناعي في الترجمة، إضافة إلى جلسة حول فن قراءة القصص، مع التركيز على تطوّر الكتاب كفن من العصور القديمة حتى العصر الحديث، والعديد من المحاور ذات الصلة.
تقنيات وابتكارات
تستعرض شركات كلاريفيت، ونسيج، وهيئة المكتبات السعودية، وفوليت على هامش المؤتمر أحدث التقنيات والابتكارات التي تُعيد تشكيل مستقبل إدارة المكتبات والمعلومات في المؤسسات الأكاديمية والقطاعات الخاصة. ويُعد هذا الحدث فرصة مميزة للتعرف إلى حلول تقنية متقدمة، والتفاعل مع خبراء الصناعة، واستكشاف منتجات وخدمات تلبي متطلبات العصر الرقمي، كما يُسهم ذلك في تعزيز تبادل المعرفة والخبرات بين الشركات ورواد الأعمال، بما يدعم مسيرة التحوّل الرقمي وتطوير حلول مستدامة تُعزز من تنافسية الأسواق على المستويين الإقليمي والدولي.
محمد المرّ:
. المؤتمر يعكس الجهود المستمرة في دولة الإمارات لتطوير قطاع المكتبات، وتعزيز دورها كمراكز للمعرفة والثقافة.
. 2000 مشارك في فعاليات الدورة الأولى.
. 66 ورشة عمل وندوة حوارية.
. 70 متحدثاً من أرجاء العالم.
0 تعليق