في حوار حصري مع أحمد بديع، المدير التنفيذي لشركة “Seeux” يتحدث عن رؤيته وراء تأسيس الشركة في المملكة العربية السعودية، موضحًا التوجهات الاستراتيجية وأهميتها في سياق رؤية 2030.

 بحكمة وخبرة، يشرح بديع كيف تمكّنت سيوكس من المزج بين النظريات الإدارية الرائدة وتطبيقها في سوق واعد، مؤكدًا أن اختيار المملكة لم يكن مجرد صدفة، بل هو نتيجة دراسة اقتصادية عميقة.

في البداية سيد أحمد، لماذا اختارتم السعودية كمقر رئيسي؟

اختيار السعودية كان قرارًا استراتيجيًا بامتياز. لقد درسنا أسواقًا مختلفة، لكن المملكة العربية السعودية تبرز كوجهة مثالية لأي شركة تبحث عن الاستقرار الاقتصادي والفرص المتجددة. “السعودية اليوم ليست فقط دولة غنية بمواردها، بل هي نموذج لتطوير البنية التحتية الاقتصادية بفضل رؤية 2030”. بتوجيه سمو الأمير محمد بن سلمان، يتم تنفيذ مشاريع اقتصادية ضخمة، مما يجعل البيئة الاستثمارية متاحة للأعمال التجارية العالمية والمحلية.

أن المملكة تمثل واحدة من الأسواق الأكثر استقرارًا في الشرق الأوسط، وتتمتع بقوة شرائية ضخمة، خصوصًا بعد تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية التي تحولت إلى سياسات ثابتة ومؤثرة. هناك نظرية معروفة، تسمى “نظرية الموقع” لهارولد هوتلينغ، تفسر سبب نجاح الشركات عندما تختار موقعًا استراتيجيًا كالمملكة السعودية، لأنها توفر البنية التحتية الضرورية والدعم الحكومي، وهما عاملان أساسيان في نجاح أي شركة ناشئة.

ـ حدثنا عن التوجهات الاستراتيجية لـ شركة Seeux؟

لانعمل في سيوكس وفقًا للطرق التقليدية، بل نتبع استراتيجية تنطلق من الاستفادة القصوى من الموارد المتاحة والاستثمار في التكنولوجيا. استراتيجيتنا تتوافق مع نظريات إدارية مثل “نظرية التكيف الاستراتيجي” التي تعزز القدرة على التكيف مع التغيرات، وهي أساسية في بيئة استثمارية متسارعة كالتي نشهدها في السعودية.

نحن نتطلع إلى تقديم فعاليات ثقافية وتجارية استثماية تتجاوز التوقعات. نعلم أن الابتكار ليس فقط في تقديم محتوى جديد، بل في كيفية استثماره وتقديمه بطريقة تناسب السوق المحلي والدولي على حد سواء.

 في “Seeux” نؤمن بأن القيادة الحقيقية تكمُن في القدرة على تحويل الرؤية إلى واقع ملموس، ونهدف إلى أن نكون شركاء في تحقيق رؤية 2030 من خلال استراتيجياتنا المدروسة.

– ما هي سياسة الشركة وكيف تتوافق مع الاقتصاد السعودي؟

سياستنا في سيوكس تعتمد على ثلاث ركائز: الشفافية، التكيف، والابتكار. نحن نركز على خلق بيئة تشجع الإبداع، مع بناء علاقات مستدامة مع المستثمرين. نحن نطبق ما يعرف بـ”نظرية الوضوح” لجيم كولينز التي تؤكد أهمية الشفافية في بناء الثقة داخل السوق، بوجودنا في السعودية، ندرك أهمية الشراكة الحقيقية مع الجهات الحكومية، كونها من أساسيات النجاح، ونرى في ذلك فرصة لإيجاد بيئة عمل تفاعلية، حيث نؤمن أن “الشركات العظيمة لا تبنى من رؤى ضعيفة”.

أيضًا، نحن نسعى لتطوير سياسة عمل مرنة تتوافق مع التحولات السريعة في السوق السعودي. نشجع الابتكار من خلال استقطاب فرق متعددة التخصصات من جميع أنحاء العالم، لأننا ندرك أن السعودية اليوم هي نقطة التقاء للاقتصادات العالمية.

– كيف تسهم الشركة في جذب المستثمرين؟

جذب المستثمرين يتطلب استراتيجية واضحة وقيمة مضافة. “الاستثمار في المملكة ليس مجرد صفقة، بل هو شراكة تدوم”، وكما قال الملياردير وارين بافيت: “أفضل الشركات هي تلك التي تبحث عن مستثمرين وليس عن تمويل”. في نبحث عن مستثمرين يؤمنون برؤية المملكة ومستقبلها الاقتصادي، ونسعى لتكوين شراكات استراتيجية مع هؤلاء المستثمرين لضمان استدامة المشاريع.

هدفنا ليس استقطاب أي مستثمر، بل نركز على بناء علاقات طويلة الأمد مع من يشاركوننا رؤيتنا وقيمنا. وهذا جزء من استراتيجيتنا، لأننا نؤمن بأن المستثمرين ليسوا فقط ممولين، بل هم جزء من فريق العمل، وهم الشركاء الذين يشاركونا الحلم والطموح، والذين يساهمون في خلق هذا التغيير الكبير في المملكة.

ـ كيف تستعدون للبداية المتوقعة للشركة؟

البداية هي أهم لحظة في رحلة الشركة. لا نراها مجرد خطوة، بل فرصة لبناء أساس قوي ومستدام. “التحضير الجيد يعني نصف النجاح”، ونحن نعمل حاليًا على تنظيم انطلاقة تتميز بالتفرد، حيث يتم دمج التكنولوجيا في الفعاليات والمعارض بطرق لم تُرَ من قبل في السوق السعودي. نهدف إلى إحداث تغيير جذري، وإعادة صياغة المفهوم التقليدي للمعارض ليصبح تجربة تفاعلية شاملة، تتماشى مع طبيعة السوق السعودي المتطور، مما يجعل كل فعالية ومهرجان تجربة لا تُنسى

– ماذا عن بناء العلامة التجارية لـ “Seeux”؟

بناء العلامة التجارية هو بناء الثقة في المقام الأول. نعمل على خلق هوية قوية تجعلها تتفوق في الأسواق، وتترك أثرًا طويل الأمد في أذهان الجمهور، لأن “العلامة التجارية هي وعد نقدمه للعملاء”، وقد تعلمت من “نظرية التفوق الاستراتيجي” أن النجاح يعتمد على مدى تميز العلامة التجارية من بين المنافسين. إننا نعمل على تطوير هوية تلتزم بالقيم العالية، وتقدم تجارب استثنائية ترفع من مستوى الحدث الذي نقدمه، وتشجع على التواصل الثقافي.

نحن نبني بصمت لأننا نؤمن أن الجودة الحقيقية هي التي تتحدث عن نفسها. في كل تفصيل من تفاصيل العمل، نركز على تقديم أفضل ما لدينا، لأننا نعلم أن كل خطوة تقربنا من تحقيق رؤيتنا بشكل يليق بمكانة السعودية ويخدم طموحاتها الاقتصادية.