نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. مجرم..لكنه طليق - بوابة فكرة وي, اليوم الاثنين 25 نوفمبر 2024 12:55 صباحاً
نشر في الشروق يوم 24 - 11 - 2024
قرار المحكمة الجنائية الدولية القاضي باعتقال رئيس حكومة الكيان "ناتنياهو" ووزير حربه "غالانت" ليس انتصارا للعدالة الدولية المفقودة أصلا ، بل هو انتصار للمقاومة الفلسطينية التي استبسلت لما يقارب القرن إلا ربع في الدفاع عن حقها المشروع والتاريخي في أرضها ..
مقاومة مستبسلة قوية صلبة لا تعرف للكلل مكانا وللضعف زمانا ، مقاومة وضعت بوصلة النصر وجهتها ولم تهتم بالمتخاذلين ، بالخونة الذين اشتروا التطبيع بثمن بخس "دراهم معدودة" وكانوا في القضية الفلسطينية زاهدين ، خونة تركوا فلسطين وراء ظهورهم وهرولوا بأعين مغمضة وقلوب متكلسة فرحين مستبشرين بالتطبيع ومن تحتهم كراسي متحركة تكشف ضعفهم وجبنهم ..
انتصرت المقاومة بعد أكثر من 76 عاما من النضال ، وبين أعوامها وأيامها المرة الصعبة خيانات تبحث لنفسها عن تبريرات واهية ، توهم نفسها بالبحث عن حلول لأرض مغتصبة وشعب مشرد تائه جائع ، بعضهم يجوب العالم بحثا عن مستقر ، ومستقرهم مغتصب بين يدي كيان منبوذ لا أرض له ولا عهد ..لا تاريخ ولا ماض ، فكيف يكون له المستقبل في أرض ليست بأرضه وسماء ليست بسمائه ..
انتصرت المقاومة بقرار تأخر كثيرا كثيرا ، لكنه جاء بدفع قوي من الدماء الزكية وأرواح الشهداء الطاهرة ودعاء الثكالى وبكاء الأيتام وصراخ الأطفال الجياع اليتامى .. فنطقت المحكمة الجنائية بالحكم العادل المتأخر لتكشف للعالم عن الحقائق والنوايا ..
صمتت أصوات الخونة وأنى لها أن تنطق ، ودافعت الأخرى عن مجرمين قتلة أياديهم ملطخة بدماء الشهداء .. و" انزعجت " دول نعلم مسبقا انها لا تؤمن بالعدالة والحرية ..انزعجت واشمأزت من القرار لتسارع بالتعليق عن حكم ما كان له أن يكون لولا صمود الشجعان وصبر البواسل ..
القرار جريء ومنصف للمظلومين والمقهورين وأصحاب الحق الشرعيين ، هي المرة الأولى في هذا التاريخ الظالم التي يتم فيها توجيه الاتهام إلى مسؤولين سياسيين حلفاء للولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية رحبت بالأمس لقرار مماثل في حق رئيس روسيا الأتحادية فلاديمير بوتين ، لكنها "انزعجت" اليوم مع رئيس كيان ظالم ناتنياهو ..
معاييرهم مزدوجة ، وأحكامهم مختلفة ، تتغير من الصديق الحليف إلى العدو ،..بالأمس طالبوا الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية الالتزام بهذا القرار مع بوتين ، واليوم قالوا انه غير ملزم مع مجرم حرب ، مجرم ضد الإنسانية ، مجرم ضد البشرية ..
هو اليوم مطارد ، هارب ، فار ، بعد ان قتل وشرد وجوع ودمر واضطهد مع حلفاء وخونة أصحاب الأرض الشرعيين ، أصحاب قضية عادلة لن تضيع بالمقاومة الباسلة في زحمة التحالفات والخيانات والدعم الامريكي الذي سيسعى جاهدا لتعطيل احكام جاءت " تصحيحا لمسار طويل من الظلم التاريخي للشعب الفلسطيني ".
انتصرتم يا بواسل ، وعلى العالم المتشدق بالديمقراطية والعدالة والحرية ، أم يعجل بأسر المجرمين الفارين من العدالة واعتقالهم لإيقاف جرائم الإبادة بحق المدنيين ، فالمجرم لازال طليقا ، وطلقات نيرانه متواصلة هناك في غزة رمز النصر والعزة ..
راشد شعور
.
0 تعليق