ذكرت وسائل إعلام لبنانية أن المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكستين هدد بالانسحاب من دوره كوسيط في المحادثات بين إسرائيل ولبنان، في حال لم تتجاوب إسرائيل إيجابيًا مع اقتراح وقف إطلاق النار. يأتي هذا التطور في ظل توتر متصاعد على الحدود بين البلدين، مع غموض حول موقف الحكومة الإسرائيلية بشأن الاتفاق المقترح.

هوكستين ينفي الاتفاق الإسرائيلي النهائي

بحسب ما نقلته وسائل إعلام أميركية ولبنانية، نفى هوكستين ما تردد عن أن إسرائيل أعطت الضوء الأخضر للمضي قدمًا نحو اتفاق مع لبنان. وأكد أن التصريحات التي تشير إلى أن الاتفاق تم بالفعل "غير دقيقة".

وأشار تقرير نشره موقع "أكسيوس" الأميركي إلى أن هوكستين أبلغ السفير الإسرائيلي لدى واشنطن بأنه في حال لم تستجب إسرائيل بشكل إيجابي خلال الأيام المقبلة، فإنه سينسحب من جهود الوساطة التي بذلها خلال الأشهر الأخيرة.

إسرائيل بين الضغوط والحرية العسكرية

في المقابل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية أن الاتفاق مع لبنان "تم التوصل إليه"، بينما يجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مشاورات أمنية مع عدد محدود من الوزراء لتحديد كيفية إعلان الاتفاق.

ووفقًا لمصدر أمني إسرائيلي بارز، فإن المبعوث الأميركي حصل على "ضوء أخضر" من إسرائيل للمضي نحو الاتفاق، لكن المناقشات تتركز حاليًا على حرية عمل الجيش الإسرائيلي في منطقة الحدود اللبنانية السورية.
 

توتر متصاعد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية

يتزامن هذا التوتر مع تصعيد عسكري على الحدود بين إسرائيل وحزب الله، حيث تشن إسرائيل غارات جوية مكثفة على جنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبية، التي تعد معقلًا رئيسيًا للحزب.

في الوقت ذاته، حذرت جامعة الدول العربية في اجتماع طارئ من خطط إسرائيل لتوسيع نطاق عملياتها العسكرية، مشيرة إلى أن التصعيد قد يشمل دولًا عربية أخرى.

مخاوف من فشل الوساطة وزيادة التصعيد

يبدو أن فشل الوساطة الأميركية قد يفتح الباب أمام تصعيد أكبر في المنطقة. ويعتمد نجاح هذه الوساطة على قدرة هوكستين على إقناع الطرفين بضرورة التوصل إلى اتفاق يمنع المزيد من التدهور.

ومع ذلك، فإن الغموض في الموقف الإسرائيلي، والخلافات الداخلية في الحكومة بشأن كيفية التعامل مع حزب الله، يزيدان من تعقيد المشهد.

الرهانات على الوساطة الأميركية

تُعتبر الوساطة الأميركية أداة مهمة لتهدئة التوترات بين إسرائيل ولبنان، خاصة في ظل تصاعد حدة الصراع الإقليمي. لكن تهديد هوكستين بالانسحاب يضع هذه الجهود على المحك، ويفتح المجال أمام تساؤلات حول البدائل الممكنة في حال انهيار المحادثات.