نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
في صحف اليوم: شكوك تحيط بمهمة هوكشتاين في تل أبيب ورفض خارجي لتسوية بالشروط الإسرائيلية - بوابة فكرة وي, اليوم الخميس 21 نوفمبر 2024 09:35 صباحاً
بعد النّقاشات والمفاوضات الّتي أجراها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في لبنان في اليومين الماضيين، بشأن اقتراح التّسوية الأميركي الرّامي إلى بلوغ اتفاق لوقف إطلاق النّار على جبهة لبنان، قبل سفره إلى إسرائيل لاستكمال المفاوضات، أكّدت مصادر عين التينة لصحيفة "الجمهورية"، انّ "المناقشات مع هوكشتاين جرت في أجواء مريحة، قدّمنا خلالها أقصى ما يمكن من التسهيلات التي من شأنها وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان، بالشكل الذي يؤكّد على القرار 1701 وتنفيذه بكل مندرجاته، ولا يمسّ او يتعارض مع سيادتنا الوطنية".
وأشارت إلى أنّ "ما تمّ الإتفاق عليه مع هوكشتاين، نرى أنّه يشكّل السبيل الموضوعي لوقف إطلاق النّار وإنهاء العدوان الإسرائيلي"، لافتةً إلى أنّ "الساعات الأخيرة التي تلت زيارة الوسيط الاميركي إلى عين التينة ولقاءه مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، تواصل خلالها العمل بوتيرة مكثفة وبنَفَس إيجابي، وانتهينا إلى صياغة وتثبيت خلاصات في المقترح الأميركي تحفظ بالكامل سيادة لبنان الوطنية، ومرتبطة في جانب منها بخط الحدود البرية، والخطّ الأزرق؛ وبما يخصّ لجنة مراقبة تنفيذ القرار 1701".
وأوضحت المصادر أنّ "ما تمّ تثبيته من خلاصات، يشدّد في جوهره على الإلتزام الكلّي بهذا القرار، وتنفيذه بكلّ مندرجاته بالشكل الذي صدر فيه في العام 2006، ويؤكّد بالتالي على عودة النازحين إلى بلداتهم وقراهم، وانسحاب عاجل لجيش العدو إلى ما وراء الحدود الدولية"، مشدّدةً على أنّ "اللقاء الثاني بين بري وهوكشتاين جرى في أجواء مريحة جداً، حيث جرى بعض التنقيح لبعض مضامين المقترح، والوسيط الأميركي أبدى تفاؤلاً ملحوظاً في إمكان أن يفتح ما تمّ التوصل اليه مع بري، نافذة لحل واتفاق وشيك على وقف اطلاق النار".
بري: تفاؤل حذر
ونقل زوار بري عنه، بحسب "الجمهورية"، إشارته إلى "مستوى عالٍ من الإيجابية، أقله من قبلنا، للوصول إلى وقف العدوان الاسرائيلي، وهذا ما يجب أن يحصل في القريب العاجل"، معربًا عن ارتياحه لجوّ المباحثات الجيدة مع هوكشتاين.
وذكرت الصّحيفة أنّ "بري، وكما ينقل الزوّار، آثر عدم الغوص في مضامين المقترح وتحديد ماهية الملاحظات التي أبداها الجانب اللبناني على مقترح التسوية، مكتفياً بالإشارة إلى انّ ما تمّ التوصل اليه يبعث على التفاؤل، لكن تبقى العبرة في الخواتيم. ومن هنا يبقي بري على قدر عالٍ من الحذر، في انتظار تبلور طبيعة الموقف الإسرائيلي من المقترح الأميركي".
دفع بريطاني
في السّياق، أكّد دبلوماسي بريطاني لـ"الجمهورية"، أنّه "لا بدّ من وقف للحرب بين لبنان واسرائيل"، معتبراً انّ "الوقت صار شديد الحرج والحساسية، ولا بدّ من الانتقال الى واقع يوفر الاستقرار في جنوب لبنان ومنطقة الشرق الاوسط". وركّز على أنّ "مصلحة كل الجهات باتت تستوجب إيقاف القتال الآن، وان تبادر هذه الجهات الى تهيئة الأجواء المؤاتية لصياغة تهدئة عاجلة وفورية، تتطلّب بدورها استغلال فرص الحلول القائمة، والكف عن الاستغراق في لعبة التأخير".
لا لتسوية مشروطة
بدوره، كشف مصادر دبلوماسي لـ"الجمهورية"، أنّ "حركة الاتصالات الخارجية عكست تقاطعات دولية داعمة للبنان بصورة غير مسبوقة، وتؤكّد الحاجة الملحّة لتسوية سياسية عاجلة على قاعدة التطبيق الكامل للقرار 1701، تنهي الحرب الاسرائيلية على لبنان وترسّخ الأمن والاستقرار في المنطقة الجنوبية".
وأشار إلى انّ اللافت في هذه الاتصالات، "هو ألا قبول خارجياً، وتحديداً من قبل الاوروبيين، وعلى وجه الخصوص من قبل الفرنسيين، بتسوية بالشروط التي حاولت اسرائيل تسويقها على حساب لبنان، او بالأحرى فرضها على لبنان، بالشكل الذي تمنح فيه لنفسها حرّية العمل العسكري في لبنان حتى بعد التوصل إلى اتفاق. وقد تبلّغنا من جهات اوروبية متعددة، بأنّ موفدين لتلك الدول أبلغوا اسرائيل بأنّ تلك الشروط تعطّل التسوية، ولبنان لا يمكن له أن يقبل بتسوية تضرب القرار 1701 وتنتقص من سيادته، والأمر نفسه أكّده لنا الأميركيون".
شكوك تحيط بمهمة هوكشتاين في تل أبيب: الاتفاق أُنجز في لبنان فكيف سيتصرّف العدو؟
على صعيد متّصل، أفادت صحيفة "الأخبار" بأنّ "الموفد الأميركي عاموس هوكشتاين غادر بيروت أمس إلى تل أبيب، حاملاً معه "التقدّم الإضافي" الذي حقّقه خلال زيارته لبنان في اليومين الماضييْن. ومع مغادرته، بدأت التكهنات، من دون آمال كبيرة، بأن تكون جولة المحادثات التي قام بها في العاصمة اللبنانية خاتمة المفاوضات حول البنود التنفيذية للقرار 1701 وآلية الإشراف، ومجمَل وضعية الحدود بعد وقف الحرب، في ظل التشكيك في النوايا الإسرائيلية".
ولفتت إلى أنّ "بعد اجتماعيْن مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وليلة طويلة من الاتصالات المكثّفة في السفارة الأميركية بمشاركة مستشار بري، علي حمدان، وأعضاء في فريق الموفد الأميركي، لصياغة ملاحظات لبنان ضمن إطار قال هوكشتاين إنه يجب أن يكون مقبولاً من إسرائيل، أشارت مصادر معنية إلى أن النقاشات الليلية رافقتها مشاورات هاتفية بين مسؤولين إسرائيليين وآخرين من فريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب".
وعلمت "الأخبار" أن "النقاشات الليلية في السفارة الأميركية حول مسوّدة الاتفاق تناولت بنوداً عدة يعتبرها لبنان ذات أهمية كبيرة، منها ما يتعلق بمسألة الحدود ومواعيد تنفيذ الاتفاق والبنود المتصلة بوقف الحرب"، مبيّنةً أن "لبنان طلب صياغة أحد البنود الذي كان يقضي باعتبار الخط الأزرق حدوداً نهائية، وطالب بانسحاب العدو من النقاط المتّفق على أنها خروقات، وتسجيل بقية النقاط على أنها محل نزاع، وبالتالي انسحاب قوات الاحتلال إلى خلف الحدود كما كانت عليه في 6 تشرين الأول 2023".
وذكرت أنّ "كذلك طلب لبنان أن يعمد العدو فور إعلان وقف إطلاق النار إلى تحديد توقيت دقيق لانسحاب كامل وفي وقت واحد وسريع من كل الأراضي اللبنانية، وأن يترافق ذلك مع إطلاق سراح الأسرى وتسليم جثامين عدد من شهداء المقاومة التي احتجزها خلال عمليات التوغل. ولفت المفاوض اللبناني الموفد الأميركي إلى أن المساعي لوقف الحرب، تقتضي التزام إسرائيل الكامل بالانسحاب الكامل وعدم البقاء في أي نقطة، لأن الأمر سيتحول إلى احتلال، ما يوجب المقاومة، وعندها لا يكون هناك وقف لإطلاق النار، كما أن الاحتفاظ بأسرى من المقاومة ولو لساعات قليلة، سيفرض على المقاومة القيام بما يجب لتحريرهم، وهذا يعني أيضاً عدم حصول وقف لإطلاق النار".
وكشفت المصادر أن "لبنان أصرّ على الموفد الأميركي بأن تتم صياغة كل الأمور ضمن الورقة، وأن يكون المفاوض الأميركي واضحاً حيال ما يقبل به لبنان، على قاعدة أن ما حمله هوكشتاين هو أقصى ما يمكن أن يحصل عليه من لبنان. وفي حال رفضت إسرائيل الاتفاق، ستكون مسؤولة عن إفشال المساعي الأميركية، وعليها تحمّل مسؤولية ذلك، ولن يقبل لبنان تحميله مسؤولية الفشل لأنه قدّم ملاحظات "أقرّ الأميركيون بأنها منطقية"، وأنه في حال رفضت إسرائيل الاتفاق فهي تقول إن الحرب ستستمر، وعندها سيكون العدو أمام موجة جديدة من الضربات سواء في القرى اللبنانية أو على الحدود مباشرة؛ أو داخل المستوطنات القريبة أو في عمق الكيان".
كما تحدّثت مصادر سياسية لـ"الأخبار" عن تأثيرات الميدان على المفاوضات، موضحةً أنّ "العملية التي نفّذتها المقاومة ضد تل أبيب رداً على استهداف بيروت عشية وصول هوكشتاين، لعبت دوراً كبيراً في المفاوضات، وهي حملت رسائل عن ترميم هرمية "حزب الله"، فمثل هذه العملية تحتاج إلى قرار كبير، وهذا يعني أن إسرائيل لم تنتصر لتفرض شروطها كما تريد".
0 تعليق