دبي.. مدينة الفعاليات والأعمال - بوابة فكرة وي

0 تعليق ارسل طباعة

أحمد الخاجة *

نجحت دبي في ترسيخ مكانتها كوجهة استثنائية على خريطة السياحة العالمية، وهو ما تعزّزه البيانات الصادرة حول أعداد الزوّار الدوليين الذين تستقبلهم المدينة سنوياً، وكذلك حصولها على التقدير العالمي مع حصدها لقب أفضل وجهة عالمية في جوائز اختيار المسافرين 2024 من موقع «تريب أدفايزر»، وذلك للعام الثالث على التوالي، وهي المرّة الأولى التي تحقّق فيها مدينة مثل هذا الإنجاز المهم.
وبفضل الرؤية الطموحة لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، والجهود المبذولة لتحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية «D33» الرامية إلى تعزيز مكانتها كمدينة عالمية رائدة للأعمال والترفيه، اتخذت دبي خطوات ثابتة ومبادرات كثيرة لتصبح ضمن المدن العالمية المتميّزة والرائدة في هذا المجال، فإلى جانب السفر بغرض الترفيه، تمكّنت دبي من استثمار قدراتها لتقود قطاع فعاليات الأعمال على مستوى العالم، من خلال التطوير الاستراتيجي واستضافة فعاليات الأعمال الكبرى، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في تحقيق النمو والتنويع الاقتصادي.
ويحفّز قطاع فعاليات الأعمال العالمية التنمية الاقتصادية، وينعكس تأثيره في العديد من القطاعات الاقتصادية بشكل مباشر وكذلك غير مباشر، فيما تبلغ مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي العالمي نحو 1.6 تريليون دولار، وفقاً لنتائج أحدث البيانات، كما أنه يوفّر ملايين الوظائف حول العالم. وفي إطار رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة، أدركت المدينة أهمية هذا القطاع، فحرصت على ترسيخ مكانتها الاستراتيجية، لتصبح وجهة عالمية رئيسية لاستضافة فعاليات الأعمال.
تُعزّز دبي هذه الجهود من خلال إبرام شراكات مع أبرز الهيئات والمنظمات العالمية، بما في ذلك الجمعية الدولية للمؤتمرات والاجتماعات (إيكا). حيث تعكس هذه الشراكة الرؤية المشتركة التي تهدُف إلى تطبيق أفضل ممارسات التنمية المستدامة ضمن قطاع فعاليات الأعمال، وهو ما يتماشى مع مستهدفات «D33»، وكذلك أهداف التنمية المستدامة العالمية.
وكجزء رئيسي من أجندة دبي الأوسع نطاقاً، يُسلط الضوء على الأهمية الاقتصادية لقطاع فعاليات الأعمال، والذي يظهر تأثيره الإيجابي في اقتصاد المدينة بشكل واضح من خلال الفعاليات الكبرى التي استضافها مركز دبي التجاري العالمي خلال عام 2023، والتي استطاعت دعم نحو 69281 وظيفة، نتج عنها إجمالي دخل متاح للأسرة disposable household income بلغ 3.4 مليار درهم، ما لعب دوراً حيوياً في ترسيخ مكانة دبي كواحدة من أفضل ثلاث مدن في العالم للأعمال والترفيه، وذلك لما تتمتّع به من منشآت ومرافق عالمية المستوى، إلى جانب عروض الضيافة التي تقدّمها المدينة. وقد أظهرت بيانات التقرير الأخير الصادر عن مركز دبي التجاري العالمي، أن دبي حقّقت إنجازات هائلة في العديد من القطاعات الاقتصادية، بما فيها سياحة الأعمال، وقطاع «الاجتماعات والبرامج التحفيزية والمؤتمرات والمعارض».
إنّ جاذبية دبي المتزايدة كوجهة رائدة لاستضافة فعاليات الأعمال، جاءت نظراً لما تتمتّع به من عوامل جذب لا مثيل لها، إذ يُتيح موقعها الاستراتيجي المُتميّز إمكانية الوصول إلى العديد من الأسواق الناشئة، بفضل شبكة الرحلات التي تربط العديد من الوجهات الإقليمية والعالمية، حيث إنها تبعد 8 ساعات بالطائرة عن ثلثي سكان العالم، وهو ما يجعلها منصّة مثالية لاستضافة مُختلف المؤتمرات والفعاليات. إضافة إلى كونها مدينة متعدّدة الثقافات، مع احتضانها أكثر من 200 جنسية، إلى جانب تاريخها الحافل بتنظيم كبرى الفعاليات الدولية بنجاح. حيث تجتمع تلك العناصر لتجعلها بوابة عالمية زاخرة بفرص لا حصر لها للتواصل وبناء شبكة علاقات هادفة، بما يسهم في تطوير الأعمال.
حلّت دبي بالمركز الأول في منطقة الشرق الأوسط، من حيث عدد اجتماعات الجمعيات، وفقاً لتصنيف الجمعية الدولية للمؤتمرات والاجتماعات (إيكا)، وحازت لقب «أفضل وجهة للاجتماعات والمؤتمرات في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا»، بحسب تصنيف «سيفنت» Cvent، المتخصصة في مجال الاجتماعات والفعاليات ومزود تقنية إدارة الضيافة. كما أسهمت توجيهات القيادة الرشيدة في رفع سقف طموحات المدينة لتصبح مركزاً عالمياً للابتكار وتبادل المعرفة.
يُعزى النجاح الباهر الذي حققته دبي كمركز عالمي لاستضافة الفعاليات إلى التعاون المثمر والبنّاء بين القطاعين العام والخاص من خلال الشراكات الاستراتيجية الفعالة. وقد لعب المكتب دوراً مهماً في تسهيل شبكة التواصل بين مُنظمي الاجتماعات والفعاليات لمُختلف القطاعات والجهات بصفته الجهة المسؤولة عن جذب الفعاليات والمؤتمرات في الإمارة، وهو ما أسهم في استقطاب العديد من الفعاليات، سواء كانت على شكل اجتماعات صغيرة أو مؤتمرات ضخمة. وتشمل قائمة أبرز فعاليات الأعمال التي نجح المكتب في استقطابها مؤخراً: المؤتمر والمعرض العالمي للاتصالات في الأزمات والطوارئ 2024، ومؤتمر «دبليو سي إيه» العالمي 2024، ومؤتمر مائدة المليون دولار المستديرة 2024، والمؤتمر العالمي للمؤسسات اللوجستية 2024 التابع لشبكة التحالف اللوجستي العالمي (GLA)، والمؤتمر العالمي لأنظمة النقل الذكية 2024. فيما تزخر محفظة «فعاليات دبي للأعمال» بالعديد من الفعاليات المُمتدة حتى عام 2029، ما يعكس الرؤية الاستراتيجية المستقبلية للمدينة، وسعيها الدؤوب لتحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33.
تُعد هذه الفعاليات جزءاً لا يتجزأ من مسيرة التنمية الاقتصادية بالمدينة، وتلعب دوراً أساسياً في تعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة وتطور المجتمع. كما يتولى «فعاليات دبي للأعمال» أيضاً إدارة برنامج «السفير»، الذي يُركز على استقطاب ودعم أبرز قادة الرأي والشخصيات المؤثرة محلياً بدولة الإمارات العربية المتحدة والعديد من مُمثلي الجهات الحكومية، بمن في ذلك الأطباء والمعلمون والأكاديميون والمسؤولون الحكوميون ومحترفو الأعمال. ويلعب سفراء هذا البرنامج دوراً أساسياً في استقطاب فعاليات الأعمال الدولية المتنوعة التي تعنى بمختلف القطاعات لاستضافتها في دبي.
أسهم برنامج «السفير» منذ إطلاقه في عام 2010 بشكل كبير، في تعزيز مكانة دبي كوجهة رائدة لاستضافة فعاليات الأعمال. حيث أسفرت جهوده منذ التأسيس وحتى نهاية عام 2022، في دعم المدينة للفوز بعروض استضافة أكثر من 240 فعالية دولية حضرها ما يربو على 336 ألف مشارك. فيما يضم البرنامج حالياً أكثر من 330 سفيراً، ويعتزم مواصلة استقطاب المزيد من الأعضاء من مُختلف القطاعات والمجالات المهنية.
يواصل «فعاليات دبي للأعمال» بذل المساعي الحثيثة للمساهمة في تحقيق رؤية دبي باستقطاب المزيد من الزوار الدوليين، وكذلك جذب الاستثمارات الأجنبية من خلال عقد الشراكات الاستراتيجية مع الفنادق، وقاعات الفعاليات، ومنظمي الاجتماعات والمؤتمرات، وشركات إدارة الوجهات، ومزودي الخدمات الآخرين. فيما يتعاون المكتب من كثب مع العديد من الجهات في القطاعين العام والخاص، بهدف تطوير المشاريع التي من شأنها تعزيز مكانة دبي كمركز عالمي للسياحة والأعمال والاستثمار. وبفضل هذه الجهود المشتركة، وتعاون جميع الأطراف المعنية ضمن قطاع الفعاليات في دبي من خلال التواصل الفعال والتفاعل ومشاركة المعلومات، فإن المدينة تشهد نمواً ملحوظاً وتحوّلاً متسارعاً.
وفي ظل رفع دبي لسقف طموحاتها الاقتصادية، من خلال ضخ الاستثمارات في المجالات الواعدة التي تشمل التكنولوجيا، والطاقة المتجددة، وتبني السياسات الاقتصادية التي تستشرف المستقبل، وتوفير بيئة أعمال مشجعة، يلعب قطاع فعاليات الأعمال دوراً محورياً باعتباره أحد أبرز محركات التغيير، ومُسهماً في نمو قطاع السياحة، ومضاعفة الإيرادات، وبناء اقتصاد أكثر تنوعاً ومرونة.
* المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق