نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
وزارة الإعلام تحتفي بمرور نـصـف قــرن مــن إبـداعات تليفزيون سلطنة عُمان - بوابة فكرة وي, اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 02:03 مساءً
رسالة واكبت النهضة خلال 50 عاماً
لقد واكب خطاب التليفزيون ورسالته، وفي الحقيقة خطاب الإعلام العماني بكل وسائله ومؤسساته، التحولات الكبرى التي عاشتها عُمان خلال الخمسين سنة الماضية وساهم بوعي تام في بناء الملامح العميقة للشخصية العمانية مع مؤثرات أخرى نابعة من عمق المجتمع العماني عبر تاريخه الطويل.
والحقيقة أنه لا يمكن فهم البناء المعرفي والبناء الوطني والبناء المبدئي للشخصية العُمانية وتفاعلها الواعي مع الأحداث والمواقف العربية والإقليمية والتزامها بقضايا أمتها العربية وبالقيم والأخلاق الإسلامية وبعادات وتقاليد المجتمع العماني في معزل عن دور الإعلام، وكان لخطاب تليفزيون سلطنة عمان الدور الأكبر خاصة أنه كان الوسيلة الأكثر شعبية ومتابعة من قبل جميع شرائح المجتمع.
ومن حسن الطالع أن تحتفل وزارة الإعلام بهذه المناسبة المهمة المرتبطة بالجميع وسلطنة عُمان تعيش أياما مجيدة بمناسبة عيدها الوطني الـ 54 الذي تستذكر فيه إنجازاتها الكبرى التي أسست لكل هذه النهضة والتقدم والازدهار.. ويملك تليفزيون سلطنة عمان أرشيفا وطنيا ضخما يؤرخ بالصورة والصوت لكل التحولات التي عاصرتها عُمان خلال العقود الخمسة الماضية وهو أرشيف مرجعي في فهم تلك التحولات والتطور الذي عاشه المجتمع العماني في مختلف المسارات.
وما زال تليفزيون سلطنة عمان ـ الذي تحول إلى عدة قنوات ومنصات إلكترونية تواكب ما يحدث في العالم ـ يقوم بالأدوار نفسها وخاصة تلك المعنية بصناعة الوعي وترسيخ القيم والمبادئ في لحظة يمر فيها العالم بمآزق كبرى تتآكل فيها القيم لصالح دعوات تنافي الفطرة الإنسانية.
محطة تاريخية مُهمة في مسيرة الإعلام العُماني
يُشكل احتفاء وزارة الإعلام ممثلةً بتلفزيون سلطنة عُمان غدًا بمرور 50 عامًا على بدء بث تليفزيون سلطنة عُمان والذي صادف السابع عشر من نوفمبر عام 1974 م، محطة تاريخية مُهمة في مسيرة الإعلام العُماني ويعكس الاهتمام الذي توليه سلطنة عُمان لهذا القطاع منذ بدايات النهضة المباركة.
وقد تمكّن تليفزيون سلطنة عُمان على مدار خمسين عامًا من القيام بدور محوري في المشهد الإعلامي المحلي والعربي، ونجح في ترسيخ دوره كمؤسسة إعلامية وطنية بفضل توجهاته الاستراتيجية في تطوير المحتوى والتقنيات وتعزيز دوره كمنبر إعلامي يعكس رؤية سلطنة عُمان نحو مستقبل أكثر إشراقًا وتطورًا.
وبدأ تليفزيون سلطنة عُمان مسيرته بعد أربع سنوات من انطلاق النهضة العُمانية بقيادة المغفور له السُّلطان قابوس بن سعيد /طيّب الله ثراه/ ليصبح نافذة إعلامية تنقل صوت عُمان ورؤيتها إلى العالم، وتعكس الهوية الثقافية والاجتماعية والسياسية وتعزز التواصل مع أبناء الوطن وتدعم مشاركتهم في البناء والتطوير، وعلى مدى العقود الخمسة الماضية، شهد تليفزيون سلطنة عُمان تحولات كبيرة في المحتوى والتقنيات، ومرّ بمراحل تطور مختلفة، ليواكب التغيرات التكنولوجية، وليؤدي أدوارًا رئيسة في نقل الأحداث وتعزيز الوعي الوطني.
التعريف بالمفاهيم الحديثة للنهضة العُمانية
وقد بدأت أولى خطوات تلفزيون سلطنة عُمان ببثٍّ محدود في مسقط وبعض المناطق المجاورة باستخدام أجهزة بسيطة قدم من خلالها التليفزيون نشرات الأخبار المحلية، وخطابات السُّلطان، وبرامج تثقيفية للتعريف بالمفاهيم الحديثة للنهضة العُمانية، وعلى مدار السنوات الخمسين الماضية مرّ بمحطات رئيسة أعقبت مرحلة التأسيس وهي مرحلة التوسع التي امتدت لعشر سنوات منذ العام 1980م حيث شهدت توسيع شبكة البث لتغطي أغلب محافظات سلطنة عُمان، كما تم تطوير المحتوى لتقديم برامج تثقيفية وترفيهية، وتطوير البنية الأساسية لشبكة الإرسال.
وفي عام 1990م بدأت مرحلة التحول الرقمي باستخدام تقنيات البث الرقمي لتعزيز جودة الصورة والصوت، مع دخول العالم عصر العولمة، حيث عمل تليفزيون سلطنة عُمان على تحسين نوعية الإنتاج، من خلال إطلاق برامج حوارية تغطي القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وواصل تليفزيون سلطنة عُمان مسيرة تطوره من خلال مرحلة البث الفضائي؛ ما مكّنه من وصول القنوات إلى جميع أنحاء العالم، فيما تم إطلاق قنوات متخصصة مثل عُمان الثقافية، وعُمان مباشر، الأمر الذي أتاح تنوع المحتوى ليشمل الأخبار، والثقافة، والرياضة، والتغطيات المباشرة للأحداث الرسمية؛ حيث تجاوز عدد ساعات البث أكثر من 100 ألف ساعة بث سنويًّا تشمل مختلف أنواع البرامج.
تعزيز الهوية الوطنية
ومنذ تأسيس تليفزيون سلطنة عُمان كان له الدور وما يزال في تعزيز الهوية الوطنية عبر بث البرامج التي تُعنى بتراث عُمان وتاريخها العريق، وأدى مهمّته في نقل الأحداث الوطنية الكبرى والخطابات السامية التي عززت روح الانتماء الوطني، وربط مختلف محافظات سلطنة عُمان ببعضها، كما أسهم في نشر الوعي المجتمعي من خلال برامجه التوعوية، ودعم الإنتاج الفني المحلي من خلال الدراما العُمانية وبرامج الترفيه، ونشر الثقافة والتراث العُماني عبر برامج وثائقية وتغطيات المهرجانات التراثية إلى جانب حضوره الرقمي عبر منصات التواصل الاجتماعي، ما ساعد على الوصول إلى شريحة أوسع من الجمهور.
السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه يفتتح بدء بث تليفزيون سلطنة عمان
وقد أكد الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام على أن تليفزيون سلطنة عُمان واكب كل مراحل التطور في المسيرة الطويلة لتطور الإعلام العُماني وقام بأدوار جليلة في تثقيف وتنوير الإنسان العُماني ونشر الوعي، وفي تطوير الفن والترفيه وبث الفعاليات في مختلف المجالات وإنشاء قنوات متخصصة مثل القناة الرياضية والقناة الثقافية وانتهاءً بتطوير المنصات الإلكترونية.
وقال علي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام السابق: "بدايتي مع التليفزيون كانت في منتصف عام 1980م حين التحقت بالعمل كمذيع ربط وكنت قد أنهيت المرحلة الإعدادية، إذ كانت وسائل الإعلام العُمانية تستقطب أبناء البلد مهما كانت أعمارهم وثقافتهم ثم تبدأ في تدريبهم وإكسابهم المهارات اللازمة وهذا ما حدث معي حيث خضعت لدورات تدريبية داخلية ثم خارجية، أسهمت في تكوين خبراتي كمذيع مع استمراري في الدراسة، وفي تلك المرحلة كان هناك جيلان من المذيعين بدأوا مرحلة العطاء مع انطلاق التليفزيون في عام 1974م".
وأضاف: "تليفزيون سلطنة عُمان بدأ بثّه مباشرة بالبث الملون ولكن أجهزة استقبال ذلك البث لم تكن متوفرة في ذلك الزمن فكان معظم الناس يملكون أجهزة تليفزيون غير ملونة خاصة في الولايات التي لم تكن وصلتها الكهرباء".
وبيّن الجابري، أن التليفزيون من أقوى الوسائل في ترسيخ الكثير من المفاهيم والمساعدة على نشر توجهات الدولة بكل تفرعاتها؛ إذ إن التعليم الحديث بدأ بالانتشار بعد عام 1970م فضلًا عن عدم مقدرة الصحف على الوصول إلى كل ربوع سلطنة عُمان.
وكذلك الحال بالنسبة للإذاعة، ولذلك أسهم التليفزيون إسهامًا كبيرًا في تعزيز مفاهيم الثقافة وإيصال مضامين توجهات الدولة في سعيها الحثيث لترسيخ المبادئ التي انتهجتها في مسيرة نهضتها، ثم اكتملت مسارات الإعلام بأذرعها الثلاث في تأصيل نظرة الدولة لأوجه الحياة واحتياج المجتمع.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق