في رسائل دموية وعدوان مقصود وسافر على مواقع الجيش اللبناني المنتشر في الجنوب، إستهدف العدو الإسرائيلي موقع الجيش في العامرية إلى الشرق من صور ما أسفر عن سقوط شهيدين من الجيش وإصابة 18 عنصراً، حالة 4 منهم خطيرة بحسب البيانات الصادرة عن قيادة الجيش.

الخبير في الشؤون العسكرية الاستراتيجية العميد شارل أبي نادر إعتبر في تصريح لموقع المنار أن “استهداف الجيش اللبناني وبهذا الشكل المتعمد من قبل العدو الإسرائيلي ليس مستغرباً  وليس مفاجئاً، وهو دائما كان يستهدف الجيش خلال كافة اعتداءاته ضد لبنان، الجوية او البرية، وفي هذه الحرب الحالية  تجاوز شهداء الجيش ومصابيه العشرات، لتؤكد أن الجيش اللبناني بالنسبة للعدو لا يختلف في موقعه وفي موقفه عن المقاومة، والعدو يدّعي العمل لتسهيل تسليم الجيش منطقة جنوب الليطاني تطبيقا للقرار ١٧٠١ ،وهذا  فقط لذر الرماد في العيون ولإحداث انشقاق داخل لبنان، ولكن عملياً، تأتي هذه الاعتداءات على الجيش لتؤكد أنه غير موافق عملياً على موقف الجيش الحالي ولإرسال رسائل تحت النار بأنه يطالب الجيش لاحقاً بعد الوصول لإطلاق النار، بلعب دور مختلف عن الدور الذي لعبه قبل الحرب الحالية، وذلك لناحية دفعه الى اتخاذ اجراءات عدائية ضد المقاومة كما كان الاميركي يطالب دائما “.

وحول استهداف الجيش بالنسبة إلى مفاعيل القرار 1701 قال العميد أبي نادر :” لا شك أن استهداف الجيش اللبناني قرب مواقع اليونيفل،  يؤكد أكثر وأكثر عدائية العدو وعدم التزامه بأي ناحية معينة بالقوانين الدولية وبقرارات مجلس الأمن و تحديدا القرار ١٧٠١ والذي يدّعي انه أطلق حربه وعدوانه على لبنان في سبيل تطبيقه، كما أن استهداف الجيش اللبناني اليوم من قبل العدو الاسرائيلي،  يؤكد أن الأخير لن يكون ملتزماً بما يطرح حالياً في الورقة الأميركية، وبأنه سيتجاوز الكثير من التفاصيل المتعلقة باتفاق وقف إطلاق النار والتسوية عند مرحلة التطبيق لهذا الإتفاق المقترح والذي لم يسلك طريقه حتى الآن”.

وحول معادلة الجيش والشعب والمقاومة قال نادر :”هذه المعادلة خلقت أساساً كون العدو واحد والمصير واحد وموقف العدو أيضاً من الجيش ومن المقاومة هو نفسه ايضاً، وستبقى هذه العلاقة وهذه المعادلة أساسية وثابتة لأنها تترجم المسار الواحد والمصير الواحد لكل الشعب اللبناني أي جيش ومقاومة ومواطنين ضد العدو الاسرائيلي المحتل والمغتصب والمعتدي”.

يشار إلى أن سلسلة الإستهدافات لمراكز وعناصر الجيش أدت وبحسب ارقام رسمية الى ارتفاع عدد الشهداء الى 44 شهيدًا، 19 استشهدوا في مراكز العمل و 25 في منازلهم مع عائلاتهم.

دماء العسكريين دليل صارخ على أن العدو واحد، وأن الجيش والمقاومة والشعب يشكلون وحدة لا تُكسر، مهما حاول الاحتلال تشويه هذه المعادلة الراسخة، أمام هذا العدوان السافر، يبقى لبنان شامخًا، يُقاوم بوحدته، ويرد على نيران العدو بصمود لن تحرقه المؤامرات ولا الرسائل المسمومة تحت النار.

هذه الأرض التي روّاها الشهداء ستظل شاهدة على أن الكرامة لا تُساوم، وأن الجنوب، كما كان دائمًا، خط الدفاع الأول عن وطن لا يعرف الإستسلام.

المصدر: موقع المنار