نشر بوساطة ياسين العطوي في تونس الرقمية يوم 30 - 06 - 2025

في اليوم ال106 من استئناف حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، تتواصل المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين، حيث أفادت مصادر طبية في مستشفيات القطاع باستشهاد 95 فلسطينياً منذ فجر الأحد، جراء غارات جوية إسرائيلية مكثفة استهدفت مناطق متفرقة.
وكانت أكثر الضربات دموية تلك التي استهدفت مطعماً شعبياً على شاطئ بحر مدينة غزة، وأسفرت عن استشهاد 33 شخصاً بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى عشرات الجرحى.
المنطقة التي طالها القصف تُعد من الأماكن التي يتردد عليها المواطنون بحثاً عن لحظة هدوء نادرة وسط الجحيم المتواصل، لكن القصف الإسرائيلي حولها إلى مشهد دموي جديد ينضم لسلسلة طويلة من الانتهاكات التي طالت المدنيين.
وفي سياق متصل، أقرّ متحدث باسم جيش الاحتلال، في تصريح لوكالة "رويترز"، بأن مدنيين فلسطينيين تعرضوا للأذى خلال عمليات توزيع المساعدات الإنسانية في القطاع، مشيراً إلى أن الحادثة "قيد المراجعة" من قبل الجهات المعنية داخل الجيش الإسرائيلي، وأن تعليمات جديدة صدرت للقوات بناءً على "الدروس المستفادة"، وفق تعبيره.
ميدانياً، تتواصل المعارك العنيفة في محيط مدينة خان يونس جنوب القطاع، حيث أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عن تنفيذ عملية مشتركة مع كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تم خلالها تدمير دبابة ميركافا إسرائيلية في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس. كما أفادت بتدمير آلية عسكرية إسرائيلية أخرى بعبوة ناسفة شديدة الانفجار كانت قد زُرعت في وقت سابق.
سياسياً، قال مسؤول في الإدارة الأميركية إن إنهاء الحرب في غزة يمثل أولوية للرئيس دونالد ترامب، في وقت أكدت فيه وزارة الخارجية القطرية وجود "نية أميركية جدية" للدفع نحو إعادة إطلاق المفاوضات، لكنها أشارت إلى وجود تعقيدات ميدانية وسياسية تحول دون تقدم ملموس حتى الآن.
وفي المقابل، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن تل أبيب مستعدة للدخول في صفقة تبادل أسرى، دون أن يكون ذلك مشروطاً مسبقاً بوقف دائم لإطلاق النار، ما يشير إلى استمرار الرؤية الإسرائيلية التي تفصل بين المسار الإنساني والعسكري.
تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في حصد أرواح الأبرياء، بينما تبقى المبادرات السياسية رهينة الحسابات المعقدة، وسط تدهور إنساني غير مسبوق في قطاع غزة.

.