أفادت وكالة رويترز، مساء الإثنين، أن الولايات المتحدة أبلغت مسؤولين لبنانيين بأن الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان قد يتم "في غضون ساعات". يأتي هذا التطور بعد أسابيع من التصعيد العسكري المتبادل بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله على الحدود اللبنانية، وسط جهود مكثفة من الإدارة الأميركية للتوصل إلى هدنة.

اختراق في المفاوضات: واشنطن تتحدث بثقة

قال مسؤول رفيع في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إن واشنطن حققت تقدمًا كبيرًا في المفاوضات بين الطرفين، ما أدى إلى صياغة اتفاق يوقف العمليات العسكرية. وأوضح المسؤول، وفقًا لموقع واللا الإسرائيلي، أن الاتفاق ينص على وقف إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.

ومع ذلك، أوردت القناة 12 الإسرائيلية نفيًا لهذه التصريحات، مشيرة إلى أن الاتفاق لم يتم التوصل إليه بشكل نهائي بعد، وأن هناك عقبات قد تعيق تنفيذه في الساعات المقبلة.

تفاصيل الاتفاق المقترح

كشف نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب عن بعض تفاصيل الهدنة التي ترعاها الولايات المتحدة. وأوضح أن الاتفاق ينص على:

انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان.

انتشار الجيش اللبناني في المناطق الحدودية خلال 60 يومًا من بدء الهدنة.

مراقبة تنفيذ الاتفاق من خلال لجنة دولية مكونة من خمس دول.

وأكد بو صعب أن "لا عقبات جدية تعيق تنفيذ الهدنة"، مما يعزز التفاؤل بإمكانية إنهاء التصعيد المستمر منذ أسابيع.
 

دور ألماني في دعم الاتفاق

أعربت وزيرة الخارجية الألمانية عن تفاؤلها بخصوص الاتفاق، مشيرة إلى أن الوصول إلى الهدنة يبدو أقرب الآن مقارنة بالأيام والأسابيع الماضية. وأضافت أن الجهود الدولية تركز على تثبيت وقف إطلاق النار وضمان عدم عودة التوتر.

اجتماعات حاسمة في إسرائيل

من الجانب الإسرائيلي، رجّح المسؤول الأميركي أن يعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت) اجتماعًا يوم الثلاثاء للمصادقة النهائية على الاتفاق. وأكد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أنه تم الاتفاق على تفاصيل الصفقة ومكوناتها.

ومع ذلك، حذر المسؤول الأميركي من احتمال وقوع "تشويشات" قد تعيق التسوية في اللحظات الأخيرة، مشيرًا إلى أن "الموافقة النهائية تعتمد على تصويت الكابنيت، حيث تبقى هناك دائمًا احتمالات لتعقيدات جديدة".

آفاق الهدنة: تفاؤل حذر

على الرغم من المؤشرات الإيجابية، تبقى احتمالات الفشل قائمة. فإسرائيل تعيش انقسامًا داخليًا حول التعامل مع حزب الله، وقد تؤثر حسابات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السياسية والأمنية على إقرار الاتفاق.

من جهته، يرى المحللون أن نجاح الهدنة يعتمد على ضمانات دولية قوية وإجراءات ميدانية لتثبيت الاستقرار في المناطق الحدودية.

تصعيد سابق وتصاعد التوترات

تأتي هذه المفاوضات بعد أسابيع من التصعيد المتبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي منذ إعلان إسرائيل الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023. اشتدت حدة الاشتباكات على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية مع بدء العمليات العسكرية البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان، مما أسفر عن سقوط ضحايا ونزوح الآلاف من الجانبين.