"ترامب" وعودة تاريخية: الوجه الآخر للرئيس.. الأب الساخر والصارم والمتهكم والمتمسك بالقيم العائلية - بوابة فكرة وي

0 تعليق ارسل طباعة

الرئيس دونالد ترامب، المعروف بشخصيته الصاخبة في المجالين السياسي والتجاري، يحمل في حياته الخاصة جوانب قد لا تكون معروفة للجميع. بصفته أباً لخمسة أبناء من ثلاث زيجات، يُظهر ترامب اهتماماً بعائلته، حيث يشارك في مناسبات عائلية ويظهر دعمه لأبنائه في مساراتهم المهنية.

وفيما يتعلق بروح الدعابة، يُعرف ترامب بأسلوبه الساخر والمتهكم، سواء في تصريحاته العامة أو في تفاعلاته الشخصية. على سبيل المثال، خلال حفل عشاء المراسلين في البيت الأبيض عام 2011، ألقى ترامب نكاتاً حول نفسه وحول الآخرين، مما أظهر قدرته على السخرية الذاتية.

بساطة ووجبات سريعة

من ناحية أخرى، تشير بعض التقارير إلى أن ترامب قد يكون أكثر هدوءاً في حياته الخاصة مما يظهر عليه في العلن. ففي كتاب "فن الصفقة"، يصف ترامب نفسه بأنه شخص يحب البساطة في بعض جوانب حياته، مثل تفضيله للوجبات السريعة وحبه لمشاهدة التلفاز.

بالإضافة إلى ذلك، يُعرف ترامب بحبه للرياضة، خاصة رياضة الجولف، حيث يمتلك عدة ملاعب جولف حول العالم ويقضي وقتاً في ممارستها. هذا الجانب الرياضي يعكس جزءاً من شخصيته التي تسعى للتنافس والنجاح.

في المجمل، يوصف بأن شخصيته تجمع بين الجدية في العمل وروح الدعابة في المواقف المناسبة، مع اهتمام واضح بعائلته وميول رياضية تبرز حبه للتنافس.

ترامب "الأب":

وفقاً لعدة تقارير صحفية، مثل "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست"، يظهر ترامب اهتماماً واضحاً بعائلته، ويلعب دور الأب في حياة أبنائه بجدية. إذ يحضر العديد من المناسبات العائلية ويرى أن دعم أبنائه في اختياراتهم المهنية يشكّل جزءاً من واجباته كأب. يظهر هذا بوضوح في الطريقة التي يشارك بها أبناءه في مساراتهم المهنية داخل وخارج المؤسسة العائلية. على سبيل المثال، لعبت إيفانكا دوراً كبيراً في سياساته وحملاته الانتخابية، وقد أظهر في مناسبات عديدة دعمه لها ولإخوتها بصراحة وفخر.

ومن الملاحظ أن دونالد ترامب، على الرغم من تواجده في دائرة الأضواء بصورة دائمة، يحافظ على علاقات وثيقة مع أبنائه ويعتبر دور الأب أمراً محورياً في حياته. تُظهر المناسبات العائلية ومشاركات أبنائه في حملاته الانتخابية دعمهم القوي له، وتقديره لدورهم في حياته. ومن الملفت أنه يمنحهم مساحات للعمل ويشجعهم على اتخاذ قرارات مهمة في حياتهم المهنية، حتى إن كانت ترتبط بمجالات مختلفة عن السياسة أو الأعمال.

أساس القيم

ووفقاً لتقرير لـ"وول ستريت جورنال"، يُظهر ترامب نظرة تقليدية للعائلة، ويحرص على أن يكون مرشداً لأبنائه، ليس فقط في مجال الأعمال، بل أيضاً في القرارات الشخصية. يعتبر ترامب العائلة أساساً لقيمه وتوجهاته، وقد صرح في العديد من المناسبات بأهمية الروابط العائلية وأثرها في تشكيل شخصيته. يقال إنه يخصص وقتاً ليتفاعل مع أحفاده أيضاً، ويشجعهم على التفكير الطموح والاهتمام بالنجاح، مما يعكس دوره كأب وجد ملتزم بنقل تجربته الحياتية.

ترامب "الساخر والمتهكم"

يظهر الرئيس ترامب كشخص ساخر ويتمتع بروح دعابة فريدة، سواء في سياق السياسة أو في حياته الخاصة، عُرفت تصريحاته الساخرة بقدرتها على إثارة الجدل والمتابعة في وسائل الإعلام. في لقاءات شخصية، يميل ترامب للسخرية الخفيفة، ويعرف بألفاظه العفوية. هذه السخرية تلعب دوراً في بناء علاقاته مع المقربين منه، حيث تُعبر عن جانبه البسيط والمتواضع بعيداً عن التكلف. هذه السخرية ينظر لها كصفة تتداخل بين الجدية والمزاح. يستخدم ترامب السخرية كسلاح في السياسة، وكذلك في حياته الخاصة، لإبراز وجهة نظره بشكل خفيف، لكن حاد. هذه السخرية تتسم أحياناً بطابع تهكمي لا يخلو من نقد الذات أو الآخرين. في جلساته الخاصة، يُقال إنه يمزح بطرق تعبر عن ثقته بنفسه ويحب تكرار قصص نجاحه بطريقة تجعل من حوله يضحكون.

الشغف برياضة الجولف وروح التحدي:

يعد الجولف بالنسبة لدونالد ترامب أكثر من مجرد رياضة؛ بل يمثل أسلوباً للتنافس والترفيه، وقد بنى عدة ملاعب جولف خاصة حول العالم. بحسب تقرير من "فوربس"، يقضي ترامب وقتاً ملحوظاً في ممارسة الجولف، ويستضيف أحياناً لقاءات عمل في ملاعبه، ويعتبر الجولف وسيلة للتواصل وخلق انطباعات إيجابية مع كبار الشخصيات، كما يرى فيه طريقة للتحدي الشخصي وتعزيز مكانته الاجتماعية. هذه المنافسة في الجولف تعبر عن شخصيته التي تسعى دائماً للتفوق، سواء في العمل أو الترفيه.

الرئيس العفوي والتلقائي:

بحسب مقربين من ترامب، فإن شخصيته تتمتع بجانب عفوي يظهر في تفاعلاته غير الرسمية. ذكرت مصادر مقربة من عائلته أنه يميل للمزاح والتعليقات الساخرة مع أصدقائه وأفراد عائلته، مما يُظهر جانبه البشري والعفوي. ويرى المحللون أن هذه التلقائية هي ما يجعل ترامب مختلفاً، حيث يفضل الأسلوب المباشر والبسيط، وهو ما يجعله قريباً من البعض ويصعب على البعض الآخر فهمه. هذا الجانب من شخصيته يعكس انسجامه مع نفسه ويضفي عليه بعداً خاصاً في علاقاته.

ترامب يُعتبر رجل أعمال، سواءً في المكتب البيضاوي أو في حياته الخاصة. يُعرف عنه أنه يهتم بالتفاصيل ويراقب كل شيء عن كثب، حتى في الأمور الشخصية أو العائلية، وهي عادة اكتسبها من خبرته الطويلة. قد يبدو أن هناك توازناً بين هذه الجدية واللحظات الشخصية التي يحاول الاستمتاع بها، ما يعطيه نوعاً من الانسجام الذي يسمح له بالمواصلة.

مزيج ملفت:

وبشكل عام تشير التقارير التي تكتب عن شخصيته أنه يعد رجلاً مليئاً بالتناقضات، فهو شخص يتحدى الجميع بأسلوبه الخاص لكنه يهتم بتفاصيل حياته الأسرية، يعيش حياته بتنوع بين الرسميات واللحظات الخاصة، ويتخذ من الدعابة والرياضة وسيلة للهروب من الجدية المحيطة به. شخصيته تحمل مزيجاً من الواقعية والطموح، وتنبع منها روح تنافسية لا تهدأ، سواءً في المكتب أو على ملعب الجولف، وحتى حول طاولة العشاء مع عائلته. في النهاية، تجمع شخصية دونالد ترامب بين الاندفاع والمرح، كما يتسم بتوازن بين الصرامة في العمل والبساطة في حياته اليومية. هذه الجوانب المتعددة تعطيه كاريزما خاصة كرجل أعمال وسياسي، مع تركيز واضح على القيم العائلية والروح التنافسية.

العائلة في البيت الأبيض:

بعد عودته التاريخية إلى البيت الأبيض، يُظهر دونالد ترامب ميلاً واضحاً لمنح أفراد عائلته دوراً محورياً في إدارته، مع تفضيله إبقاءهم قريبين منه في مناصب مؤثرة. هذا التوجه ليس جديداً، إذ أعطى خلال فترته الأولى مسؤوليات بارزة لأفراد من عائلته، خاصةً ابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر. وبناءً على تقارير من "نيويورك بوست" و"بوليتكو"، يتوقع أن يعزز ترامب هذا النهج في فترة رئاسته الثانية، حيث يعتقد أن العائلة تشكّل دعماً أساسياً له، وتتيح له الثقة في المحيط الداخلي لإدارته.

ومن المتوقع في هذا الصدد أن تكون هناك مناصب لبعض أفراد العائلة مثل:

· إيفانكا ترامب: يتوقع أن تستمر في لعب دور استشاري رئيسي، حيث من المحتمل أن تتولى دوراً خاصاً مرتبطاً بقضايا التنمية الاقتصادية أو دعم المشاريع النسائية، بناءً على خبرتها السابقة في إدارة هذه الملفات خلال الفترة الأولى.

· جاريد كوشنر: وفقاً لمصادر مثل "نيويورك تايمز"، قد يعود كوشنر ليشغل منصباً رئيسياً يتعلق بالسياسة الخارجية، خاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط، نظراً لخبرته السابقة في هذا المجال ودوره في اتفاقيات التطبيع التي دعمتها الإدارة السابقة.

· دونالد ترامب جونيور: يُتوقع أن يلعب دوراً في شؤون التواصل والعلاقات الإعلامية، حيث عُرف بمواقفه المؤيدة لوالده في وسائل الإعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، مما قد يجعله واجهة إعلامية قوية للإدارة الجديدة.

بالإضافة إلى الأدوار العملية، يرى ترامب في هذه المناصب وسيلة لتعزيز الترابط الأسري واستمرار تأثيره الشخصي، حيث يرى أن الثقة في العائلة تضمن له فريقاً متماسكاً يعمل بتناغم لتحقيق أهدافه السياسية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق