نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تقدير موقف غربي عن سوريا اليوم.. تتنفس ببطئ - بوابة فكرة وي, اليوم الاثنين 9 ديسمبر 2024 09:45 مساءً
في تزامن دبلوماسي، إعلامي، دعت هيئة تحرير صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية إلى ما قد يُعتبر نوعًا من الوصاية الإعلامية على الإدارة الأميركية، فقالت: “على الولايات المتحدة المساعدة في كتابة فصل جديد ملهم للمنطقة، وسوريا تبدو مناسبة لذلك”.
وتاريخ التوجيه مهم لفهم مستقبل سوريا المجهول مرحليًا (09-12-2024).
التوقيت الصحفي من “واشنطن بوست” تزامن مع بيان وزارة الخارجية الأميركية، الذي أعلن فيه الوزير بلينكن، وحصلت “الدستور” على نص البيان كاملًا:
[أخيرًا أصبح لدى الشعب السوري سبب للأمل.
أنتوني ج. بلينكن، وزير الخارجية
بعد 14 عامًا من الصراع، أصبح لدى الشعب السوري أخيرًا سبب للأمل. فقد أدى رفض نظام الأسد منذ عام 2011 الانخراط في عملية سياسية ذات مصداقية واعتماده على الدعم الوحشي من روسيا وإيران إلى انهياره حتمًا. وتدعم الولايات المتحدة بقوة الانتقال السلمي للسلطة إلى حكومة سورية مسؤولة من خلال عملية شاملة بقيادة سورية. وخلال هذه الفترة الانتقالية، يحق للشعب السوري أن يطالب بالحفاظ على مؤسسات الدولة، واستئناف الخدمات الأساسية، وحماية المجتمعات الضعيفة.
وسوف نراقب عن كثب التطورات مع تطورها ونعمل مع شركائنا في المنطقة. وسوف ندعم الجهود الدولية لمحاسبة نظام الأسد وداعميه على الفظائع والانتهاكات التي ارتكبت ضد الشعب السوري، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية والاحتجاز غير العادل للمدنيين مثل أوستن تايس. لقد لاحظنا التصريحات التي أدلى بها قادة المتمردين في الأيام الأخيرة، ولكن مع توليهم مسؤولية أكبر، فإننا لن نقيم أقوالهم فحسب، بل وأفعالهم أيضًا، ونحن ندعو مرة أخرى كافة الأطراف إلى احترام حقوق الإنسان، واتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لحماية المدنيين، واحترام القانون الإنساني الدولي.]
ماذا تريد الولايات المتحدة الأميركية، احتواء الحدث السوري؟
بيان الخارجية يدعو، أو يتعهد بأن يكون للولايات المتحدة الأميركية دورها في قضايا تخص مستقبل سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد. هي:
القضية الأولى:
دعم الانتقال السلمي للسلطة إلى حكومة سورية مسؤولة من خلال عملية شاملة بقيادة سورية.
القضية الثانية:
خلال الفترة الانتقالية، يحق للشعب السوري أن يطالب بالحفاظ على مؤسسات الدولة، واستئناف الخدمات الأساسية، وحماية المجتمعات الضعيفة.
القضية الثالثة:
مراقبة عن كثب لكل التطورات والعمل مع شركائنا (شركاء الولايات المتحدة) في المنطقة.
القضية الرابعة:
ندعم الجهود الدولية لمحاسبة نظام الأسد وداعميه على الفظائع والانتهاكات التي ارتكبت ضد الشعب السوري، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية والاحتجاز غير العادل للمدنيين مثل الصحفي الأميركي أوستن تايس.
القضية الخامسة:
ندعو الأطراف كافة إلى احترام حقوق الإنسان، واتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لحماية المدنيين، واحترام القانون الإنساني الدولي.
بايدن.. أكن إلى متى؟
في الورقة الأميركية، أن يكون للدبلوماسية أو الإدارة أو البنتاغون أو المخابرات الأميركية أي دور مرحليًا، ستترك الورقة السورية ليتعامل معها الرئيس ترامب.
برغم ذلك، قال الرئيس الأميركي بايدن إن الولايات المتحدة ستعمل مع الشركاء والأطراف المعنية في سوريا للمساعدة في اغتنام الفرصة وإدارة المخاطر، وذلك بعد أن أطاح مقاتلو المعارضة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وأضاف في تصريحات بالبيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستدعم جيران سوريا خلال الفترة الانتقالية وستقيم أقوال المعارضة المسلحة وأفعالها.
وقال بايدن إن الولايات المتحدة لا تعلم رسميًا بمكان الأسد، لكنه أشار إلى تقارير أفادت بأنه فر إلى موسكو.
وأضاف: “الأسد يجب أن يُحاسب”
وأشار بايدن إلى أن سوريا تمر بمرحلة من المخاطر وعدم اليقين، وأن هذه هي المرة الأولى منذ سنوات التي لا تلعب فيها روسيا ولا إيران ولا جماعة حزب الله دورًا مؤثرًا في سوريا.
ومضى يقول: “على مدى سنوات، كان الداعمون الرئيسيون للأسد هم إيران وحزب الله وروسيا. ولكن خلال الأسبوع الماضي، انهار دعمهم (الثلاثة جميعهم) لأنهم أصبحوا أضعف بكثير اليوم مما كانوا عليه عندما توليت منصبي”.
كما قال: “إنها لحظة تاريخية للشعب السوري الذي عانى طويلًا من أجل بناء مستقبل أفضل لبلده. إنها أيضًا لحظة من المخاطرة وعدم اليقين”.
وأكد بايدن أن القوات الأميركية نفذت (الأحد) ضربات دقيقة داخل سوريا على معسكرات وعناصر من تنظيم داعش، الأمر الذي يميل البوصلة تجاه رؤية أميركية للحدث السوري، أو أنه سيأخذ بما أوصت هيئة تحرير “واشنطن بوست”: على الولايات المتحدة المساعدة في كتابة فصل جديد ملهم للمنطقة وسوريا تبدو مناسبة لذلك.
وتنشر الولايات المتحدة نحو 900 من جنودها في سوريا و2500 في العراق في إطار التحالف الدولي الذي أُنشئ في العام 2014 لمكافحة تنظيم داعش، كما أن واشنطن صنفت هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية.
وحدث الزلزال!
الصمت الأميركي الأوروبي، ومن المجتمع الدولي، جعل دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية تعمل، تدخل وتمارس دورها في الأزمة مع سكوت أميركي وأممي. فما حدث عمليًا هو زلزال سياسي أمني اجتاح المنطقة والشرق الأوسط بصيغته القديمة التي تتقدم نحو خرائط جديدة.
امتداد وتداعيات الزلزال لن يقف عند سوريا، بينما الهزات الارتدادية ستستمر خلال الأشهر القادمة، مما يقلق المنطقة والمجتمع الدولي من الانفلات. من الواضح أنه لا ضمانات لأي اتفاقيات أو نتائج اجتماعات رتبت مراحل دخول الفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام، لأن حراك التسليم والتسليم سياسيًا توقف مع تزامن عسكري ضعيف، استسلام في حمص ودمشق وحماة، وقبلها حلب، كل ذلك ودولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني تعيد قواتها في جبل الشيخ ويتوسّع جنوبًا وغارات تدمّر قدرات عسكرية سورية، برغم سوء الأوضاع نتيجة الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، كما حرب لبنان والجنوب اللبناني.
كأي ثورة، سياسة الظروف والملابسات أساسية.
حتما ظروف وملابسات ومتغيرات لم تتضح، وقد تبقى سرًا إلى حين محاكمة الرئيس الأسد الهارب إلى موسكو، الآتي. كلها اجتهادات حول تسوية تم التوافق عليها في اجتماعات العاصمة القطرية الدوحة، التي ضمت دول مسار أستانة (روسيا، إيران، تركيا)، ثم اجتماعًا ضمّ ثلاثية أستانة مع خمس دول عربية هي مصر والسعودية والعراق وقطر والأردن، وشهدت كل من حمص ودمشق ترجمة توافقات الدوحة عبر انسحاب قوات الجيش السوري قبيل تقدم الجماعات المسلحة نحوها.
ليس فعل لحظة، الحدث وقع بحجم زلزال جيوسياسي أمني، بالتأكيد هزّ المنطقة، وسط ضبابية المواقف وفاعلية النتائج، والخوف من صراع عسكري سوري عربي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، فالسفاح نتنياهو يريد فتح جبهة المواجهات المسكونة عنها، لن تستمر. هذا ما ينبئ به الحوار حول مستقبل سوريا التي خرجت منها كل الزول الحلفاء: إيران، روسيا، تركيا، وحزب الله.
.. ولعل أسوأ الاحتمالات المستقبلية يأتي من روسيا التي حافظت على قواعدها في الساحل السوري، كأنها أقرب إلى رهينة لضمانات تركية لا يعلم أحد درجة صدقها من جهة، والقدرة على الوفاء بها مع تبلور صورة الحكم الجديد في دمشق من جهة موازية، خصوصًا أن التأثيرات الأميركية والإسرائيلية بدت واضحة على السياق الذي سوف تتبلور معه صورة الحكم الجديد، وفق تأكيدات حذرت منها صحيفة البناء اللبنانية، لسان حال الحزب القومي السوري.
.. الصحيفة تشير إلى أنه في شمال سوريا ليست تركيا لاعبًا وحيدًا، ذلك أن الأميركي يؤكد مواصلة الدعم لقوات سوريا الديمقراطية، وكذلك كيان الاحتلال الذي تحدّث عن خصوصية شمالية للأكراد وخصوصية جنوبية درزية، ترجمها حضور رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى خط فصل القوات المعتمد منذ عام 1974 معلنًا انتهاء العمل به، مصدرًا الأوامر لقوّاته بالدخول إلى القمة الأهم استراتيجيًا في جبل الشيخ والتوسع في المنطقة العازلة وتسيير دوريات في جنوب سوريا نحو درعا والسويداء، بينما كانت طائرات الاحتلال تشنّ عشرات الغارات لتدمير قدرات استراتيجية للجيش السوري في دمشق وريفها.
عن حزب الله وسوريا الهيئة!
المحلل السياسي اللبناني، في منصة لبنان ٢٤، محمد الجنون، اعتبر الحدث: “هذه أخطر خطة إسرائيلية!”
وفي التحليل يرى أن سقوط بشار الأسد، وإعادة السيطرة على المواقع العسكرية بات هدفًا إسرائيليًا أميركيًا مشتركًا، ولكن عاصفة اليوم تتسارع في دمشق نحو زاوية القتل، والسؤال: من سيبدأ المواجهة العسكرية؟
0 تعليق