نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إيران وأوروبا: محادثات نووية مرتقبة وسط تصعيد متبادل - بوابة فكرة وي, اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 11:02 مساءً
أعلنت إيران، اليوم الأحد، أنها ستعقد محادثات جديدة حول برنامجها النووي مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا يوم الجمعة المقبل، وذلك على خلفية قرار صادر عن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ينتقد عدم تعاون طهران في ملفها النووي. يأتي هذا التطور في وقت تتصاعد فيه التوترات بين إيران والغرب، وسط خطوات تصعيدية من قبل طهران كان أبرزها تشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة ورفع نسبة تخصيب اليورانيوم.
القرار الأممي وأصداؤه: هل تصعّد إيران خطواتها؟
صوّت مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوم الخميس، على قرار يدعو إيران إلى التعاون مع الوكالة وتقديم إجابات بشأن مواقع غير معلنة يُشتبه بوجود أنشطة نووية فيها. حاز القرار على دعم 19 دولة من أصل 35، بينما عارضته 3 دول وامتنعت 12 عن التصويت.
أثار هذا القرار غضب طهران، التي ردت بتشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة في منشآت نطنز وفوردو النووية، وزيادة تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تقارب تلك اللازمة لتصنيع أسلحة نووية. وتؤكد إيران أنها لا تسعى إلى تطوير أسلحة نووية، وأن برنامجها مخصص للأغراض المدنية، بما في ذلك توليد الطاقة.
ماذا ستناقش إيران مع الدول الأوروبية الثلاث؟
قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن المحادثات مع الدول الأوروبية ستتناول إلى جانب الملف النووي قضايا إقليمية ودولية، منها الوضع في لبنان وفلسطين.
تعدّ إيران داعمًا أساسيًا لحزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة، وكلاهما في مواجهة مباشرة مع إسرائيل. ويرى مراقبون أن مناقشة هذه الملفات تأتي في إطار محاولات إيران لتوسيع إطار التفاوض مع الغرب وربط المسائل النووية بالقضايا الجيوسياسية الأوسع.
من التصعيد إلى الحوار: الموقف الإيراني المعقد
منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عام 2018، خلال ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب، وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية، بدأت إيران تراجعًا تدريجيًا عن التزاماتها النووية بموجب الاتفاق المعروف بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة".
رفعت طهران نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%، وهي خطوة تقربها من النسبة المطلوبة لتصنيع قنبلة نووية (90%)، في حين أن الاتفاق النووي حدد سقف التخصيب عند 3.67%. كما ركبت أجهزة طرد مركزي متطورة لتسريع إنتاجها النووي.
مع ذلك، أكدت طهران مرارًا أنها مستعدة للحوار، وهو ما كرره مسؤول إيراني كبير الأحد، مشددًا على أن القضية النووية يجب حلها دبلوماسيًا، وأن إيران لم تنسحب مطلقًا من المفاوضات.
زيارة غروسي: نافذة دبلوماسية أم خطوة رمزية؟
زار مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، طهران قبل أيام من اعتماد القرار الأممي، حيث التقى بمسؤولين إيرانيين وزار منشأتي نطنز وفوردو.
ورغم أن الزيارة عُدّت "فرصة دبلوماسية أخيرة"، إلا أنها لم تحقق اختراقًا ملموسًا، مما دفع الوكالة إلى اعتماد القرار الأخير. تعتبر إيران أن دعوتها غروسي لزيارة منشآتها تعكس حسن نواياها، لكنها ترى في قرارات الوكالة تحيزًا لصالح الغرب.
ما وراء المحادثات: هل تسعى إيران إلى كسب الوقت؟
بينما تؤكد إيران رغبتها في الحوار، يرى بعض المحللين أن طهران قد تكون تسعى إلى كسب الوقت لتعزيز موقعها التفاوضي. تشغيل أجهزة الطرد المركزي وزيادة مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب يعطيها نفوذًا أكبر على طاولة المفاوضات.
من جهة أخرى، قد تكون إيران تسعى إلى ربط الملف النووي بملفات إقليمية أخرى، مثل الصراع في غزة ولبنان، مما يضع الدول الغربية أمام خيار التفاوض الشامل أو مواجهة تصعيد إيراني على أكثر من جبهة.
مستقبل الاتفاق النووي: بين بايدن وترامب
في ظل التوترات المتصاعدة، يبقى مستقبل الاتفاق النووي غامضًا. إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حاولت إحياء الاتفاق من خلال مفاوضات غير مباشرة، لكنها لم تحقق تقدمًا يُذكر.
ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير المقبل، تزداد المخاوف من تصعيد إضافي، خاصة أن ترامب كان وراء سياسة "الضغوط القصوى" على إيران خلال ولايته السابقة.
0 تعليق