تعرضت كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي للهزيمة أمام منافسها الجمهوري دونالد ترامب، خلال خوضها سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهي نتيجة اعتبرها خبراء ومحللون أنها تأتي انعكاسًا لسلسلة من السياسات المُخيّبة للآمال التي هزّت سمعة الحزب الديمقراطي مؤخرًا، خصوصًا خلال فترة تولي الرئيس الحالي جو بايدن، على خلفية العديد من العوامل، على رأسها الأزمات الاقتصادية التي عصفت بالمجتمع الأمريكي وتسببت في غلاء المعيشة.
وقال عدد من الخبراء إنّ نتائج الانتخابات عكست الرغبة الشعبية القوية في التغيير، خصوصًا في ظل الأزمات التي عصفت بالعالم وكانت الإدارة الأمريكية الحالية جزءًا منها، كما أشارت نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية إلى تغيير في أولويات الناخبين وتوجهات السياسة العامة.
وأعلن المرشح الجمهوري، أمس الأربعاء، رسميًا فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، في "خطاب النصر" الذي ألقاه في مركز مؤتمرات بالم بيتش بفلوريدا، وتعهد فيه بأن يحقق "العصر الذهبي" للولايات المتحدة.
وحصل ترامب على 294 من أصوات المجمع الانتخابي مقابل 223 للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
وحقق ترامب انتصارًا واضحًا وكاسحًا، إذ فاز في الولايات المتأرجحة من جورجيا إلى بنسلفانيا مرورًا بويسكونسن ليقضي بذلك على آمال هاريس، قبل أن تعطيه ميتشيجان معقل الديمقراطيين السابق الدفع النهائي.
وتعهّدت نائبة الرئيس الأمريكي بانتقال سلمي للسلطة، بعد الفوز الكبير الذي حقّقه المرشّح الجمهوري في السباق إلى البيت الأبيض، والذي أحدث صدمة في الولايات المتحدة وسائر أنحاء العالم.
ويرى الدكتور بشير عبدالفتاح، الباحث السياسي بمركز الأهرام المصري، أنَّ نتائج الانتخابات الأمريكية كانت بمثابة مفاجأة للجميع، سواءً داخل الولايات المتحدة أو خارجها، خصوصًا في ظل التقارب الشديد بين المتنافسين وفقًا لاستطلاعات الرأي السابقة، إلا أنه اعتبر أن المفاجأة الكبرى تمثلت في اكتساح الجمهوريين وتحقيقهم للرئاسة ومجلسي النواب والشيوخ.
وعزا الباحث السياسي الفوز التاريخي للجمهورين إلى ضعف الديمقراطيين، مشيرًا إلى أنّه عندما أعلن الرئيس جو بايدن خوضه السباق الرئاسي منذ البداية اعتبر "ترامب" أن المعركة الرئاسية ستكون سهلة نظرًا للعديد من الاعتبارات.
وذكر "بشير" أن هذه الاعتبارات تمثلت في تقدم سن بايدن وتراجع مستوى الأداء الاقتصادي وعجزه عن حسم صراعات وأزمات دولية خصوصًا الصراع وحرب الإبادة التي حدثت في غزة، إذ كلفت حرب نتنياهو في الشرق الأوسط الولايات المتحدة 23 مليار دولار، وكان ترامب يستثمر في إخفاقات بايدن سواءً في الداخل أو الخارج.
علاوة على ذلك، ارتبط تراجع الحزب الديمقراطي بإعلانه الدفع بكامالا هاريس بديلًا عن بايدن الذي أعلن انسحابه من السباق الرئاسي، إذ رأى "بشير" أنّ الديمقراطيين لم يوفقوا في اختيار مرشحهم، بدافع من رغبتهم في أّلا يتركوا فراغًا قياديًا بعد انسحاب بايدن، وأوهموا أنفسهم بوجود كوادر قادرة على خوض السباق في زمن قياسي، الأمر الذي اعتبره "مجازفة كبيرة"، لأن الولايات المتحدة لم تشهد في تاريخها وصول امرأة إلى البيت الأبيض.
وأرجع الباحث السياسي رفض الناخب الأمريكي هاريس لعدة أسباب، منها أنها ليس ذات باعٍ طويل في السياسة الخارجية، ولم تكن مؤثرة طوال عملها نائبة للرئيس، لدرجة أنها تبرأت من إرثه، وقالت إنها ستسلك نهجًا مغايرًا ولا تريد أن تتحمل أعباء سياسته في الداخل والخارج، الأمر الذي اعتبره الناخب الأمريكي تنصلًا من جانب الحزب الديمقراطي من مسؤولياته، فضلًا عن أن شخصية "هاريس" ليست بالقدر الذي يعينها على منصب الرئيس.
وبفارق نحو 5 ملايين صوت، حسم ترامب السباق الرئاسي في الولايات المتحدة، متغلبًا على منافسته الديمقراطية، الأمر الذي أهّله للفوز بالعدد الأكبر من الولايات السبع الحاسمة، وخصوصًا جورجيا، وبنسلفانيا، وويسكونسن، وميتشيجان.
وفي السياق ذاته، قال أشرف أبو الهول، مدير تحرير جريدة الأهرام، إنَّ خسارة هاريس في الانتخابات الرئاسية يعود إلى تعرضها لمحاسبة جماهيرية من الناخبين، إذ عزز وجودها نائبة للرئيس شعور الناخب الأمريكي بفقدان الثقة، ما دفعه تشكيل جبهة ضد الحزب الديمقراطي الذي اتبع سياسات فاشلة.
وأضاف "أبو الهول" أنَّ الأزمات الاقتصادية التي عاشها المواطن الأمريكي في ظل قيادة بايدن، لافتًا إلى أن قروض الإسكان تسببت في تعرض الأسر للكثير من المشكلات، وأصبحت الحاجة ملحة لدى الشباب بضرورة تغيير السياسية الاقتصادية بعيدًا عن بايدن ونائبته هاريس.
وفي خضم المنافسة، أكد مدير تحرير الأهرام أنَّ الناخب الأمريكي لم يغفل عن حجم الأخطاء التي وقعت فيها هاريس، خصوصًا بعد فشلها في إدارة ملف الهجرة والحدود.
وبحسب تقارير أمريكية، تمكن 15 مليون مهاجر غير قانوني من دخول الولايات المتحدة، وكانت إحدى القضايا الرئيسية التي ركز عليها منافسها مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب.
وأوضح أنّ هاريس فشلت في التصويت الشعبي على عكس هيلاري كلينتون التي تفوقت على ترامب رغم فوزه في الانتخابات الرئاسية السابقة والتي جرت في 2016، كما أنّ بعض الخبراء حمّلوها مسؤولية الخسارة لأنها ركزت على الاتهامات الموجهة إلى ترامب، ولم تركز على رسم صورة إيجابية كبديل لجو بايدن.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الحكاية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الحكاية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق